نشرت مجلة "بسكلوخيا إي منتي" الإسبانية تقريرا، قدمت فيه بعض الإرشادات والنصائح حول التعامل مع نوبات الغضب لدى الأطفال، مثل تجاهل الطفل وعدم النظر إليه عندما يقوم بسلوكات حادة من أجل لفت الانتباه، أو الجلوس معه والتفكير بهدوء من أجل إقناعه بخطأ ذلك السلوك.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بعض الأطفال تنتابهم نوبات غضب حادة من حين لآخر، يقف أمامها الأب والأم عاجزين عن التواصل وإيجاد الحل لتهدئة الأمور، والأمر لا يقتصر فقط على العائلة، حيث إن البعض يواجهونه في عملهم في مجال التعليم أو الرعاية الصحية.
وقدمت المجلة سبعة من النصائح المفيدة للتعامل مع هذه الوضعيات، مؤكدة ضرورة التحلي دائما بالتعاطف والاحترام عند التدخل، إلى جانب تشجيع الطفل على اكتساب المهارات والمعارف اللازمة، لفهم مشاعره والتحكم في نفسه.
التجاهل حل مفيد:
أولى وأبسط الطرق التي تنجح دائما في ثني الطفل عن التعنت ومواصلة سلوكه العصبي والحاد، هي التجاهل وعدم النظر إليه، وعدم القيام بأي ردة فعل تجاهه قد تجعله يشعر بأن سلوكه حقق له نتائج، ومن ثم تشجعه على تكراره في مناسبات لاحقة.
وتوضح المجلة أن الطفل عندما يبكي ويتجمع حوله كل أفراد العائلة من أجل إرضائه، فإنه يتعود على هذا السلوك ويتخذه سلاحا له. ولكن عند التقيد بهذه النصيحة، فإن التصرفات السلبية التي قد يقوم بها الأطفال تختفي بمرور الوقت.
التفكير المشترك:
من النصائح الأخرى المفيدة للتعامل مع الطفل العصبي، الجلوس معه والتفكير بشكل مشترك، من خلال عقد محادثة هادئة وعميقة، وذلك بهدف دفعه لإعادة النظر في سلوكه والبحث عن الهدف من ورائه.
وخلال هذا الحوار، يجب دفع الطفل للتفكير في بدائل أخرى وحلول أقل عدائية من أجل الوصول لهدفه، عوضا عن نوبات الغضب التي لا تؤدي إلى أية نتيجة.
تحدث إليه حول شعوره:
من المهم أيضا التحدث مع الطفل وسؤاله حول ما يشعر به في ذلك الوقت، إذ إنه في أحيان كثيرة يعجز الأطفال عن التعبير عما يدور في أذهانهم، ولذلك فإن دور الكبار هو الانتظار والصبر واختيار التوقيت الصحيح لطرح هذه الأسئلة، التي ستساعد الصغار على تهدئة أنفسهم والشعور بالراحة.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يمكن اصطحاب الطفل للجلوس في مكان هادئ، والتحدث معه حول المشاعر التي تدفعه للتصرف بتلك الطريقة العصبية، وسبب مخاوفه وتقلب مزاجه، إذ إن نوبات الغضب غالبا ما تخفي وراءها مشاعر أخرى مثل الحزن أو الخوف، واستكشاف هذه التفاصيل قد يكون مفيدا للطرفين.
الاستباق:
هذه المهارة من الأدوات الأساسية لمعالجة السلوكات غير المقبولة، ورغم أن هذا الأمر ليس بالسهل، يجب العمل على تحقيقه؛ إذ إن استباق نوبات الغضب يتطلب منا متابعة دقيقة للطفل وفهما لطريقة تفكيره.
وعندما نتعلم كيف نلتقط ونحلل تعابير الوجه وحركات الجسم التي تسبق نوبات الغضب، يمكننا أن نتصرف قبل خروج الأمور عن السيطرة، من خلال إلغاء الأسباب المؤدية للغضب، مثل أن يكون الطفل منزعجا بسبب وجوده في مكان مزدحم بالناس، أو مضطربا بسبب قلة النوم.
وضع حدود معقولة:
تؤكد المجلة أنه من المهم جدا في أثناء فترة تعليم الأطفال، وضع حدود لا يسمح أبدا بتجاوزها. ولكن هذا المبدأ ليس دائما ضروريا، وأحيانا يجب التصرف بتسامح مع الأطفال، لأن قول كلمة لا بشكل مستمر سيكون مضرا بهم، ومن الأفضل التصرف بمرونة.
ولذلك، ينصح خبراء التربية بإظهار بعض التفهم وتقديم التنازلات من حين لآخر عند التعامل مع رغبات الطفل ونوبات غضبه واحتياجاته، لأن هذا بالضبط هو ما يخفف من تلك النوبات لديه. فإذا كان الطفل دائما يصطدم بكلمة لا في كل شيء يقوم به، فإنه سيشعر بالاختناق، ومن ثم تكون ردة فعله حادة، ولذلك يجب أن تكون القيود محدودة.
العب معه:
يصاب الأطفال أحيانا بنوبات الغضب بسبب شعورهم بالملل والوحدة، أو بسبب حرمانهم من جولة ممتعة كانوا ينوون القيام بها؛ ولذلك ينصح الخبراء دائما بقضاء الوقت مع الأطفال، واللعب معهم والترفيه عليهم، بحسب أعمارهم وميولاتهم.
تحكم بغضبك أنت أيضا:
قبل أن ننظر إلى نوبات الغضب لدى الأطفال، من الطبيعي جدا أن يفقد الكبار أيضا أعصابهم في بعض اللحظات ويشعروا بالعجز عن مواجهة المشاكل، لذلك يجب على الآباء والأمهات والمدرسين والمعالجين، وكل شخص يتعامل مع الأطفال، أن يحافظ على هدوئه ويتصرف بشكل عقلاني، ليكون مثالا يحتذى به بالنسبة لهم.