نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا ألقت فيه الضوء على حديث وسائل إعلام في البلاد وخارجها عن سعي الكرملين الإطاحة ببشار الأسد من رئاسة النظام السوري.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن موسكو قد تكون بالفعل غير راضية عن الرئيس السوري، وذلك بسبب علاقاته الوثيقة مع دولة الإمارات، لا سيما أن سياسة أبو ظبي لا تتناسب مع المصالح الروسية في سوريا.
وأوضح التقرير أن الإمارات فعّلت تدخلها بالملف السوري في إطار مساعيها التفوق على النفوذ السعودي والتركي المتزايد في المنطقة.
وتضيف الصحيفة: "بما أن الأسد نسخة مصغرة من فلاديمير بوتين، فإنه لا يزال يميل إلى أن يصبح سياسيا مستقلا. ولكن في ظل الظروف السائدة، يشكل هذا الأمر خطرا على الأسد والتوسع الجيوسياسي الروسي في منطقة الشرق الأوسط".
إيران.. والحديث عن "استطلاعات وانتخابات"
وأشار التقرير إلى أن استطلاعا أجراه خبراء روس في المناطق التي تسيطر عليها دمشق، أظهر فقدان الأسد لنفوذه، مؤكدة أن من شملهم الاستطلاع "يدركون حقيقة الأسد الجديد ما بعد الحرب".
وأضافت "سفابودنايا براسا" أن الاستطلاع أجرته مؤسسة "حماية القيم الوطنية" الروسية، وهي مؤسسة غير معروفة على نطاق واسع، تشارك بشكل أساسي في قضايا حقوق الإنسان.
اقرأ أيضا: وسائل إعلام عبرية: هذا مضمون رسالة من بوتين للأسد
وذكرت الصحيفة أن الهدف من الاستطلاع هو معرفة حظوظ الأسد بالفوز في انتخابات مقررة العام المقبل، وسط وجود العديد من المرشحين المحتملين له، بحسبها.
وتشير نتيجة الاستطلاع إلى أن نسبة ناخبي الأسد لن تتجاوز 30 بالمئة من مجموع المقترعين، وقد أرجع خبراء المؤسسة ذلك إلى رغبة السوريين في الابتعاد عن ظروف الحرب وضمان الأمن ومحاربة الإرهاب وإنهاء الحرب وضمان احتياجات وقت السلم بما في ذلك محاربة الفقر والفساد وتحقيق الازدهار الاقتصادي.
وأوردت الصحيفة أن مؤسسات أخرى موالية للكرملين أجرت استطلاع رأي آخر حول الموضوع ذاته، وبحسب المعارضة السورية وبعض وسائل الإعلام فقد طلب من المستطلعة آراؤهم أولا تحديد المشاكل الرئيسية للأسد، وقد كان الفساد وتدني مستوى المعيشة ونقص وسائل الراحة مثل نقص الكهرباء، أبرز ما ذكره أغلبهم.
وسئلت العينة بعد ذلك عما إذا كانوا سيصوتون للأسد، وقد عبر أكثر من 53 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع عن عدم رغبتهم بذلك. في المقابل، قدم هذا الاستطلاع فرصة على طبق من فضة لمعارضي الأسد لنشر مقالات من قبيل "الكرملين سيزيل الأسد" و"الشعب لم يعد يثق في بشار"، بحسب الصحيفة.
وعلقت الصحيفة على تلك الاستطلاعات بالقول إنه حتى إذا قررت موسكو إزالة الأسد، فمن غير المرجح أن تنجح في ذلك سواء بمساعدة الانتخابات أو بعض السيناريوهات الأخرى في ظل استمرار الدعم الإيراني لنظام الأسد.
وفي الوقت الحالي، لا يحتاج الإيرانيون شخصا غير الأسد، الذي يدرك منذ السنوات الأخيرة كنه مشروع طهران. وقد استثمر الإيرانيون الكثير من الموارد والجهد لإبقائه في السلطة.
بناء على ذلك، يبدو جليا أن تنحية الأسد سيكون تأثيرها كارثيا على العلاقات الروسية الإيرانية، ويمكن أن يؤدي ذلك نظريا إلى مزيد تقسيم سوريا أو حتى نشوب اشتباكات عسكرية بين الجيش الروسي والقوات الإيرانية. دون الأسد ستفقد طهران كل نفوذها السياسي في سوريا، لذلك من غير المجدي أن يتخلص الكرملين من الأسد، لا سيما في غياب بديل له في الوقت الراهن.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن رئيس حكومة النظام السوري عماد خميس، والعقيد سهيل الحسن، من بين المرشحين الأنسب لتعويض الأسد، لأنهما مواليان لروسيا. فالعقيد سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" لديه بعض الخلافات مع السلطات الحالية، حتى أن الأسد فصله وحلّ قواته، أما "خميس" فقد اكتسب سيرة ذاتية حافلة بسبب الحرب.
ومع انهزام الأسد، تراجع عدد الأشخاص الموالين له، غير أن "خميس" بقي من "المخلصين" ليتقلد في سنة 2016 منصب رئيس الوزراء، لكنه ليس المرشح الأنسب بالنسبة لروسيا، بحسب الصحيفة، لأنه "يفتقر إلى الاحترام والدعم الكافيين بين النخب السورية".