قال كاتب إسرائيلي إن "العام الجديد 2020 سيشهد مواصلة إيران تحدي إسرائيل من خلال استمرار التوتر على الجبهة الشمالية، لكن حركة حماس في غزة ستبقى مسيطرة على المشهد السياسي والعسكري أمام إسرائيل، الأمر الذي يدفع الجيش لإنجاز التسوية مع الحركة، ولكن رغم وجود نوايا مشتركة من الجانبين للتوصل إليها، لكننا سنبقى على مواعيد جديدة لجولات أخرى من المواجهات العسكرية".
وأضاف
تال ليف رام، الخبير العسكري الإسرائيلي، في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "المستوى السياسي الإسرائيلي
يدعم توجهات الجيش في هذه المرحلة لإنجاز التسوية مع حماس، بعد عدة جولات عسكرية
غير ناجحة في غزة من وجهة نظر إسرائيل، مع أن المواجهة الأخيرة المسماة "الحزام
الأسود" كانت الأكثر نجاحا، رغم أن هذا النجاح تحيط به كثير من الشكوك؛ لأن
حماس لم تأخذ نصيبها في هذه المواجهة".
وأشار إلى أن "المعطيات الميدانية في غزة تقرب من فرص إنجاز تسوية مع حماس في هذه
المرحلة، لأن الحركة معنية بتحسين الظروف الإنسانية والاقتصادية في القطاع، على
الأقل قبيل أي مواجهة عسكرية جديدة، وفي حين أن السنة القادمة ستزداد فيها
التوترات الأمنية على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، فلم يكن مفاجئا أو غريبا أن يدفع الجيش بالتسوية في الجبهة الجنوبية إلى الأمام مع حماس في غزة".
واستدرك
الكاتب بالقول إن "استمرار تنقيط الصواريخ من غزة بين حين وآخر باتجاه المستوطنات
الجنوبية كفيل بزعزعة الترويج لهذه التسوية بين الإسرائيليين، وستعود غزة من جديد
لتسيطر على المشهد الإسرائيلي والإقليمي كاملا".
وانتقل
الكاتب للحديث عن "مواصلة فيلق القدس الإيراني تهيئة الأجواء بمساعدة من حزب
الله لإمكانية نشوب مواجهة مستقبلية مع إسرائيل، وإلى أن تندلع تلك المواجهة، فمن
اللافت أن السلوك الإيراني يبدو عليه التعقل أكثر من أي وقت مضى من حيث الامتناع
عن تصعيد أكبر ضد إسرائيل، رغم أن عدم استقرار الواقع الأمني في الشمال يسرع أكثر
باستئناف سياسة "المعركة بين الحروب"، والقفز فيها من العمليات الضبابية
السرية إلى المواجهة المكشوفة العلنية".
وكشف
الكاتب أن "إسرائيل أرسلت رسائلها لمن يهمه الأمر، بأن العام القادم سيشهد
تجديد ضرباتها، وضغطها سيزداد على إيران وحلفائها في الجبهة الشمالية، فيما يحاول
الجيش الاستمرار بالبحث عن الطريقة المثلى للعمل العسكري الأكثر ملاءمة، صحيح أن
الروس يسمحون لإسرائيل بتنفيذ عملياتها في الأجواء السورية، لكن الطيارين الإسرائيليين
يعلمون تماما أنه لا مكان للخطأ هناك أمام نظرائهم الروس".
وختم
بالقول إن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية وضعت أهدافا محددة لتنفيذها العام
القادم بالتوافق مع المستوى السياسي، وأهمها العمل ضد التواجد الإيراني بالمنطقة،
وضرب مشروعها للصواريخ الدقيقة المشترك مع حزب الله، دون أن يؤدي لنشوب حرب إقليمية،
لأن العام الذي يوشك على الانصراف شهد تنفيذ إسرائيل لجملة مغامرات مكلفة، لكنها
محسوبة، وفي أحيان كثيرة كان الحظ وحده يلعب لصالح عدم اندلاع مواجهة شاملة".