ملفات وتقارير

ما سر عودة الدبلوماسية الأمريكية إلى الشرق الليبي الآن؟

وفد دبلوماسي أمريكي زار مدينة بنغازي التي يسيطر عليها اللواء حفتر- جيتي
طرحت زيارة وفد دبلوماسي أمريكي إلى الشرق الليبي الذي يسيطر عليه اللواء خليفة حفتر، مزيدا من التساؤلات حول الضغوط الأمريكية الجديدة من أجل إيقاف العداون على العاصمة، وما إذا كان الوفد سيبلغ ساسة وعسكر الشرق بتوجهات جديدة للإدارة الأمريكية برفض التصعيد العسكري.

ووصل نائب رئيس البعثة الأمريكية إلى ليبيا، جوشوا هاريس إلى مدينة بنغازي (شرق ليبيا) في أول زيارة لدبلوماسي أمريكي، منذ أن علقت الولايات المتحدة أنشطتها الدبلوماسية في ليبيا عام 2014، وذلك بهدف إجراء مشاورات مع شخصيات عدة بشأن إنهاء القتال حول طرابلس.

"حل سياسي فقط"

وأكدت السفارة الأمريكية الزيارة، مشيرة إلى أن واشنطن تدفع باتجاه تخفيف حدة القتال في طرابلس والدفع بالعملية السياسية بوساطة الأمم المتحدة، داعية القادة السياسيين والاقتصاديين والأمنيين الليبيين للمساهمة في إنهاء الأعمال العدائية الحالية ودعم حل سياسي للصراع"، وفق بيان للسفارة.

وأثارت الزيارة وتصريحات السفارة الأمريكية بعض التساؤلات حول سر عودة الدبلوماسية الأمريكية بقوة الآن إلى الشرق الليبي؟ وهل تحمل رسائل معينة وضغطا على حفتر ومؤيديه؟

"مؤتمر برلين"

من جهته، أشار المحلل السياسي الليبي والمستشار السابق لحفتر، محمد بويصير إلى أن هذه الخطوة تخدم اتجاهين: الأول هو الاستماع مباشرة لآراء من يتولون الأمور سياسيا وعسكريا في الشرق الليبي، ومن ثم التمكن من تقييمها أمريكيا، والثاني هو العمل التحضيري لمؤتمر "برلين" الذى تدعم فيه الخارجية الأمريكية إصرار ألمانيا أن يكون ناجحا ومختلفا عن مؤتمري "باريس" و"باليرمو".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "نائب رئيس البعثة الأمريكية "هاريس" يعد من أهم الشخصيات في الخارجية الأمريكية في فهم المغرب العربي، وكذلك الحرب على "الاٍرهاب"، فقد سبق أن تولى مناصب قيادية في الاتجاهين، وهو يتحدث العربية بطلاقة"، وفق معلوماته.

وتابع بويصير المقيم في ولاية تكساس الأمريكية أن لقاء الوفد الأمريكي بكل من حفتر وعقيلة صالح "أمر مهم للاستماع المباشر والتقييم، لكن الأهم هل سيلتقون بوزير خارجية الحكومة الموازية، لأن ذلك سيعطي مؤشرا يتعدى الاتجاهين السابقين، لكن الجميع الآن يعمل على مؤتمر "برلين".

"تخبط أمريكي"

لكن الصحفي الليبي المقيم في لندن، مختار كعبار رأى أن "السياسة الأمريكية غير واضحة فيما يتعلق بالصراع الليبي فهي تمسك العصا من المنتصف، وهذا واضح فى اعتراض واشنطن على مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف العدوان على طرابلس، ناهيك عن انشغال أمريكا بقضايا أخرى أهم في منطقة الشرق الأوسط مثل الصراع "الإيراني- السعودي، وإعادة توزيع قواتها فى العراق وغيرها".

وأضاف لـ"عربي21": "الرئيس الأمريكي يتخبط في سياساته، وهو متخوف من أن تضع روسيا قدما لها في شرق ليبيا، لذا لا أعتقد أن أمريكا جادة في المساعدة بإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية في الوقت الراهن، ولن يكون هناك حل طالما يصر حفتر على أن تكون له الكلمة الأولى في الحل بما يتوافق مع مشروعه".

"مصالح نفطية"

بدوره قال الناشط الليبي خالد الغول، إن هذه الزيارة تحمل بعض الأهداف ومنها "تحسين العلاقات مع الشرق الليبي والاهتمام بالاقتصاد، وإعادة التهدئة والاستقرار هناك ليسهل عودة شركاتهم النفطية والحصول على امتيازات وعقود نفطية".

وتابع: "موقف واشنطن المعلن والظاهر هو المطالبة بوقف القتال من الجميع دون إدانة طرف وهو المعتدي على طرابلس، والأمريكان يستطيعون التعامل مع أي نظام موجود، إنما الإشكالية عند الليبيين أنفسهم. أما لقاء حفتر وغيره فلا أظن أنهم يهتمون بالضغط عليه رسميا، لكن ربما تكون مجرد حوارات للتقرب من شخصيات ليبية ومعرفة الآراء على الأرض ليستفيدوا منها في اتخاذ القرار"، كما قال لـ"عربي21".

الناشطة من الغرب الليبي، نور عمر قالت، إن "عودة الدبلوماسية الأمريكية لليبيا وللشرق خطوة ممتازة لإنهاء الصراع المسلح في العاصمة، مضيفة لـ"عربي21": "أعتقد أنه كان لتركيا ورئيسها دور مهم بعد تطور العلاقات "الأمريكية – التركية" مؤخرا، وكذلك المجهودات التي بذلها السراج (رئيس حكومة الوفاق) في أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن".