سياسة دولية

"رايتس ووتش": الرياض تعذب وتخفي يمنيين قسريا بسجونها

القوات السعودية- جيتي

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القوات السعودية واليمنية المدعومة منها، بتنفيذ انتهاكات واسعة بحق اليمنيين، في محافظة المهرة شرق البلاد، من أبرزها الاعتقالات التعسفية، والتعذيب والإخفاء القسري، والنقل غير القانوني للسعودية.

ونقلت "رايتس ووتش" شهادات ليمنيين بأن القوات السعودية والمدعومة من السعودية، اعتقلت بشكل تعسفي متظاهرين كانوا يحتجون على وجود القوات السعودية، وغيرهم من السكان المحليين غير المرتبطين بالاحتجاجات، في الغيضة عاصمة المهرة.

وقال محتجزون سابقون إنهم اتُهموا بدعم معارضي السعودية، واستُجوبوا وعُذِّبوا في مرفق احتجاز غير رسمي في مطار المدينة يُشرف فيه ضباط سعوديون على القوات اليمنية الموالية للسعودية.

 

وقالت عائلات المحتجزين إن القوات السعودية أخفت قسرا خمسة محتجزين على الأقل لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أشهر ونقلتهم بشكل غير قانوني إلى السعودية ولم تُقدم معلومات عن مكانهم.

وقال مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها القوات السعودية وحلفاؤها اليمنيون ضد سكان المهرة المحليين هي أمر مرعب آخر يُضاف إلى قائمة الأعمال غير القانونية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن. السعودية تُضّر بسمعتها بشدة لدى اليمنيين عندما تُنفّذ هذه الممارسات التعسفية ولا تُحاسب أحد عليها".

ووثّقت هيومن رايتس ووتش قضايا 16 شخصا احتجزتهم القوات السعودية واليمنية المتحالفة تعسفا في محافظة المهرة بين حزيران/يونيو 2019 وشباط/فبراير 2020.

ونقلت قوات الأمن السعودية 11 من أصل 16 إلى السعودية. قال أفراد أسرهم إن خمسة منهم نُقلوا إلى سجن في أبها، عاصمة منطقة عسير، وعلمت الأسر لاحقا بمكان وجودهم. قبل نقلهم، ولم تتلقَ العائلات معلومات حول مكان وجودهم لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أشهر.

وقال ناشط من المهرة ومصدران من الحوثيين إن الستة الآخرين كانوا رجالا من شمال اليمن واعتُقلوا أثناء عبورهم الحدود من عُمان عائدين إلى اليمن بعد تلقي العلاج الطبي هناك.

وقال أربعة مسؤولين في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومحتجزون وناشطون سابقون لـ"رايتس ووتش" إن الضباط السعوديين والقوات اليمنية المدعومة من السعودية يديرون منشأة احتجاز غير رسمية في مطار الغيضة في المهرة.

ونقلت المنظمة عن 4 محتجزين سابقين أن ضباطا سعوديين كانوا حاضرين أثناء احتجازهم واستجوابهم في مرفق المطار. قال ثلاثة إن ضباط يمنيين عذبوهم، بحضور ضباط سعوديين، لإرغامهم على التوقيع على تعهدات بوقف الاحتجاجات ضد أنشطة القوات السعودية وحلفائهم اليمنيين في المهرة ووقف التعاون مع خصوم الرياض.

قال بيج: "على الحكومتين السعودية واليمنية الإفراج فورا عن اليمنيين المحتجزين أو الذين نُقِلوا بغير وجه حق إلى السعودية والتحقيق في التعذيب المزعوم والاختفاء القسري من قبل قواتهم في المهرة. على فريق "الخبراء البارزين المعني باليمن التابع للأمم المتحدة" أيضا التحقيق في هذه الانتهاكات، بهدف محاسبة المسؤولين".

وكشف 3 محتجزين سابقين للمنظمة أن القوات المحلية اليمنية التي يُشرف عليها ضباط سعوديون أساءت إليهم وعذبتهم داخل مرفق احتجاز في مطار الغيضة، حيث تعرّضوا للضرب والصدمات الكهربائية والتهديدات بإيذاء أفراد أسرهم.

وقال المحتجزون الثلاثة إنهم اتُهموا بوجود صلات لهم مع "حزب الله" اللبناني وصلات مع قطر.

وقال محتجز سابق، هو "باسم"، وهو صحفي، إن القوات اليمنية المحلية المتحالفة مع السعودية احتجزته لمدة شهرين تقريبا في الغيضة. وأوضح أنهم نقلوه إلى مقر البحث الجنائي لبضع ساعات، ثم إلى المطار، وسلموه لقوات الأمن اليمنية وقائدهم سعودي.

ولفت إلى أن خاطفيه اليمنيين و"بموافقة الضباط السعوديين"، أبقوه معصوب العينين وضربوه وعذبوه بالصدمات الكهربائية، وهددوا بنقله إلى سجن في الرياض.

وقال باسم إن المحققين أخبروه بأنه إذا لم يعترف بصلته المزعومة بحزب الله في لبنان وقطر، والحوثيين وأجهزة المخابرات العمانية، فسوف يقطعون رأس شقيقه الأصغر، الذي اعتقلوه أيضا. قال باسم إنه نقل فيما بعد إلى عدة مراكز احتجاز: "لم يكن لدي طعام كافٍ، وكانت الزنزانة الأخيرة التي كنت فيها متسخة كمكب للنفايات"، وقد تمكّن من الفرار بعدما حفر نفقا تحت جدار الحاوية التي كان محبوسا فيها.

ونقلت المنظمة عن أربعة مسؤولين حكوميين يمنيين، وثلاثة أقارب للمحتجزين، وسبعة نشطاء، أن السعودية احتجزت تعسفا ثم نقلت بشكل غير قانوني خمسة محتجزين يمنيين على الأقل إلى السعودية.

وروت والدة أحد المحتجزين أن الشرطة العسكرية اليمنية اعتقلت ابنها في مطار الغيضة عندما ذهب إلى هناك للتسجيل والعثور على عمل كحارس، ونقلوه لاحقا إلى سجن في أبها، عاصمة منطقة عسير في السعودية. وقالت إنها لم تعرف عنه شيئا لمدة ثلاثة أشهر، واكتشفت مكانه فقط عندما اتصل بها من السعودية وأخبرها بموقعه. وما زال ابنها رهن الاحتجاز دون تهمة.

قالت أمّ أخرى لـ"رايتس ووتش" إن قوات الأمن اليمنية احتجزت زوجها وابنيهما في الغيضة ثم نقلهم مسؤولون سعوديون إلى سجن في أبها. وقالت إنها علِمت بموقع زوجها وأولادها فقط بعد أن اتصلوا بها من سجن أبها بعد خمسة أشهر. ولا يزال الثلاثة رهن الاحتجاز دون تهمة.