قال جنرال إسرائيلي، إن "التوصل إلى سلام إسرائيلي مع الجيران الفلسطينيين والعرب يتطلب في البداية كسر الفجوات القائمة بين الإسرائيليين أنفسهم، والتحذير من أي خطوات أحادية قد تضر كثيرا بالوضع الأمني لإسرائيل، مما يتطلب دخول الإسرائيليين في حوار جدي حول التطورات الحاصلة على أرض الواقع".
وأضاف
يائير غولان النائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش في مقاله بصحيفة "مكور ريشون"،
ترجمته "عربي21"، أننا "انفصلنا عن
قطاع غزة في 2005، بغض النظر عما يسميه الإسرائيليون: طرد المستوطنين أو الانسحاب أحادي
الجانب، لا يهم كثيرا اسم العملية، لكننا في النهاية لم نعد في قطاع غزة".
وأشار إلى أن "الإسرائيليين لا يريدون فعليا العودة إلى هناك، حيث مخيمات اللاجئين في
جباليا والشاطئ، والأحياء المتراصة والمزدحمة في الشجاعية والزيتون، ومناطق دير
البلح وخانيونس ورفح، لا نريد لجنودنا العودة لعمليات المطاردة في تلك الأحياء
المتلاصقة والأزقة الضيقة، ومواجهة الأنفاق المنتشرة، والتعامل مع المظاهرات
العنيفة، ومواجهة العبوات الناسفة والبيوت المفخخة".
وأوضح
غولان، عضو الكنيست عن حزب المعسكر الديمقراطي بزعامة إيهود باراك، رئيس الحكومة الأسبق،
أن "الجيش الإسرائيلي قام بتفجير غزة عدة مرات، وتسببنا لسكانها الفلسطينيين
بكثير من الأضرار البشرية والمادية، والفلسطينيون كذلك دفعوا أثمانا باهظة في
مواجهتهم للجيش الإسرائيلي، وما زالوا يدفعون تلك الأثمان".
وأكد
أن "الخيارين الأساسيين ماثلان أمامنا: إما التسوية مع حماس ستؤدي لتحقيق الأمن
للإسرائيليين، وتمنح الفلسطينيين ظروفا اقتصادية جيدة، وإما إسقاط حماس من خلال
عملية عسكرية واسعة النطاق في حرب برية تستغرق منا شهورا، وربما لن يكون أمامنا
مستقبلا من خيار سوى هذه العملية العسكرية".
وتساءل
الجنرال الإسرائيلي: "أليس من الأفضل أن نذهب لتجريب خيار التسوية مع حماس في
البداية، ماذا لدينا كي نخسره؟ على العكس من ذلك، فقد نكسب فرصة عدم خوض حرب
مستمرة طويلة وصعبة، وتبقى معنا قوائم القتلى الإسرائيليين الطويلة ترافقنا مع
الزمن".
وأشار إلى أنه "بالنسبة للضفة الغربية، فقد شهد عام 1994 خروجنا من المدن الفلسطينية هناك، وأقمنا طرقا التفافية، ومنذ ذلك الوقت لا يدخل الإسرائيليون تلك المدن، أحطنا كل الضفة الغربية بالجدار الفاصل، ومنذ ذلك الوقت لا يدخل معظم الفلسطينيين لإسرائيل باستثناء من لديهم تصاريح الدخول".
وأوضح
أن "إسرائيل تنازلت عن 40% من مساحة الضفة الغربية، وليس لدينا نية للعودة إلى
مخيم القصبة في نابلس، والتسوق من قلقيلية، وتمشيط مخيم بلاطة، أو أكل الفلافل في
كنيسة المهد، مع أن الفلسطينيين لن يكتفوا بهذه المساحة ذات الـ40%، ونحن لن
نعطيهم 100% من الضفة الغربية، والحل في هذه الحالة ماذا سيكون؟".
وختم
بالقول بأن "القرار المطلوب من إسرائيل اتخاذه، إما ضم الأراضي الفلسطينية،
أو الانفصال عنها. الخيار الأول يعني بناء مزيد من المستوطنات، وهدم مزيد من
المنازل الفلسطينية، والدخول بمواجهات معهم".
وأشار إلى أنه "بات معلوما لدى الإسرائيليين أنه كل عشر سنوات هناك انتفاضة فلسطينية
جديدة، أما في الخيار الثاني فنؤسس للانفصال عن الفلسطينيين، لعل وعسى أن يسفر ذلك
في يوم من الأيام عن إقامة السلام معهم، هذه خياراتنا تجاه الفلسطينيين، وعلينا نحن أن نقرر ما الذي نريده بالضبط".