نشر موقع "
wired" البريطاني تقريرا
حول تطور أجهزة الكومبيوتر، وقال إن العناوين التي تدور حول قيام أجهزة الكمبيوتر
بقراءة أفكارك، هي عناوين مبالغٌ فيها بعض الشيء. "ولكن يمكن القول بأنه
من خلال العمل الحثيث على الموضوع، قد تتمكن أجهزة الكمبيوتر من مساعدة الأشخاص
الذين لا يتكلمون".
وقال الموقع إنه عندما تنشر مختبرات علم الأعصاب بحثا جديدا، دائما ما
يكون هناك ريبة مألوفة.
وتحدث الموقع عن مشروع لشركة "نويرالينك" الناشئة، التي ادعت
أنها ستتمكن من إيجاد آلية للتواصل عبر "التخاطر التوافقي".
وأورد الموقع تصريحا للشركة المالكة لموقع "فيسبوك"، أحد الممولين
لمختبر علم الأعصاب في كاليفورنيا برئاسة
إدوارد تشانغ، قالت فيه إنها تريد للأشخاص إرسال رسائل بعضهم إلى بعض، "بمجرد التفكير في
الكلمات، بدلا من النقر عليها وكتابتها على الهاتف".
وأوضح "فيسبوك" أن "تشانغ لا يحاول
قراءة العقول والأفكار، بل إنه يفك تشفير الكلام للناس الذين لا يستطيعون التحدث".
ويقول تشانغ: "نحن لا نسعى في هذه الفترة لقراءة أفكار شخص ما".
ويضيف:
"تركز كل ورقة أو مشروع قمنا به على فهم العلوم الأساسية لكيفية تحكم
الدماغ بقدرتنا على التحدث وفهم الكلام، وليس ما نفكر فيه أو الأفكار التي تجول
بداخلنا".
وقد يكون لهذا البحث آثار أخلاقية مهمة، لكن من غير الممكن الحديث عن
هذا الأمر الآن.
وتابع:
"حتى خطاب فك تشفير الكلام ليس بهذه السهولة. في أحدث بحث نُشر
في مجلة ناتشر العام الماضي، كان يهدف لترجمة إشارات الدماغ الناتجة عن الكلام إلى
كلمات وجمل تقرؤها الآلة بصوت مرتفع، والهدف من ذلك هو مساعدة الأشخاص الذين
يعانون من أمراض التصلب الجانبي الضموري؛ وهو مرض تنكس عصبي
تدريجي يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي".
وقال الموقع إن التكنولوجيا اتخذت خطوة للإمام، فقد تمت قراءة إجابة سؤال
وجه للمرضى الذين لديهم أقطاب كهربائية (أسلاك موصولة) في أدمغتهم.
ويقول الموقع، إنه يمكن لنظام تشانغ أن يفك شيفرة ما سمعوه بدقة بنسبة 76% من خلال النظر في
مؤشر محركهم، لمعرفة كيف أطلق الدماغ أمرا لتحريك الفم واللسان. ومع ذلك، فإن هنالك
بعض التحفظات على هذا الأمر.
وأشار الموقع إلى أن المرضى الذين أجريت عليهم التجربة، كانوا في المستشفى
يخضعون لتصوير دماغي للصرع.
ولفت إلى أن كيفية الترجمة لشخص لا يستطيع التحدث على الإطلاق، ليست
واضحة بعد.
ويقول تشانغ، "إن هدفنا هو تقديم هذه التكنولوجيا المتطورة إلى الأشخاص المصابين بالعجز
أو الشلل وجعلهم يستفيدون منها، لذا فإن التحدي الكبير أمامنا هو كيفية فهم شخص لا
يتحدث. كيف يمكنك تدريب
الأنظمة الحسابية للقيام بذلك".
يُذكر بأن مختبر تشانغ يعمل حاليا على تجربة سريرية لمحاولة الوصول
لعلاج هذا التحدي الكبير، ولكن من غير الواضح إلى الآن كيف تتغير إشارات الكلام
بالنسبة للأشخاص غير القادرين على التحدث، أو إذا ما كانت هناك حاجة للنظر إلى
مناطق مختلفة من الدماغ.
بدوره يقول دافيد فالرياني من جامعة هارفارد الطبية: "يعتبر فك تشفير الإشارات
جزءا صعبا؛ بسبب قلة إدراكنا وفهمنا بكيفية عمل أدمغتنا، بينما يمكننا تدريب
الأنظمة بشكل أسهل لتحريك المؤشر يسارا أو يمينا".
وتابع، "إن التحدي الرئيسي والأهم، هو الكم الهائل من المفردات التي تميز هذه
المهمة، والحاجة إلى إشارة بجودة جيدة".
بدورها تقول ماريسكا فان ستينسل، الأستاذ المساعد في مستشفى جامعة أوترخت
الهولندية: "ببساطة ليس لدينا ما يكفي
من البيانات، وهناك صعوبة في تثبيت غرسات الدماغ (أجهزة
تكنولوجية تتصل مباشرة بدماغ الكائن الحي)،
ولهذا لا يتم وضعها بشكل متكرر".
وعرجت على تجربة تشانغ بقولها، إنه استعان بمرضى الصرع لأن
لديهم غرسات لتتبع نوباتهم.
وتضيف ماريسكا: "في
هذه الأنواع من المواضيع، سيظل عدد المرضى الذين سيتم التعامل معهم منخفضا، وذلك
لأنه بحث صعب للغاية وقد يستغرق وقتا طويلا".
وتعلّل ماريسكا هذا قائلة: "هذا
أحد أسباب التقدم البطيء نسبيا". وتضيف: "هناك
سبب آخر لذلك؛ أدمغتنا لا تستجيب كلها بنفس الطريقة".
ويختلف هذا العمل (استخدام
غرسات الدماغ) عن عمل الشركات الناشئة مثل NextMind و CTRL-Labs التي تستخدم سماعات خارجية غير
جراحية لقراءة إشارات الدماغ، لكنها تفتقر إلى دقة الغرسة.
تقول آنا ماتران فرانانديز، المتخصصة في الذكاء
الصناعي في جامعة إسيكس: "إذا
بقيت خارج قاعة الحفلات الموسيقية، فإنك ستسمع نسخة مشوهة جدا مما يتم تشغيله في
الداخل –هذه إحدى مشاكل السماعات الخارجية (BCI)- ستحصل
على فكرة عن الإيقاع العام، للقطعة التي يتم تشغيلها، ولكن لا يمكنك تحديد كل
الأدوات التي يتم تشغيلها. وهذا هو نفس الحال مع (BCI). فسنعرف
أي المناطق في الدماغ هي الأكثر نشاطا كاللعب بصوت أعلى، لكننا
لن نعرف السبب ولا نعرف بالضرورة ماذا يعني ذلك لشخص ما."
وينقل الموقع في نهاية تقريره عن ماريسكا قولها: "حتى
لو كنا قادرين تماما على تمييز الكلمات التي يحاول شخص ما قولها عن إشارات الدماغ، فإن هذا لا يقترب حتى من قراءة العقل أو القراءة الفكرية، فنحن ننظر فقط إلى
المجالات ذات الصلة بالجوانب الحركية لإنتاج الكلام، أي إننا لا ننظر إلى الأفكار، حتى لا أعتقد أن ذلك ممكن".