نشرت صحيفة "الكونفيدنسيال" الإسبانية
تقريرا تحدثت فيه عن إمكانية قياس مستوى فيتامين (د) بشعرة واحدة، حيث أثبت باحثون
من كلية ترينيتي في دبلن ومستشفى سانت جايمس، أنه يمكن من خلال تحليل شعرة معرفة ما
إذا كان الشخص يعاني من نقص في فيتامين (د).
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن هناك العديد من الناس الذين يعانون من نقص في فيتامين (د) أو ما يسمى بـ"فيتامين الشمس"، وخاصة النساء بعد انقطاع الطمث، وكبار
السن الذين بالكاد يتعرضون إلى أشعة الشمس. ويمكن لهذا النقص أن يكون موسميا. وقد
أكد أخصائي التغذية في المركز الطبي الجراحي لأمراض الجهاز الهضمي، الدكتور
دومينغو كيريرا، أن أكثر من 40 في المئة من الإسبان الذين تقل أعمارهم عن 65 سنة لديهم نقص في فيتامين (د)، وأكثر من 80 بالمئة منهم فوق سن 65.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المشكلة تؤثر على النساء
والرجال. وفي كل مرة نستخدم فيها واقيات الشمس ذات التغطية العالية، فإننا بذلك
نمنع أشعة الشمس من الانتقال إلى الجلد وتوليف فيتامين (د). ومن الأسباب الأخرى
التي تفسر عدم أخذ كفايتنا من هذا الفيتامين هي عدم اتباع النظام الغذائي المتوسطي
الغني، الذي يقوم على تناول الأسماك الزرقاء مثل (السلمون، التونة، السردين،
الماكريل، الأنشوجة)، والكبد، وصفار البيض، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والفطر
واللوز. كما أن الاستهلاك المفرط للقهوة والشاي والصودا يجعل الجسم يمتص كميات أقل
من الكوليكالسيفيرول.
المخاطر
بينت الصحيفة أن المخاطر الصحية لنقص فيتامين (د) تختلف باختلاف العمر، إذ يسبب انخفاض مستوياته لدى الأطفال الكساح، وضعف تمعدن
العظام لدى البالغين. إلى جانب ذلك، يرتبط نقص فيتامين (د) بهشاشة العظام والكسور،
فضلا عن الاكتئاب، وخطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، والالتهابات وحتى
السرطان.
ونوهت الصحيفة إلى أن نقص فيتامين (د) يرتبط بزيادة
الكالسيوم في جدار الشرايين التاجية، مما يجعلها أكثر هشاشة (وهو السبب الرئيسي
لاحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية). كما أظهرت التجارب الحديثة أن تطور مرض
السكري مرتبط بانخفاض مستويات فيتامين (د). كما أن هذا الفيتامين يؤدي دورا في
عمليات التمثيل الغذائي المختلفة، ويؤثر على الطاقة الجسدية والعاطفية. وحسب
الدكتور كاريرا، فإن نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق، ويسبب
الاكتئاب وتدهور الحالة المزاجية، مع احتمال خطر الإصابة بالاكتئاب الثانوي.
وأوردت الصحيفة أن مجموعة من الباحثين
من كلية ترينيتي في دبلن ومستشفى سانت جيمس، وجدوا أنه يمكن من خلال تحليل
الشعر معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من نقص في فيتامين (د). ويمكن لهذه الخطوة أن
تكون أحد الابتكارات الرئيسية في قياس مستوى فيتامين (د)، وأن تساهم في التخلي عن
اختبارات الدم التقليدية.
وأوضحت الصحيفة أن اختبار الدم لا يكشف عن مستويات
هذا الفيتامين سوى في اللحظة التي أخذت فيها العينة، في حين أن الشعر الذي ينمو
حوالي سنتيمترا واحدا في الشهر، يمكن أن يعكس مستوياته لمدة أشهر، بالإضافة إلى
تأثيرات الاختلافات الموسمية، وذلك حسب العلماء. وبالنسبة للدكتور كاريرا، فإن
"هذا البحث يوفر مزيدا من الموثوقية والأمان في
مستويات الكوليكالسيفيرول بمرور الوقت".
ومن جهته، أكد الدكتور كاريرا أنه يجب الأخذ بعين
الاعتبار أن "مستويات فيتامين (د) تختلف من فصل إلى آخر. ومن خلال هذه
الدراسة، لا يمكننا فقط معرفة وضعنا الحالي، بل أيضا التأكد من صحتنا في الأشهر
السابقة. كما يمكننا الحصول على متوسط يحدد ما إذا كانت مستويات فيتامين (د) منخفضة أو مرتفعة لمدة معينة. وبهذه الطريقة، نتمكن من تحديد أوجه القصور ومخاطر
التعرض لمشاكل صحية".
الحدود
على الرغم من أن مؤلفي الدراسة يعترفون بالحاجة
إلى المزيد من البحث لإثبات العلاقة الدقيقة بين تركيز فيتامين (د) في الدم والشعر
بمرور الوقت، إلا أنه يجب البحث أيضا في مختلف العوامل التي تؤثر على كمياته في
الشعر، خاصة تلك الأكثر وضوحا مثل لون الشعر وسمكه أو استخدام منتجات مثل الصبغة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن نتيجة البحث قد
تكون لها تطبيقات أخرى مثل تحليل العينات التاريخية للمواقع الأثرية، حيث يعد
الشعر من أكثر المواد الحيوية الباقية بعد الموت. وبناء على ذلك، قد يكون من
الممكن لأول مرة تقييم مستويات فيتامين (د) في المجموعات السكانية التاريخية مثل
الفايكنج، والكلت، والصينيين، والمصريين القدماء".