نشرت مجلة "فوشيا" الإسبانية تقريرا
تطرقت فيه إلى مجموعة من المبادئ الحياتية والقواعد التي ينبغي على الأولياء أن
يعملوا على تحفيزها في شخصية أطفالهم.
وقالت مجلة فوشيا في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن قدوم الطفل الأول يجعل الآباء أحيانا يشعرون بشيء من الخوف
والقلق خاصة فيما يتعلق بطريقة تربية الطفل حتى يكبر. لذلك، توجد قائمة من
التعليمات الحياتية حول تربية الأبناء وتكوين شخصيتهم لا ينبغي على الأولياء إهمالها.
وفي الواقع، يلعب نضج الوالدين ومدى إحساسهم بالمسؤولية دورا مهما في جعل الأبناء
يعيشون في كنف أجواء مليئة بالكرامة والاحترام وحب أكبر للحياة. وإذا بدأنا في
تعليم أطفالنا قيمًا معينة تحفظ كرامة الإنسان، سنستطيع بناء مجتمع أفضل.
لا تحكم على أي شخص اعتمادا على مظهره الخارجي
أضافت المجلة أن الأطفال عادة ما يتكلمون بطريقة
تلقائية. وقد يتسبب هذا الأمر في إيذاء غيرهم على الصعيد النفسي من خلال كلماتهم.
ومن المهم أن نعلم الأطفال أن السمات الجسدية للشخص ليست معيارا للحكم عليه وأن
الكمال أمر نسبي، لا يمكن لأحد بلوغه.
السعادة تكمن في داخلنا
أردفت المجلة أن الأطفال ينبغي أن يتعلموا أن
تحقيق السعادة لا يعتمد على أي شخص وهي قاعدة مهمة سترافقهم طيلة بقية حياتهم. ولا
يجب أن تحوّل هذه المسألة الطفل إلى فرد ذي شخصية مستعصية أو ألا يبحث عن أشخاص متشابهين
له في التفكير والسلوك حتى يتشاركوا في تمضية الوقت والهوايات. وبموجب هذا المبدأ،
يتعلم الشخص أن يشعر بالسعادة بمفرده أيضا وأن يفهم أن حياته المستقلة أهم ما
يملكه والتي تحفّزه لتحقيق الأهداف التي يطمح لها. كما أنه من الخطأ أن نعتمد على
غيرنا في تحقيق السعادة لأن الأشخاص ليسوا من الأشياء الثابتة في حياتنا.
تعلم كيف تقدر عمل الآخرين
نوّهت المجلة بأنه من الضروري أن يتعلم الطفل أنه
ينبغي تقدير جهود الآخرين، سواء كان الأمر متعلقا بجهود الاباء أنفسهم أو جهود
الآخرين من حولهم مثل زملاء الدراسة والمعلمين من بين آخرين. بالإضافة إلى ذلك،
يلقن الأولياء أطفالهم أن المال المكتسب في أي مجال يعد ثمرة لبذل الكثير من
المجهود، حيث ليس هناك من يقدم المال دون مقابل.
المساواة بين الرجل والمرأة
أوضحت المجلة أن الأطفال يجب أن يعرفوا أن الرجال
والنساء متساوون في الحقوق والحريات والفرص. ولا يمكننا أن نميّز شخصا عن آخر على
أساس الجنس. كما أن قيمة الشخص تكمن أساسا في سلوكه ومبادئه وليس في نوعية جنسه.
عليك أن تحب نفسك في كل شيء
أشارت المجلة إلى أن الآباء ينبغي أن يعلموا
أطفالهم ألا يخذلوا أنفسهم أبدا مهما تأزمت الظروف، ولعل الجسم هو المحرك الذي
سيتيح للأطفال تحقيق ما يطمحون إليه، وبالتالي يجب عليهم أن يحبوه ويحترموه أيضا.
علاوة على ذلك، ينبغي على الأولياء أن يغرسوا في أبنائهم أسس تقديرهم لذاتهم دون
أن يتسبب ذلك في الوقوع في الغطرسة والتعصب تجاه الآخرين.
الاهتمام بالصداقات
ذكرت المجلة أن الطفل ينبغي أن يعرف أن الأصدقاء
الحقيقيين هم أولئك الذين يبقون في حياتهم على مدار السنين والذين يتقاسمون معهم
الأوقات السعيدة والحزينة. ومن الضروري أن يتعلم الطفل أسس اختيار الأصدقاء الذين
سيمضي معهم الكثير من الأوقات ويجعلونه شخصًا أفضل، وليس العكس.
طوّر من نفسك كل يوم وكأنه اليوم الأخير في حياتك
أفادت المجلة أن معنى الحياة يكمن في الانشغالات
التي نهتم بها يوميا وكيف نطوّر من أنفسنا. ويعتبر كل يوم جديد بمثابة فرصة أخرى
لتطوير ذواتنا والاستمتاع بالحياة.
تعلم كيفية الاستمتاع بالسعادة والتعامل مع لحظات
الألم
أوردت المجلة أن الطفل ينبغي أن يعلم أن الحياة
تحمل في طياتها لحظات سعيدة وأخرى حزينة، وينبغي علينا التعامل مع كلا الموقفين.
ومن الجيّد أن يتعلم الطفل كيف يتمتع بلحظات السعادة ويستعد أيضا للمواقف الأخرى
غير السارة. وبفضل هذه الطريقة، سيتكمن الطفل من التغلب على المشاعر السلبية
والحزينة نظرا لأنه يدرك تماما أنها مجرد محطة عابرة في الحياة.