قال إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إن "وفاة الرئيس المصري السابق حسني مبارك سببت لي حزنا شديدا وعميقا، لأنه كان زعيما صديقا لإسرائيل، ومن الصور الصعبة التي لن تفارقني في حياتي، حين تم إحضار مبارك لقاعة المحاكمة، وهو عاجز عن الفعل، ولم تغب عن نظري مشاهد إهانته".
وأضاف أولمرت بمقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21": "عرفت مبارك للمرة الأولى بحياتي
حين أجريت مفاوضات مع وزير ماليته الأسبق بطرس غالي ووزير تجارته رشيد رشيد، والإعلان
عن اتفاق التجارة الإقليمي، وكانت صفقة ثلاثية مصرية إسرائيلية أمريكية، حققت
أرباحا اقتصادية لهم، وهو اتفاق وقعناه سابقا مع الأردن، مما يزيد من فاعلية
اتفاقاتنا الإقليمية مع جيراننا، ويساهم بحفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "هذا الاتفاق منحني القدرة على فتح نافذة للتواصل المباشر مع مبارك، وأقمت معه علاقات شخصية قريبة، ولم يمر أسبوع دون إجراء اتصال هاتفي بيننا، ولذلك سافرت في الكثير من المرات إلى مصر لعقد لقاءات شخصية معه، معظمها في شرم الشيخ، وبعضها في القاهرة".
وكشف أن "مبارك رأى في اتفاق السلام مع إسرائيل
ضمانة لاستقرار بلاده، وكان حساسا تجاه السياسة الأمنية لإسرائيل، لكن مبارك عاش
بين المطرقة والسندان، بين رغبته بالتقارب مع شركائه في الغرب خاصة الولايات المتحدة
وإسرائيل، والرغبة بعدم إثارة الاحتجاجات الشعبية الداخلية ضده، لاسيما تلك
التي يحرض عليها الإخوان المسلمون".
وأكد أنه "في أحد لقاءاتي مع مبارك، أبلغني:
هل رأيتم ماذا فعلت الديمقراطية في غزة؟ لقد أصر الرئيس الأمريكي جورج بوش على
مشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية، وفي النهاية ماذا حصل؟ هل يريد يوش تكرار
ما حصل في غزة لدينا هنا في مصر، هل سيكون الإخوان المسلمون مؤيدين للديمقراطية؟".
وأوضح أنه "بعد اندلاع الربيع العربي، تمت الإطاحة بمبارك بعد فترة وجيزة من بدء الثورة المصرية، حين تخلى عنه الرئيس الأمريكي
بارك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، حتى رأيناه في قاعة المحكمة، وهي مشاهد
قاسية جدا في إسرائيل، خاصة ونحن نتحدث عن زعيم استمر لمدى ثلاثين عاما يحافظ على
علاقات سلام معنا، بل اضطر للقيام ببعض الخطوات غير اللائقة من أجل هذا الهدف".
وأضاف أن "مبارك الذي زار إسرائيل فقط مرتين،
أولاها في بداية عهده حين زار مدينة بئر السبع، وثانيها للمشاركة في جنازة إسحق
رابين، لكنه استخدم القبضة الحديدية داخل مصر ضد أي جهود للمساس بالعلاقات مع إسرائيل".
وختم بالقول بأن "الوضع اليوم اختلف مع
وريثه الطبيعي عبد الفتاح السيسي، الذي طرد الإخوان المسلمين بالقوة العسكرية من
السلطة، وأعاد النظام المصري لأصحابه الطبيعيين، ويواصل تعاونه مع إسرائيل في المجال
السياسي، ويحتاج منا إلى مباركة خاصة، لأنه الابن الشرعي لنظام مبارك، ورغم كل ذلك، فإن العلاقات مع مصر تواجه تهديدا دائما، خاصة من المعارضة المصرية التي لا تخطئها
العين".