قال مستشرق إسرائيلي، إن "التقديرات الأمنية الإسرائيلية عن الوضع الميداني في شبه جزيرة سيناء المصرية، تفيد بأن الأموال المصرية يتم إنفاقها هناك عبثا، وكذلك يتم إهدار الدماء فيها، وبسبب أزمة فيروس كورونا، فلن يتمكن السياح اليهود من الوصول إلى سيناء في ظل الاحتفالات بالأعياد اليهودية، كما جرت العادة في كل عام".
وأضاف
إيهود يعاري الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية والعربية في تقريره على
القناة 12 الإسرائيلية، ترجمته "عربي21" أن "الأعياد اليهودية هذا العام تزامنت مع احتفال المصريين بالذكرى الثامنة
والثلاثين لخروج آخر جندي إسرائيلي من شبه الجزيرة بموجب اتفاقية كامب ديفيد بين
الجانبين، رغم أن هذه الاحتفالات المصرية هذا العام طغى عليها أجواء مريرة، تمثلت بشكوك
متزايدة حول مدى السيطرة الأمنية والسياسية على سيناء".
وأشار
يعاري، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ومؤلف كتاب "السلام المجزأ
مع مصر"، أن "هذه الشكوك دفعت بأصوات مصرية للمطالبة بمنح محافظ سيناء
صلاحيات غير محدودة، بعيدا عن أي إجراءات بيروقراطية تعاني منها الإدارة المصرية، مما
يتطلب اقتطاعا من الموازنة المصرية العامة".
وأوضح
أن "المساعي المصرية تتجه نحو تسجيل نجاح في محاكاة نماذج سنغافورة وهونغ
كونغ في سيناء، على أن تمنح الإدارة السيناوية الجديدة استقلالا شبه كامل عن
السلطة المركزية في القاهرة، الممسكة بالعلاقات الخارجية والأمن".
وأكد
أن "ذلك يعني أن عبد الفتاح السيسي فشل بخطته لتطوير سيناء، ولا يستطيع جيشه توجيه
ضربة قاضية، مما دفع بصدور ردود فعل غاضبة في أوساط المصريين، جعلت أجهزة الأمن
المصرية تصدر تحذيرا تجاه أصحاب هذه الدعوات التي تعدّ مناهضة للنظام، لأنها شكلت
تجاوزا ضده، الأمر الذي جعل السيسي شخصيا يدخل إلى المشهد، والزعم أنه يأخذ تلك الدعوات
بعين الاعتبار عند معالجته لملف سيناء".
وأوضح
أن "المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية تفيد بأن السيسي بعكس
مبارك، ينفق أموالا طائلة في سيناء لتوفير فرص عمل تبعد السيناويين عن تنظيم الدولة، رغم أن السيسي ذاته يشكو أن رجال الأعمال المصريين يترددون في
الاستثمار في سيناء، مع أن المصادر الحكومية المصرية تتحدث أن السنوات الخمس الأخيرة
شهدت إهدار ما لا يقل عن ثلاثين مليار دولار، خاصة في إقامة الطرق العامة والبنى
التحتية، لكن المعطيات التي تتحدث عن الفساد باتت أكبر من أن تخطئها العين".
وأضاف
أن "زيادة عديد القوات المسلحة المصرية في سيناء بموافقة إسرائيل، يزيد من
غضب القبائل البدوية في شبه الجزيرة، والنتيجة أن تنظيم الدولة يواصل ضرباته هناك
من خلال مهاجمة المركبات العسكرية، في حين أن صور الجنود القتلى المصريين
المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، تتزامن مع مشاهد القصف الجوي المصري، التي
لا تستطيع أن توقف هذه الهجمات الدامية".