تصاعدت الاحتجاجات في العراق، الجمعة، حيث قتل 31 شخصا في المظاهرات، وتعرضت كذلك مبان حكومية ومقار حزبية للحرق على يد متظاهرين غاضبين.
ولم تؤكد وزارة الداخلية العراقية حتى الآن الحصيلة هذه واعترفت بمقتل اثنين فقط حتى الآن.
وأفاد مراسل "عربي21"، بأن متظاهرين في كربلاء أعلنوا الاعتصام ونصب الخيم في فكلة (دوار) التربية وسط المدينة.
وشهدت محافظات العراق، المرة الأولى التي يسجل فيها استخدام للرصاص الحي منذ مساء الخميس، حيث استؤنفت الاحتجاجات المطلبية التي أسفرت مطلع الشهر الحالي عن مقتل 157 شخصا، غالبيتهم بالرصاص الحي.
حصيلة القتلى
وارتفعت حصيلة القتلى بين المتظاهرين إلى 31 شخصا الجمعة في العراق، بينهم ثمانية في بغداد، بحسب ما أعلنت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان في بيان.
وقتل نصف هؤلاء بالرصاص الحي في جنوب البلاد، حيث حاول متظاهرون اقتحام أحد مقار "عصائب أهل الحق"، أحد أبرز فصائل "قوات الحشد الشعبي"، وفق ما أكدته مصادر أمنية وطبية.
وبحسب المفوضية فإنه ارتفعت حصيلة قتلى المتظاهرين إلى 31 قتيلا، في بغداد 8قتلى، وفي ميسان 9، وفي ذي قار 9، والبصرة 3قتلى، والمثنى قتيل واحد، وآخر توفي لاحقا متأثرا بجراحه.
وأكدت ارتفاع عدد المصابين إلى 2312 مصابا من المتظاهرين والقوات الأمنية، وأغلب الإصابات بطلق ناري وغازات مسيلة للدموع وطلق مطاطي.
وتم حرق وإلحاق الأضرار بـ50 مبنى حكوميا ومقرات حزبية، في محافظات الديوانية وميسان وواسط وذي قار والبصرة وبابل.
نصب الخيم
وأفادت الأنباء بنصب خيم الاعتصام في محافظات بابل وكربلاء المقدسة والنجف وفي ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
وانتقدت المفوضية وزارة الصحة عدم تزويدها بأعداد الجرحى والقتلى، معتبرا أن ذلك "تضليل للرأي العام ويتنافى مع مبدأ الشفافية وحق الحصول على المعلومة".
ولفتت إلى استخدام القوات الأمنية "الرصاص المطاطي، والغازات المسيلة للدموع، لتفريق المتظاهرين في ساحة التحرير.
"كلهم حرامية"
وكان هتاف المتظاهرين موحدا "كلهم حرامية"، داعين إلى إسقاط الحكومة، لا سيما مع أزمات اقتصادية عدة ومشاكل الكهرباء ومياه الشرب.
وجاءت عملية التفريق تلك قبل ساعات من التعبئة المرتقبة لأنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر الذي وضع كل ثقله في ميزان الحركة الاحتجاجية.
والصدر دعا أنصاره إلى التظاهر، كما طلب من فصائل "سرايا السلام" المسلحة التي يتزعمها الاستعداد "لحماية المتظاهرين"، ما أثار مخاوف من اشتباكات.
حرق مقار حزبية
وأفاد مراسل "عربي21"، أن بين المقرات التي تعرضت للحرق اليوم بسبب غضب المتظاهرين:
1- مقر منظمة بدر
2- مقر عصائب اهل الحق
3- مقر تيار الحكمة
4- مقر حزب الدعوة
5- مكتب النائب اشواق الضالمي
6- مقر كتائب سيد الشهداء
7- مقر تيار الإصلاح
8- مقر تحالف النصر
9- مقر سرايا الخرساني
10- مقر حزب الفضلية
11- مقر حزب الطليعة
12- مقر حركة البشائر (يرئسها صهر نوري المالكي)
13 - مقر المجلس الاعلى الإسلامي
وتعرض مكتب مليشيات "النجباء" للحرق على يد محتجين وسط مدينة الحلة في محافظة بابل، في حين اقتحم آخرون مبنى حركة "عطاء" برئاسة فالح الفياض وتحطيم محتوياته في محافظة واسط.
وحرق متظاهرون أيضا مقر منظمة "بدر" في محافظة ميسان.
ولاحقا ارتفع العدد إلى 50 مبنى ومقارا لأحزاب ومليشيات ومكاتب نواب ومبنى حكومي.
وأكد المراسل أن غالبية مقرات الأحزاب والمليشيات الشيعية النافذة تتعرض للحرق، باستثاء تيار الصدر والشيوعيين.
حظر تجوال
وأكد مراسل "عربي21"، إعلان حظر للتجوال في تسعة محافظات عراقية بعد عمليات حرق واسعة طالب مباني حكومية ومقارا لأحزاب ومليشيات.
وهي البصرة والناصرية وبابل وواسط وذي قار وميسان والمثنى والديوانية وكربلاء.
وكان عبد المهدي خول المحافظين سلطة حظر التجوال الكلي أو الجزئي في محافظاتهم.
دهس متظاهرين
ووثق متظاهرون في البصرة، قيام مدرعة تابعة للقوات الأمنية بدهس المتظاهرين، ولم يعرف بعد حصيلة ضحايا الحادثة.
وتاليا الفيديو يوثق لحظة الدهس:
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية العرقية سقوط "شهيدين و337 اصابة من المتظاهرين و72 من القوات الأمنية نتيجة الاختناق وسقوط الأسلاك"، وفق بيان رسمي لها.
أضاف الوزارة: "لم يتم استخدام الرصاص الحي اليوم الجمعة نهائيا"، مضيفة أن هناك "تعاونا كبيرا بين المتظاهرين والقوات الأمنية في بغداد".
قتلى من عصائب أهل الحق
وأعلنت حركة "عصائب أهل الحق"، الجمعة، مقتل مدير مكتبها في محافظة ميسان العراقية، وشقيقه، جراء هجوم مسلح على مقرها.
وقالت الحركة في بيان، إن مدير مكتبها في ميسان "وسام العلياوي" وشقيقه "عصام" قتلا جراء هجوم مسلح على مقر الحركة في المحافظة، دون مزيد من التفاصيل.
وسبق أن أفاد مراسل "عربي21" أيضا، بمقتل عنصر من عصائب أهل الحق في هجوم شنه ملثمون على مقر الحركة في محافظة ذي قار، ويدعى القتيل لطيف سالم.
وأوردت قناة "العهد" الفضائية التابعة للعصائب أن "ملثمين يهاجمون بقنابل يدوية مقر حركة عصائب أهل الحق في محافظة ميسان، ويصيبون 15 فردا بينهم 5 حالتهم خطرة".
وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني، بأن مدير مكتب النائب عن "سائرون" غايب العميري، قتل بهجوم مسلح في الناصرية.
وأفاد موقع "السومرية نيوز" بأن "مسلحين أطلقوا النار باتجاه مدير مكتب النائب عن سائرون غايب العميري في مدينة الناصرية، ما أدى إلى مقتله في الحال".
سجن الناصرية وتنظيم الدولة
وأعلن رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، أرشد الصالحي، أن "ملثمين يحاولون اقتحام سجن الناصرية المركزي الذي يضم معتقلي تنظيم الدولة".
وسبق أن أكدت القوات الأمنية العراقية تشديد إجراءاتها في محيط سجن الناصرية المركزي، في محافظة ذي قار.
وطالبت إدارة السجن بتعزيزات تحسبا لأي طارئ، كونه يضم قيادات "خطيرة" من تنظيم الدولة.
ضرب وطرد لـ"أبو عزرائيل"
ووثق فيديو لحظة تعرض"أبو عزرائيل" القيادي في مليشيات "كتائب الإمام علي" التابعة الحشد الشعبي للضرب والطرد من جانب المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد.
مبان حكومية
وأكدت أن آلاف المتظاهرين يتجمعون أمام مبنى محافظات واسط والنجف والديوانية وذي قار وميسان والبصرة والمثنى والقوات الأمنية تمنعهم من دخولها.
وتعرض مبان حكومية عدة للحرق على يد المتظاهرين.
جلسة للبرلمان
أعلن مجلس النواب العراقي، مساء الجمعة، أنه سيعقد جلسة خاصة السبت، لبحث مطالب المتظاهرين المناوئين للحكومة.
وأوضحت رئاسة المجلس في بيان مقتضب أن البرلمان سيعقد السبت، جلسة خاصة لمناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ حزم الإصلاحات.
وأضافت أن الجلسة ستبدأ في تمام الساعة الواحدة ظهرا (10:00 بتوقيت غرينتش).
وطالب متظاهرون رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بالإيفاء بوعده والنزول مع الشباب إلى الشارع.
معبر حدودي مع إيران
وأفاد مصدر أمني عراقي، مساء الجمعة، بأن متظاهرين قطعوا طريقا مؤديا إلى معبر حدودي مع إيران في محافظة واسط جنوب شرقي البلاد، ما أدى لتوقف حركة المرور إلى المعبر ذهابا وإيابا.
وقال الملازم في شرطة واسط جميل العامري، إن "عشرات المتظاهرين في قضاء بدرة (70 كم شرق الكوت مركز المحافظة) قطعوا الطريق المؤدي إلى معبر مهران الحدودي بين العراق وإيران من جهة محافظة واسط".
وأضاف أن "حركة المرور ذهابا وإيابا إلى المعبر توقفت تماما".
تصاعد الاحتجاجات
واستأنف المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم المناهضة للحكومة منذ ساعات الصباح الأولى الجمعة، في العاصمة بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد للمطالبة بإقالة الحكومة وإصلاح النظام السياسي "الفاسد".
واقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين، الجمعة، المنطقة الخضراء (الدبلوماسية) وسط العاصمة العراقية، بغداد بعد نجاحهم في إزالة الحواجز التي وضعتها قوات الأمن على جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة.
وبدأ المتظاهرون برفع الحواجز غير الإسمنتية، من على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، بعد تقدمهم من ساحة التحرير التي احتشدوا فيها، في حين هاجمتهم قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه.
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استبق الاحتجاجات، في وقت متأخر من مساء الخميس، بطرح حزمة جديدة من الإصلاحات، بينها التعهد بحصر السلاح بيد الدولة، وحل الفصائل المسلحة، وضمان الحريات والأمن والاستقرار، وتوفير أفضل الخدمات وفرص العمل للمواطنين، وتقديم الفاسدين للقضاء ومحاسبتهم علنا، وتحقيق النمو الاقتصادي للبلاد.
وتأتي الموجة الجديدة استئنافا للاحتجاجات التي بدأت مطلع الشهر الجاري في بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات جنوبية ذات أكثرية شيعية، وتستمر لمدة أسبوع.
ولاحقا رفع المتظاهرون سقف مطالبهم، ودعوا لاستقالة الحكومة، إثر لجوء قوات الأمن للعنف واستخدام الرصاص الحي ضد المحتجين؛ ما أسفر عن مقتل 149 محتجا وثمانية من أفراد الأمن.
وساد استياء واسع في البلاد إثر تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات.
ط