تشهد سوريا أكبر موجة نزوح منها منذ بدء الحرب عام 2011، بحسب ما ذكرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت.
وأوضحت باشيليت أن النظام وداعميه يتحملون مسؤولية نزوح نحو 900 ألف شخص، بينهم 500 ألف طفل مهددين بالموت.
ونزح هذا الرقم الكبير من إدلب وريفها، وأرياف تابعة لحلب، في غضون الشهرين الماضيين، بعد بدء النظام حملة عسكرية مسنودة بغارات جوية لا تتوقف بشكل يومي.
باشيليت قالت في بيان صادر عنها، إن الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا "يدعو للدهشة".
وتطرقت إلى تصعيد النظام السوري والأطراف الداعمة له هجماته في محافظتي حلب وإدلب شمال غربي البلاد، لافتة إلى أن الهجمات البرية والجوية للنظام في الفترة بين 1 – 16 شباط/ فبراير الحالي، أودت بحياة 100 مدنيا على الأقل، 18 منهم من النساء، و35 من الأطفال.
ووصفت "باشيليت" استهداف النساء والأطفال "ممن يكافحون في أجواء البرد والصقيع "بالخطوة الظالمة"، مبينة أن الوضع الإنساني في المنطقة "يدعو للدهشة".
وأعربت عن خشيتها من مقتل المزيد من المدنيين السوريين في حال واصل النظام هجماته.
اقرأ أيضا: مخيمات الحدود تدخل دائرة الخطر مع تقدم النظام شمالي إدلب
من جهته، قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام
للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، إن الأزمة وصلت
في شمال غرب سوريا إلى مستوى جديد مروع، مضيفا أن "900 ألف شخص نزحوا منذ
الأول من ديسمبر، معظمهم من النساء والأطفال".
وأوضح
لوكوك أن النازحين "يعانون من صدمة، ويضطرون إلى النوم في الخارج في درجات
حرارة متجمدة؛ لأن المخيمات ممتلئة. الأمهات يحرقن البلاستيك لإبقاء الأطفال
دافئين. الأطفال الصغار يموتون بسبب البرد".
وتضررت
المرافق الصحية والمدارس والمناطق السكنية والمساجد والأسواق؛ بسبب العنف العشوائي
في شمال غرب سوريا، فيما تم تعليق المدارس، وأغلقت العديد من المرافق الصحية، في
وقت تتزايد فيه المخاوف من خطر تفشي الأمراض، وفقا للأمم المتحدة.
ووصفت
منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة يونيسيف، في بيان منفصل، الثلاثاء، الوضع في
شمال غرب سوريا بأنه "لا يمكن الدفاع عنه حتى بالمعايير القاتمة في سوريا".
وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف في البيان: "لا تزال المذبحة في شمال غرب سوريا تلحق خسائر فادحة بالأطفال"، "الأطفال والعائلات محاصرون بين العنف والبرد القارس ونقص الغذاء والظروف المعيشية البائسة".
وأشارت
فور إلى أن "مثل هذا التجاهل الشديد لسلامة ورفاهية الأطفال والأسر هو أمر يجب ألّا يستمر".