دعت كاتبة إسرائيلية إلى "التفكير من خارج الصندوق بالسماح للفلسطينيين من شرقي القدس بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية القادمة، رغم أن الحكومة الإسرائيلية قررت تجاهل الطلب الفلسطيني بتمكنيهم من ممارسة هذا الحق لهم".
وأضافت
كارني إلداد في تقريرها على صحيفة مكور ريشون، ترجمته "عربي21" أن "الانتخابات الفلسطينية الأولى حصلت منذ 2005 بعد غياب ياسر عرفات،
وبدء عهد محمود عباس، في حين أن الانتخابات التشريعية حصلت بعد عام فقط في 2006،
ويا للمفاجأة فازت حماس فيها، وبعد عام جديد في 2007 سيطرت الحركة على قطاع غزة،
ومن حينها بقي المجلس التشريعي في حالة من الشلل التام".
وأوضحت
أنه "في انتخابات 2006 تم وضع ستة صناديق للاقتراع في فروع مكاتب البريد بشرقي
القدس من أجل تمكين سكانها من التصويت، وكان وضعهم القانوني آنذاك معقدا ومركبا،
فهم من جهة يملكون وضعية مواطن في دولة إسرائيل، ومن جهة أخرى ليسوا من مواطنيها،
لأنه لا يحق لهم المشاركة في انتخابات الكنيست".
وأشارت إلى أن "القرار الإسرائيلي بتجاهل الطلب الفلسطيني حول مشاركة المقدسيين في
الانتخابات المقبلة، جاء خشية أن تشكل موافقتها سابقة تاريخية وسياسية في المستقبل،
مع أن هذه السابقة حصلت في 2006، وربما لأن الانتخابات السابقة شهدت فوز حماس، وإسرائيل
تخشى أن تتكرر هذه النتيجة في الانتخابات المقبلة، مع أن السبب الحقيقي من القرار
الإسرائيلي هو عدم تمكين السلطة الفلسطينية من وضع موطئ قدم لها في القدس، ولذلك
تحظر إسرائيل أي فعالية فلسطينية تشهدها مناطق شرقي القدس".
وأكدت: "أرى أن الرفض الإسرائيلي خطأ من أساسه، صحيح أن الوضع السياسي في القدس
حساس للغاية، لكن يجب أن نكون حذرين وحكماء، لكن في الوقت ذاته يجب تمكين الفلسطينيين
في شرقي القدس من التصويت، لماذا؟ لأنه لا يجب أن تكون إسرائيل أساس كل المشاكل،
مع أن مشاركة الفلسطينيين أو منعها في الانتخابات لن تغير من وضعية مكانة القدس
بنظرهم".
وأضافت
أنه "من الأفضل لإسرائيل تسهيل إجراء الانتخابات في شرقي القدس بموافقتها، بدلا
من إجرائها رغما عنها في أجواء من المظاهرات والاحتجاجات الفلسطينية، لكن ما بين
النهر والبحر يوجد شعبان مختلفان في كل خصائصهما، وثقافتهما، وهويتهما الوطنية، وتطلعاتهما
القومية".
وأشارت إلى أنه "لم يعد سرا أن الشعب الفلسطيني يمارس كل أشكال العمل المسلح؛ لإجبار الشعب
الإسرائيلي على الهروب من هذه الأرض، والهجرة عنها، أو إجباره على القيام
بانسحابات اضطرارية من هذه المناطق، مما يجعلنا نطلق عليهم الأعداء".
وأوضحت
أنه "رغم طرح العديد من الحلول للصراع مع الفلسطينيين، والانفصال عنهم فيزيائيا،
وإخلاء المستوطنات من الضفة الغربية، أو إخلاء العرب، لكن هذه الحلول لم تجد
طريقها للتنفيذ، وذهب آخرون إلى حل جديد يتمثل بترك كل شيء في مكانه، ثم اللجوء إلى
ضم الضفة الغربية، والعمل على تفكيك السلطة الفلسطينية، وإعادة عجلة التاريخ إلى
الوراء".
وختمت
بالقول بأن "التطلع الإسرائيلي المستقبلي يتمثل بإمكانية أن تقتصر العلاقة مع
الفلسطينيين على التنسيق الأمني فقط، وهي مرحلة روابط القرى، ومع مرور الوقت يحصل
الانقلاب المرجو في الأردن، وتسقط سيطرة الأقلية البدوية على المملكة لصالح السيطرة
الفلسطينية، مما ينفي الحاجة لإعلان الاعتراض الإسرائيلي على تصويت المقدسيين في
الانتخابات المقبلة".