نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا في عددها الأخير، تحت عنوان "هل قرصن ولي العهد السعودي هاتف ملك الأمازون؟"، تقول فيه إن محمد بن سلمان لاحق الصحافيين والمعارضين، وقد يكون لاحق اليوم أثرى رجل في العالم.
وتبدأ المجلة تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول: "قبل ثلاثة أشهر وعندما اجتمع مديرو الشركات الكبرى في الرياض، سمح أحد أنصار ولي العهد لنفسه بلحظة من الشك، فقد كان رجل الأعمال من كبار المعجبين بمحمد بن سلمان وجهوده لتغيير البلد المغلق وفتحه على العالم الخارجي وتنويع الاقتصاد، إلا أنه عبر عن قلقه من تهور الأمير الذي يغطي على نواياه الجيدة، فقد قام بسجن أقاربه وشن حربا عبثية بالإضافة إلى اتهامه بقتل صحافي، وعلق رجل الأعمال قائلا: (لا يمكنه التخلص من عاداته)".
وتشير المجلة إلى أن المحققين كشفوا في 22 كانون الثاني/ يناير، عن أن الحاكم الفعلي للسعودية ربما كان وراء عملية قرصنة على هاتف مؤسس شركة "أمازون"، لافتة إلى أنه بحسب التحليل الجنائي فإن بيزوس، وهو أثرى رجل في العالم، تلقى رسالة عبر تطبيق "واتساب" من حساب شخصي لمحمد بن سلمان، وكانت الرسالة بمثابة مدخل لبيانات بيزوس الشخصية، سحبت منه بيانات هائلة.
ويستدرك التقرير بأن رغم أن الأمم المتحدة لم تكشف عن الطريقة والكيفية التي استخدمت فيها البيانات المسروقة، إلا أنها دعت إلى "تحقيق عاجل"، مشيرا إلى أن السفارة السعودية في العاصمة واشنطن وصفت هذه الاتهامات بـ"السخيفة".
وتقول المجلة: "قد تكون الاتهامات سريالية لكنها منطقية، ففي العام الماضي نشرت مجلة التابلويد (ناشونال إنكويرر) تفاصيل عن علاقات خارج إطار الزواج لجيف بيزوس مع مقدمة برنامج تلفزيوني، واتهم بيزوس المجلة الشعبية التي تباع في المتاجر بمحاولة ابتزازه، فيما اتهم محقق استأجره بيزوس للكشف عن الطريقة التي وصلت فيها المعلومات إلى المجلة السعودية بتسريب المعلومات".
ويلفت التقرير إلى أن الشركة الناشرة للمجلة "أمريكان ميديا إنك" لديها علاقة مع السعوديين، ففي عام 2018 نشرت عددا خاصا وبورق صقيل، عددت فيه مناقب محمد بن سلمان.
وترى المجلة أنه "من الناحية الظاهرية فإن لدى السعوديين سببا لاستهداف بيزوس، فهو يملك صحيفة (واشنطن بوست)، التي كان أحد المشاركين فيها جمال خاشقجي، وهو الصحافي السعودي الذي كتب مقالات ناقدة أغضبت محمد بن سلمان، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2018 قتل خاشقجي بعد دخوله لقنصلية بلاده في إسطنبول، وقد توصلت (سي آي إيه) بدرجة متوسطة إلى عالية من الثقة إلى أن ابن سلمان هو من أمر بعملية القتل، وهو الأمر الذي ينفيه".
ويجد التقرير أن "قيام أمير سعودي في الظروف العادية بالقرصنة على هاتف ثري أمريكي كان مدعاة لأزمة دبلوماسية، لكن من الصعب تخيل غضب الرئيس دونالد ترامب، فهو يتعامل مع السعوديين على أنهم حليف مهم، وغض الطرف عن تصرفات محمد بن سلمان المتهورة، ولم يقم بفرض أي عقوبات بسبب جريمة قتل خاشقجي، الذي عاش في ولاية فيرجينيا، وبناء على تغريداته فهو ليس من المعجبين بجيف بيزوس أو صحيفة (واشنطن بوست) وتقاريرها الناقدة".
وتعلق المجلة قائلة: "ربما عبر المستثمرون الخارجيون، الذين حاول الأمير محمد إغراءهم، عن قلقهم، وكان الأمير قد التقى بيزوس في أثناء رحلته إلى أمريكا عام 2018، وتبادل الرجلان أرقام الهواتف أثناء حفل عقد على شرف الأمير في لوس أنجلوس، لكن المستثمرين خافوا قبل ذلك من حملة (مكافحة الفساد) عام 2017، التي سجن فيها عددا من أثرياء المملكة، بالإضافة إلى مقتل خاشقجي عام 2018، وارتفع معدل الاستثمار الخارجي المباشر بشكل متواضع عام 2019 إلى 3.5 مليار دولار وفي التسعة أشهر الأولى من ذلك العام، لكنه يظل بمعدلات أقل من تلك التي سجلت في العقود الماضية".
ويؤكد التقرير أن "رجال الأعمال لن يرغبوا في التعامل مع زعيم يقوم بالتنصت على هواتفهم، وسيتساءل القادة الأجانب والمسؤولون الاستخباراتيون في أمريكا إن كان بيزوس هو الهدف الوحيد، ومن المعروف أن صهر الرئيس ومستشاره جارد كوشنر على اتصال مستمر مع الأمير عبر (واتساب)".
وتقول المجلة إن "المهرج ربما قال مازحا إن عملية القرصنة قد تكون وجها آخر عن استمرار العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، ولم تستطع الأمم المتحدة تحديد الفيروس الذي استخدم في القرصنة، إلا أن الباحثين يعتقدون أن العملية اعتمدت على (بيغاسوس)، وهو الفيروس الخبيث الذي انتجته شركة (أن أس أو غروب) الإسرائيلية، وتم تقديم عدد من الدعاوى القانونية ضدها من شركة (واتساب)، التي اتهمتها بتقديم تطبيقات التجسس للأنظمة الديكتاتورية".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أنه "لو كان التقرير صحيحا فإنه سيكون مقلقا للأمير محمد وأهدافه، فقد انتهى عدد من نقاد الحكومة وراء القضبان، وزعم ناشط سعودي مقيم في كندا، اسمه عمر عبد العزيز، في دعوى قضائية في عام 2018، أن فيروس (بيغاسوس) استخدم للتنصت على هاتفه ورصد اتصالاته مع خاشقجي، ولو كان أثرى رجل في العالم هدفا فعلى أي مواطن سعودي عادي القلق".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)