قال كاتب إسرائيلي إن "الإعلان الإسرائيلي المتوقع عن ضم غور الأردن سيترك آثارا سلبية على سوء العلاقة مع الأردن، في ظل سماع المزيد من الأصوات الإسرائيلية المطالبة بالقيام بهذه الخطوة، لكن من الأكيد أن بدء العد التنازلي لقيام رئيس الحكومة بنامين نتنياهو بضم غور الأردن سيثير احتجاجات شعبية عارمة في الأردن، ربما تدفع الملك عبد الله الثاني لاتخاذ خطوات دراماتيكية، سيترتب عليها أضرارا كبيرة على إسرائيل".
وأضاف إيهود يعاري، الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية، في تقريره على القناة الإسرائيلية 12، وترجمته "عربي21"، أن "الملك الأردني لا يفضل رؤية قوات أمنية وعسكرية فلسطينية على طول حدود مملكته الغربية، رغم أن القصر الأردني لن يعلن هذا الموقف علانية، لكن البديل المتمثل بإعلان إسرائيل عن ضم غور الأردن، سيجعل الملك في مواجهة خطيرة أمام الرأي العام الشعبي لديه".
وأشار إلى أن "هذه الاحتجاجات الشعبية الأردنية قد ينجم عنها ظهور تصدعات جديدة في العلاقة بين الملك وشعبه، ولما ينجح القصر بعد في ترميم تصدعات حصلت في الآونة الأخيرة، الأمر الذي سيجعل أي خطوة يعلنها اليوم نتنياهو، ويجعلها قابلة للتطبيق، فيما يتعلق بضم الغور، كفيلة بإخراج احتجاجات ومظاهرات شعبية أردنية عارمة".
وأكد أن "الملك الأردني لا يريد الاقتراب من اتفاق السلام الموقع مع إسرائيل عام 1994، لكنه في المقابل لن يكتفي بعدة استنكارات وإدانات، كما جرت العادة، أو التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، أو استدعاء السفير الأردني من تل أبيب، وطرد نظيره الإسرائيلي من عمان".
وأضاف أن "الملك الأردني قد يجد نفسه أمام تجميد اتفاق السلام مع إسرائيل، انطلاقا من بندها الثالث المتضمن الذي ينص على عدم قيام البلدين بأي خطوات من شأنها تهديد أمن واستقرار الطرف الآخر، وهو ما أوضحه الملك الأردني مؤخرا لدى إجرائه محادثات خاصة في الولايات المتحدة، وفيها توقع من إدارة الرئيس دونالد ترامب ألا تمنح نتنياهو غطاء سياسيا في حال توفرت نوايا جدية لديه لتحقيق وعوده بضم الغور".
وقال إن "نتنياهو أكد بجولات تفاوضية سابقة، أنه سيكتفي بتواجد عسكري إسرائيلي على نهر الأردن، دون إعلان السيطرة على منطقة الغور بأسرها، فالتواجد العسكري الإسرائيلي قرب نهر الأردن، كما يفهمه الأردنيون، يعني تواجد قوة عسكرية إسرائيلية صغيرة تحافظ على أمن الجدار الحدودي، ونصب الكاميرات وباقي الإجراءات الأمنية المعمول بها في مثل هذه المناطق بين الدول، وليس قوة عسكرية تزيد على مئات الجنود".
وأوضح أن "خطوة إسرائيل لضم غور الأردن لن تحظى باعتراف من المجتمع الدولي، حتى لو اعترفت به واشنطن وحدها بنصف موافقة، لكن الخطوة ستضع أعباء ثقيلة على العلاقات الإسرائيلية مع مصر ودول الخليج العربي".
وختم بالقول إن "الأردن يشهد تزايد الشخصيات السياسية المنخرطة في اتفاق السلام مع إسرائيل، وباتت تنادي بصوت عال لتجميده بطريقة أو بأخرى، أحدهم مروان المعشر السفير الأردني الأسبق في تل أبيب، ثم وزير الخارجية، وهذا الانقلاب في موقفه يعطي دلالة على حجم التدهور في علاقات عمان وتل أبيب خلال السنوات الأخيرة، ويكشف عن أجواء معادية تتسبب بأضرار كبيرة للتعاون اليومي بين الأردن وإسرائيل".
نتنياهو يطلب رئاسة الحكومة 6 أشهر ليحقق ضم غور الأردن
خبراء إسرائيليون: نتنياهو أفقدنا قوة الردع أمام حماس في غزة
دبلوماسية إسرائيلية: هكذا نفقد تأثيرنا بمجال "القوة الناعمة"