قال كاتب إسرائيلي، إن "مرور عقد كامل على حكم اليمين الإسرائيلي يعتبر فرصة لتقديم كشف حساب لأهم الإنجازات والإخفاقات التي تحققت في عهده على إسرائيل على مختلف الأصعدة، ورغم أن من حق أنصار معسكر اليمين الاحتفال بهذه الفترة الطويلة لهم في السلطة، لكن سيكون محظورا عليهم الاعتماد على معجزة تبقيهم بالحكم عقدا آخر".
وأضاف
آرييه شابيط، أحد أهم المحللين السياسيين الإسرائيليين، والرئيس السابق لرابطة حقوق
الفرد، في مقاله بصحيفة "مكور ريشون"، ترجمته "عربي21" أن "السنوات القريبة القادمة قد تجعل ممن صوت لمعسكر اليمين خلال
الأعوام العشرة الماضية، أن يتجه لمنح صوته لمعسكر اليسار في الانتخابات
المقبلة".
بدأ
الكاتب شابيط، الذي يكتب بصورة دورية في عدد من الصحف الإسرائيلية والدولية، كشف حسابه لمعسكر اليمين بالحديث عن "الصعيد
الأمني، صحيح أن عدد القتلى الإسرائيليين بين عامي 2010-2019 انخفض إلى نسبة سدس
العدد الذي كان بين عامي 2000-2009، لكن الاستقرار الأمني والتراجع النسبي في
الخسائر البشرية الإسرائيلية لن يبقى كذلك في العقد القادم".
واستشهد
الكاتب "بتحذيرات رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، الذي
أكد مؤخرا أننا على مقربة من مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع إيران، فيما أشار الجنرال
يتسحاق بريك القائد السابق لشعبة الشكاوى في الجيش، أننا سنكون على موعد مع صليات
صاروخية دقيقة في قلب تل أبيب".
وأوضح
أنه "بعد سلسلة مواجهات عسكرية قادمة، سوف يتغير المزاج القومي الإسرائيلي، وإسرائيليون
كثر سوف يسألون أنفسهم: في سبيل ماذا نقتل، ونفقد أرواحنا، مما سيجعل الرأي العام الإسرائيلي
يعيش الأجواء ذاتها التي عاشها عقب حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، وحينها سيجد اليمين الإسرائيلي
نفسه في تحد صعب أمام الجمهور الإسرائيلي، وحينها قد يخرج اليسار من جديد".
وانتقل
التقدير للحديث: "على صعيد الديموغرافيا، صحيح أن الفلسطينيين تراجعوا كثيرا
في أعدادهم، لكنهم لم يختفوا نهائيا، وهم لن يختفوا بالمناسبة، لأنه في ظل سياسة
اليمين الإسرائيلي في العقد المنصرم، فإن الطريق باتت معبدة نحو الدولة الواحدة،
وفيها ستكون هناك أقلية عربية ضخمة، لكن معظم الإسرائيليين لا يستشعرون حجم الخطر
القادم المتمثل بوجود ما يزيد عن أربعة ملايين فلسطيني عربي داخل إسرائيل، بما
يزيد عن 40% من العدد الإجمالي لسكانها".
وأشار إلى أنه "حين يشعر الإسرائيليون بأن سياسة اليمين عملت على مضاعفة من هم من غير اليهود داخل إسرائيل، فإنهم سوف يهبون غاضبين على اليمين الذي سيواجه هذا التحدي الجديد".
على
الصعيد السياسي، يقول الكاتب إن "الدعاوى التي سترفعها محكمة الجنايات
الدولية في لاهاي لا تحمل أي أخبار سارة لإسرائيل، وفي الوقت الذي سيغادر فيه
دونالد ترامب البيت الأبيض وبنيامين نتنياهو مقر رئاسة الحكومة، حينها سيشعر الإسرائيليون
بـ"تسونامي" سياسي قادم إليهم من خلال مظاهر نزع الشرعية".
وختم
بالقول بأنه "رغم أن ما تقوم به حركة المقاطعة العالمية "بي دي أس" أمر مقلق
لإسرائيل، لكن في حال أصبح للفلسطينيين في الضفة الغربية بعد سنوات الحق في
التصويت للكنيست، وبعد أن تسحق طائرات سلاح الجو بيروت وغزة، حينها ستصل البي دي أس إلى ثورتها الحقيقية، وحينها سيكون التحدي أمام إسرائيل".