صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي يصدر كتابا يرصد تطور منظومة القبة الحديدية

لابيد: تعاظم التهديد الصاروخي حل فعليا في العقدين الأخيرين من قطاع غزة بفعل الجهود التي تبذلها حماس- جيتي

قال أفرايم لابيد الخبير العسكري الإسرائيلي، إن "تهديد القذائف الصاروخية على إسرائيل من عدة جبهات حتم عليها الوصول إلى اختراع جديد أسمته القبة الحديدية، التي شكلت حماية جوية للجبهة الداخلية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة".


وأضاف لابيد في تقرير مطول نشرته مجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، ترجمته "عربي21"، أن "الجنرال عوزي رابين أصدر في هذا الخصوص كتابه الجديد الذي أسماه "من حرب النجوم إلى القبة الحديدية- الصراع على توفير دفاع فعال عن إسرائيل"، يستعرض فيه أهم المراحل التي مر بها هذا المشروع، منذ أن كان فكرة وليدة لدى المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية".


وأشار إلى أن "روبين الذي أشرف على عدد من المشاريع الأمنية والعسكرية في الجيش الإسرائيلي، أكد في كتابه الجديد أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي المسماة القبة الحديدية، تحولت مع مرور السنين إلى نموذج لكيفية مواجهة المؤسسة الأمنية للتهديدات الصاروخية التي باتت تحيط بإسرائيل، خاصة أنها باتت تمثل تحديا حقيقيا للجبهة الداخلية الإسرائيلية".


وأوضح روبين الذي عمل مديرا عاما للبرنامج الصاروخي الإسرائيلي بين 1991-1999، ومنذ ذلك الوقت يبدي اهتماما خاصا بصناعة الصواريخ، وله مقالات وتحليلات مختلفة في هذا المجال، أن "أهمية الكتاب تتزامن مع نجاح حماس في إدخال تهديد القذائف الصاروخية خلال العقد الأخير إلى داخل العمق السكاني الإسرائيلي، في جنوب ووسط إسرائيل، لاسيما بعد أن أوقفت أو فشلت الأشكال الأخرى من عملياتها المسلحة".


يقدم روبين في كتابه الجديد ما يعتبره "استعراضا تاريخيا موسعا في كيفية وآلية اتخاذ القرارات الإسرائيلية للرد على تهديد القذائف الصاروخية، إلى أن تم التوصل إلى قرار مصيري بالذهاب إلى تطوير منظومة دفاعية جوية ضد هذا التهديد، مع أن هذا التهديد الصاروخي بدأت تواجهه إسرائيل منذ أواسط سنوات الستينيات من القرن الماضي".


وأشار إلى أن "ذلك بدأ مع صعود وسقوط خطة الطائرة الإسرائيلية المقاتلة المسماة "ليفيا"، وصولا إلى مبادرة الدفاع الاستراتيجية الأمريكية المسماة "حرب النجوم"، حتى تحول تهديد القذائف الصاروخية ليشكل تحديا لإسرايل للمرة الأولى منذ العام 1961 من خلال خطوات مصرية أولى في إنتاج صواريخ أرض-أرض عقب الفشل العربي الذي صاحب حرب 1948 ضد إسرائيل".


وأضاف أن "الجهد الصاروخي المصري صاحبه مساعدة سوفيتية في توفير صواريخ "بروغ وسكاد"، كما أن سوريا في عهد حافظ الأسد حازت في سنوات السبعينيات على الصواريخ ذاتها، وفي 1983 بعد فشلهم في حرب لبنان الأولى، عملوا على تطوير منظوماتهم الصاروخية الباليستية، لكن اندلاع حرب الخليج الأولى في 1991 شكلت إثباتا جديدا لمعنى التهديدات الصاروخية على إسرائيل".


وأوضح أن "التهديد الصاروخي المعادي تجسد فعليا خلال تلك الحرب، بحيث أصبحت المدن الإسرائيلية تحت مرمى هذا التهديد، حتى حصل التغير السلبي في موقف الجيش الإسرائيلي بعدم توفر منظومات دفاعية أمام هذه التهديدات، إلى أن جاءت المعركة الأولى التي خاضتها إسرائيل من خلال منظومة "حيتس"، حين شنت المنظمات الفلسطينية من الأردن ولبنان سلسلة هجمات صاروخية بدأت عام 1968".


وأضاف أن "تعاظم التهديد الصاروخي حل فعليا في العقدين الأخيرين من قطاع غزة بفعل الجهود التي تبذلها حماس، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار/مايو 2000، انتقل التهديد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من الجبهة الشمالية إلى الوسطى والجنوبية، وتم تطوير منظومات "مقلاع داوود والقبة الحديدية، وهنا نستذكر القرار الجريء لوزير الحرب الأسبق عمير بيرتس، الذي قرر الشروع بإنتاج وتطوير هذه المنظومة".


وختم بالقول بأن "الجيش الإسرائيلي واجه صعوبات جدية في العقود الماضية للوصول إلى استنتاج مفاده ضرورة توفير منظومات دفاعية فعالة في ظل حيازته على قدرات هجومية فتاكة، لكن الانتقال الفعلي لهذه المرحلة جاء بفضل التطور التكنولوجي الذي وفر الحلول لهذه التهديدات الصاروخية، مما منح قوة دفع للجهات التطويرية على الجهات الكلاسيكية المحافظة داخل الجيش الإسرائيلي".