نشرت مجلة عسكرية إسرائيلية تقدير موقف عسكري جاء فيه إن "الواقع القائم في قطاع غزة يثبت أن هناك ترتيبات قادمة للوضع القائم هناك، لأن التسوية الجارية بين حين وآخر بين حماس وإسرائيل لاعتبارات اقتصادية، تعبد الطريق لتسوية على صيغة الأمر الواقع، لكن أي توقع بعدم حدوث أي توترات أمنية سيمنى بخيبة الأمل، رغم ان آخر جولة تصعيدية كانت قاسية بين الجانبين".
وأضاف
عامي روحكس دومبا الخبير العسكري بمجلة يسرائيل ديفينس، بتقدير ترجمته "عربي21" أن "ما تقوم به حماس وإسرائيل
يشير إلى أنهما سائرتان باتجاه تحقيق تسوية واتفاق ما في القطاع، صحيح أنه لا يوجد
اتفاق سلام دائم بينهما، أو اتفاق مؤقت- هدنة لوقف القتال، لكن منذ حرب غزة الأخيرة
الجرف الصامد 2014 لم يحصل في غزة عملية عسكرية كبيرة واسعة تشمل احتلال أجزاء من
القطاع، وإدخال قوات من المشاة البرية".
وأكد
أن "الجانبين أثبتا خلال السنوات الخمس الماضية قدرتهما على إدارة جولات
التصعيد بصورة متوسطة من العنف والمواجهة، حيث اندلعت جولات من العنف المؤقتة،
خاصة إطلاق صواريخ من غزة وقصف من سلاح الجو الإسرائيلي، وبين كل جولة وجولة فترات
من الهدوء المؤقت، وإن أردنا القيام بتقييم عسكري عملياتي للأداء القتالي للجانبين
منذ انتهاء تلك الحرب، فسنكون أمام سلسلة متشابهة من جولات التصعيد".
وأشار
أن "الأمر يظهر أن هناك توافقا ضمنيا بين قيادة الجانبين على اتباع سلوك
متوافق عليه من قبيل عدم الخوض في عمليات قتال ضارية، والمسؤولية عن المعابر
الحدودية، واستقلال اقتصادي تدريجي وعسكري، وهكذا وكأننا في الطريق لتسوية تدريجية
مع مرور الوقت، لكنها ليست مكتوبة".
وأوضح
أنه "من الناحية العسكرية البحتة، يقوم الجانبان، حماس وإسرائيل بسلسلة خطوات
ذات بعد استراتيجي هدفها الأساسي الحفاظ على الوضع القائم لمنع اندلاع أي تصعيد
بمستوى كبير، يصعب السيطرة عليه، وفي حال وقوع عملية إطلاق صواريخ أكبر من
سابقاتها، أو تنفذ إسرائيل عملية عسكرية سرية في قلب غزة، يقوم الطرف الآخر بالرد
عليها بمستوى معقول من القوة".
وأضاف
أنه "في خال قرر أحد الطرفين رفع مستوى التصعيد، فإن الرد عليه يكون تدريجيا لمنح
الطرف الآخر فرصة التفكير بعدم رفع مستوى رده من خلال تدخلات دبلوماسية مباشرة أو
التفافية، بهدف امتصاص هذه الجولة من التصعيد".
وانتقل
الكاتب للحديث عن مؤشرات التسوية الخشنة ذات البعد العسكري بين حماس وإسرائيل إلى
ما وصفها مؤشرات اقتصادية ناعمة، قائلا إن "إسرائيل تسيطر على المعابر
الحدودية للقطاع باستثناء معبر رفح الخاضع للسيطرة المصرية، وهناك تنسيق عالي
المستوى مصري إسرائيلي من خلال استخدام العصا والجزرة لخفض مستوى العنف".
وأشار
أن "إسرائيل توفر لغزة كميات من المياه والكهرباء، وهي وسائل يمكن من خلال
استخدامها الضغط على حماس، فكلما زادت معاناة الفلسطينيين تسبب ذلك بضغط على حماس،
والعكس صحيح، لكن إسرائيل تقيم في الوقت ذاته ترتيبات مع قطر لإدخال عشرات
الملايين من الدولارات شهريا إلى القطاع".
وكشف
النقاب أنه "بجانب المسارين العسكري والاقتصادي، تواصل إسرائيل استخدام أجهزتها
الأمنية للحفاظ على الهدوء، كما جاء مؤخرا على لسان رئيس الموساد يوسي كوهين، حين
اعترف باغتيال عدد من مسؤولي حماس في الخارج، وإن رأت إسرائيل أن حماس تجاوزت حدا
معقولا من بناء القوة العسكرية، فإنها تبدي حرصها على إضعافها، رغم أن ذلك لا يمنع
حماس من مواصلة بناء قدراتها، مرة بعد أخرى".