قالت كاتبة إسرائيلية إن "الفلسطينيين أحيوا قبل أيام الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لاغتيال المهندس يحيى عياش، القائد العسكري لحركة حماس، الذي اغتالته إسرائيل في مثل هذه الأيام من عام 1996 في قطاع غزة، بعد أن عمل لسنوات في التخطيط لعمليات انتحارية وتفجيرية نفذها عناصر حماس ضد أهداف إسرائيلية".
وأضافت
كاسنيا سيفاتلوفا، التي أعدت تقارير من سوريا ولبنان وليبيا ومصر وتونس والخليج العربي،
وتتحدث الإنجليزية والروسية والعبرية والعربية، بمقالها على موقع "زمن إسرائيل"،
ترجمته "عربي21"، أن "عياش، خريج
قسم الهندسة الكهربائية بجامعة بير زيت في رام الله، ساهم بتأسيس الجناح العسكري
لحماس المعروف باسم كتائب عز الدين القسام".
وأوضحت
أن "عياش عرف باسم المهندس، لأنه كان مسؤولا عن إعداد القنابل والعبوات
الذكية، ووقف خلف عمليات محولا في 1993 والعفولة في 1994، ثم شارك بالتخطيط
لعمليات الحافلات المتفجرة بالقدس وتل أبيب".
وأشارت سيفاتلوفا، عضو الكنيست السابقة عن المعسكر الصهيوني، وعضو لجنة الخارجية والأمن في
الكنيست، إلى أن "عياش نجح بسنوات طويلة في التخفي عن عيون الأجهزة الأمنية الإسرائيلية،
لكن في الخامس من يناير وضع نهاية لمسيرته الطويلة من خلال هاتف مفخخ فجرته
إسرائيل خلال محادثته مع أبيه، حين شخصت المخابرات الإسرائيلية صوته بدقة، ما أدى
لمقتله على الفور، وقد أطلقوا في رام الله اسمه على أحد شوارعها".
وأوضحت
أنه "صحيح أن إسرائيل اغتالت عياش، الذي قتل إسرائيليين كثر، لكن عمليات حماس
تواصلت، ولم تتوقف عقب اغتياله، وصحيح أنه لا يبدي أحد في إسرائيل أسفه على غياب
عياش عن صورة المشهد، لكن السؤال الكبير: هل أن الأدوات المسماة اغتيالات، تصفيات،
إحباطات، باتت مفيدة ومجدية، أم أن الأصل أن يتم القضاء على منظومة كاملة من
العمليات والهجمات، وليس فقط قتل شخص معين، مهما بلغت درجة تأثيره".
يارون
ديكل، مقدم البرامج في هيئة البث التلفزيون الإسرائيلي "كان"، طرح السؤال ذاته في تقرير تلفزيوني، ترجمته "عربي21"،
جاء فيه: "هل أن الاغتيالات المركزة باتت مفيدة فعلا في حفظ الأمن الإسرائيلي؟ خاصة أن هذه الاغتيالات تحمل بين طياتها آمالا ومخاطر جمة، في الوقت ذاته، يفترض أخذها
بعين الاعتبار عند إصدار قرار الاغتيال".
ديكل
أجرى استطلاعا لآراء عدد من الجنرالات والخبراء العسكريين الإسرائيليين حول جدوى
سياسة الاغتيالات، فذكر داني ياتوم رئيس القسم السياسي والأمني بمكتب رئيس
الحكومة، أنه "بشكل عام، فإن الخيار الأكثر تفضيلا لمواجهة الهجمات المسلحة هو
الاغتيال، لأنه يشكل ردعا للعدو، وأي أحد من قادته لا يريد أن يكون اسمه التالي في
قائمة الاغتيالات".
أما
نائب ريس هيئة أركان الجيش الجنرال عوزي ديان، فقال إن "حماس استغرقت سنوات
طويلة حتى تعافت من فقدانها للشيخ أحمد ياسين، ولذلك فإن الدافع الأساسي للاغتيال
هو الفعالية اللازمة له، وكم يمكن لغيابه أن يمنع وقوع المزيد من العمليات من جهة،
ومن جهة أخرى كم سيحقق من الردع للعدو".
يورام
شوارتسر، رئيس مشروع مكافحة الإرهاب في معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب،
قال إن "العادة جرت أن الشخصية التي سيتم اغتيالها تستغرق وقتا في اتخاذ قرار
بتصفيتها، خاصة إذا كانت مركزية في التنظيم المعادي، سواء في صلاحياتها الواسعة، أو
قدرتها على التأثير في الآخرين، بحيث أن غيابها عن الصورة سيلقي بظلال سلبية على
هؤلاء".
روعي
شارون، الخبير في الشؤون العسكرية، أجاب عن السؤال، بالقول إن "هناك قاعدة
اسمها "من قام إلى قتلك، بادره بالقتل، أو العين بالعين، وحين تقرر إسرائيل تصفية
إنسان ما، فهي تقرر بالأساس قطع قدراته على المس بها، رغم أن الثمن الذي قد تدفعه إسرائيل
جراء هذ الاغتيال، أو ممن سيأتي في القيادة بعده، قد يكون أخطر من الاغتيال ذاته".