ابتكر علماء من جامعة "سري" البريطانية اختبارا حديثا للبصمات، يمكنه
التعرف على آثار المخدرات على جلد الإنسان حتى بعد غسل اليدين، كما يمكن كشف ما إذا
كان الفرد قد تعاطى المخدرات أو صافحه شخص تعامل معها.
ووفقا لخبر نشرته صحيفة "
ديلي تلغراف" وترجمته "عربي21"،
أجريت الاختبارات الأولية على عقار الهيروين، لكن الباحثين يقولون إنه يمكن استخدامه
للأدوية التقليدية.
وقالت الدكتورة "ميلاني بيلي" من جامعة "سري": "نعتقد
أن التكنولوجيا التي نطورها ستجعل مجتمعاتنا أكثر أمانا، وُتقصر الطريق لأولئك الذين
يحتاجون إلى مساعدة للتغلب على إدمانهم".
وأضافت: "أيضا نرى بأن هذه التكنولوجيا يمكن أن يكون لها دور في مجالات
أخرى، مثل تأكيد ما إذا كان المريض يأخذ الدواء".
وأشارت الصحيفة إلى أن فريق البحث أخذ بصمات أصابع من أشخاص يسعون للعلاج في
عيادات إعادة تأهيل مدمني المخدرات، الذين اعترفوا بتناول الهيروين أو الكوكايين خلال 24 ساعة الماضية.
وتم جمع بصمة من كل إصبع في اليد اليمنى، ثم طُلب من المشاركين غسل أيديهم جيدا
بالماء والصابون، ثم ارتداء قفازات النتريل "طبية" لفترة من الوقت، قبل إعطاء
مجموعة أخرى من بصمات الأصابع، وتم استخدام هذه العملية نفسها لجمع عينات من 50 مستخدما غير مدمنين.
وأظهرت النتائج أن هذه التقنية كانت قادرة على تحديد آثار الهيروين على متعاطي
المخدرات في كل سيناريو ابتكره الباحثون؛ سواء لمس شخص ما المخدر مباشرة، أو تعامل
معه، ثم غسل يديه تماما، أو كان على اتصال بالهيروين عبر مصافحة شخص آخر.
وقام الفريق بمراجعة المعلومات الواردة من متعاطي المخدرات مع المتطوعين الذين
عولجوا بسبب إدمانهم على المخدرات، ووجدوا أن هناك مواد كيميائية إضافية كانت موجودة
في أولئك الذين أخذوا بالفعل الهيروين، لأن المخدر يتم تقسيمه أو استقلابه داخل الجسم.
وتم العثور على مواد كيميائية مثل المورفين، والنوسابين، والأسيتيل كوديين في
أولئك الذين استخدموا الدواء، ولكن ليس في أولئك الذين تعاملوا معه.
وأوضحت الصحيفة أن اختبارات الدم كانت ضرورية في السابق؛ لإثبات ما إذا كان
شخص ما قد تناول دواء أو مخدرات، لكن النتائج الجديدة تظهر أنه يمكن جمع المعلومات
نفسها من خلال اختبار البصمة البسيط.
وقالت "كاتيا كوستا"، من جامعة "سري": "أظهرت نتائجنا
أن هذه التقنية المبتكرة حساسة بدرجة كافية لتحديد عقاقير الفئة أ في عدة سيناريوهات، حتى بعد غسل الناس أيديهم باستخدام طرق مختلفة".
ويأمل الفريق في استخدام التقنية ذاتها لمعرفة ما إذا كان المرضى قد أخذوا دواء
بوصفة طبية.