قال جوناثان ماركوس مراسل الشؤون الدبلوماسية
والدفاع، في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": إن لجوء
بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى "آلية فض النزاع"، ضمن الاتفاق النووي
الإيراني يعني "تحميل إيران مسؤولية انتهاك الاتفاق".
وقال ماركوس في تقرير عن تفعيل الطرف الأوروبي
في الاتفاقية للآلية، إنه عادة ما تتضمن المعاهدات والمواثيق آليات لحل النزاعات
والاختلافات بشأنها تسمح لأحد الأطراف فيها بتحدي الطرف الآخر إذا اعتقد بحدوث خرق
لشروط الاتفاق.
ولفت إلى أن الاتفاق يحتوي على آلية لحل
النزاعات ضمن الاتفاق، لكن لحظة استحضارها كان ينبغي أن تحدث منذ وقت طويل.
وقال إن الأطراف الأساسية في الاتفاق، الولايات
المتحدة، قد تخلت عنه فعلياً، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من
الاتفاق في مايو/أيار 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية من شأنها شل الاقتصاد
الإيراني. ثم بعد تأخير لمدة عام أو نحو ذلك، اتخذت طهران سلسلة من الخطوات لخرق
شروط الاتفاق، وكان آخرها في وقت سابق من هذا الشهر.
وسعى رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، لرسم
طريق للمضي قدما. وقال إن المملكة المتحدة والموقعين الآخرين سيتمسكون بالاتفاقية
إلى أن يتم تغييرها. وأشار إلى أنه فهم سبب معارضة إدارة ترامب للاتفاق. لكنه أكد أن الهدف يظل "منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، إذا كنا سنتخلص منها
(الاتفاقية)، فسنحتاج إلى بديل".
ورأى ماركوس أن حديث جونسون عن استخلاف الاتفاق
بآخر يرضى عنه ترامب، ليس في محله، فالرئيس ترامب يقول إنه يريد اتفاقًا أكثر
تقييدًا مع طهران، لكنه كشف في إحدى تغريداته الأخيرة عن أنه ليس مهتمًا فعليا
كثيرًا بالتفاوض مع الإيرانيين على الإطلاق.
وقال إن مجمل السياق الذي يتكشف فيه هذا النزاع
النووي، تغير بشكل كبير، منذ أن قتلت غارة أمريكية بطائرات مُسيّرة، قائد فيلق
القدس الإيراني الفريق قاسم سليماني، وما تلاها من انتقام الإيرانيين المتواضع،
وإسقاط مأساوي لطائرة الركاب الأوكرانية على أيدي قوات الدفاع الجوي الإيرانية.
اقرأ أيضا: روحاني: قادة الدول الكبرى أبلغوني بأن أمريكا مخطئة وفشلت
وقد تعزز مشاهد الاحتجاج في شوارع العاصمة
الإيرانية وجهة نظر ترامب بأن الضغط على النظام الإيراني يعمل بشكل فعال. لذا من
الصعب أن نتخيل أن يرفع ترامب العقوبات المفروضة على إيران الآن.
ووصف ماركوس ما يجري بـ"اللحظة
الخطيرة"، التي يتعرض الأوروبيون فيها لضغط هائل من الولايات المتحدة للتخلي عن الاتفاق
النووي الإيراني، وهم يبذلون قصارى جهدهم لمقاومته. لكن جهودهم لإيجاد طرق لتخفيف
الضغط الاقتصادي عن طهران قد فشلت إلى حد كبير، والآن سلوك إيران يجعل مصير
الاتفاق قلقا أكثر من أي وقت مضى.
إن التذكير بكل ذلك شيء مهم، إذ إن من السهل نسيان
أن السبب وراء التوصل إلى اتفاق خطة العمل المشتركة كان في المقام الأول لتجنب خطر
الحرب. وكانت هناك مخاوف حقيقية من أن تقوم إسرائيل أو الولايات المتحدة وإسرائيل
معا بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وكان الهدف من الاتفاق هو تقييد الجهود النووية
الإيرانية لفترة من الزمن. بيد أنه كان بعيداً عن الكمال، فلم يعالج قضايا أوسع.
ولكن كان ثمة أمل ضمني في أن يصبح النظام الإيراني أقل إرباكا للمنطقة بحصوله على
بعض الفوائد الاقتصادية.
والآن، بدعوتهم لتطبيق آلية حل النزاعات، يتخذ
الأوروبيون الخطوة الرسمية الأولى نحو نعي اتفاق (خطة العمل المشتركة الشاملة)،
فهم يشددون على أنهم سيقفون مع الاتفاق طالما ظل قائما، وأنهم يريدون اتفاقاً أفضل
يمكن أن تدعمه الولايات المتحدة.