نشب خلاف بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، حول تطبيق بند إطلاق السجناء، بموجب اتفاق السلام الموقع بين الحركة وواشنطن الشهر الماضي.
ففي حين أعلنت الرئاسة الأفغانية، الثلاثاء، توقيع الرئيس أشرف عبد الغني أمر بالإفراج عن 1500 من سجناء حركة طالبان، إلا أن الحركة تطالب بالإفراج عن 3500 آخرين، كشرط للبدء في المحادثات مع الحكومة.
وتعهدت طالبان بالدخول في محادثات مع الحكومة الأفغانية بموجب الاتفاق الذي
توصلت له مع الولايات المتحدة الشهر الماضي، لإنهاء 18 عاما من التدخل الأمريكي في
الحرب في أفغانستان.
ويقول "متشددو طالبان" إن الاتفاق يقضي بأن تفرج الحكومة عن خمسة آلاف سجين
قبل بدء المحادثات، وفق ما نقلته "رويترز".
وتقول الحكومة إنه يجب أن تبدأ المحادثات ويتقلص العنف قبل أن
تطلق سراحهم جميعا.
وأبلغت مصادر "رويترز" أن الخلاف نجم جزئيا عن اختلاف صياغة الوثائق الخاصة
بالإفراج عن السجناء في اتفاقات منفصلة أبرمتها الولايات المتحدة مع طالبان
والحكومة الأفغانية.
اقرأ أيضا: الرئيس الأفغاني يأمر بالإفراج عن سجناء طالبان
وقال صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني إن الرئيس أصدر
مرسوما يأمر بالإفراج بشكل أولي عن 1500 سجين على أن يتم إطلاق سراح الباقين،
وعددهم 3500 سجين، مع الوفاء بالبنود المنصوص عليها في الاتفاق.
أضاف صديقي للصحفيين في مؤتمر صحفي: "طالبان تريد الإفراج عن جميع
السجناء الخمسة آلاف مرة واحدة، وهذا مستحيل"، مشيرا إلى أن أول دفعة من
السجناء سيُطلق سراحهم يوم 14 آذار/مارس.
وقال سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان في الدوحة، لـ"رويترز" إن الحركة لم
توافق مطلقا على أي إفراج مشروط عن السجناء الخمسة آلاف.
وأضاف: "إذا زعم أحد ذلك، فإنه سيكون ضد اتفاق السلام الذي وقعناه في
29 شباط/فبراير. أوضح اتفاق السلام على النحو المناسب أنه سيجري الإفراج عن أول خمسة
آلاف سجين وبعد ذلك سيبدأ الحوار الأفغاني".
ورغم الاتفاق بين واشنطن وطالبان، استمر القتال في أنحاء مختلفة من
أفغانستان.
وقال صديقي: "لو فشلت العملية فطالبان ستكون المسؤولة وليس الحكومة
الأفغانية".
وحث المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، الذي كان كبير
المفاوضين في المحادثات مع طالبان، الجانبين على الجلوس لإجراء محادثات لحل
المشكلة.
وأبلغ قادة في طالبان "رويترز" أن المجلس القيادي للحركة رفض طلبا للحكومة
الأفغانية بتقديم السجناء المفرج عنهم تعهدا كتابيا بأنهم لن يشاركوا في أعمال
قتالية ضد الحكومة الأفغانية مستقبلا.
خلاف داخل الحكومة
أضاف صديقي أن تشكيل فريق التفاوض الذي سيشارك في المحادثات مع طالبان في
إطار الحوار الأفغاني تأجل نظرا لاستمرار المشاورات السياسية.
ويمثل تشكيل الفريق نقطة خلاف بين الرئيس الأفغاني ومنافسه الرئيسي عبد
الله عبد الله، الذي رفض الاعتراف بإعادة انتخاب غني في الانتخابات الرئاسية التي
أُجريت العام الماضي.
ويتولى عبد الله، المرشح الذي رفض نتائج آخر ثلاث انتخابات رئاسية أفغانية،
منصب الرئيس التنفيذي في حكومة الوحدة الوطنية الأفغانية منذ 2014.
ونظم عبد الله احتفالا هذا الأسبوع لإعلان نفسه رئيسا لأفغانستان في نفس
اليوم الذي أدى فيه غني القسم في بداية فترة ثانية له في المنصب بمكان آخر في
العاصمة كابول.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، الثلاثاء: "الرئيس غني
أبلغنا بأنه يجري مشاورات مع الدكتور عبد الله وغيره من الزعماء الأفغان وسيعلن عن
تشكيل فريق شامل خلال الأيام القليلة القادمة".
وأعلن المتحدث باسم غني، الأربعاء، صدور مرسوم بإلغاء منصب الرئيس
التنفيذي الذي يشغله عبد الله.
من جانبه أصدر عبد الله بيانا قال فيه إن غني لم يعد رئيسا والمراسيم التي
يصدرها غير صالحة.
الرئيس الأفغاني يأمر بالإفراج عن سجناء طالبان
الجنائية الدولية تسمح بفتح تحقيق بجرائم حرب في أفغانستان
مقتل 16 جنديا بالجيش الأفغاني في اشتباكات مع طالبان