سياسة دولية

تقدم سريع لـ"نبع السلام" التركية والسيطرة على "رأس العين"

قال وزير الدفاع التركي إننا "سنحقق النجاح مرة أخرى من أجل وطننا وأمتنا"- وزارة الدفاع التركية

أحرزت القوات التركية والسورية المشاركة في عملية "نبع السلام" السبت، تقدما سريعا في منطقة شرق الفرات شمال سوريا، إضافة إلى السيطرة على قرى بمدينة تل أبيض، إلى جانب السيطرة الكاملة على مدينة رأس العين.

 

وقالت وسائل إعلام تركية، أن قوات "نبع السلام" تمكنت من السيطرة على 19 قرية ضمن عملياتها اليوم.

وأشارت إلى أن القرى: "نواصع الدهليز- غزيل- نص تل – رجم عنوة – أم جرن الصواوين- الخويرة الصغيرة- الخوين الكبيرة – جاموس – الخالدية- لزكة- الفيلو – العريضة – الزيدي – الغجيرة – الواسطة – النبهان – حويران -شوكان – التروازية".

 

وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان له، أن الجيش الوطني السوري الذي يشارك معها في عملية "نبع السلام" وصل إلى الطريق الدولي الواصل بين مدينتي منبج والقامشلي شرق سوريا، مؤكدة أنه "تم السيطرة على مدينة رأس العين شرق نهر الفرات، نتيجة العمليات الناجحة المستمرة".

 

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال تفقده الوضع الميداني في عملية "نبع السلام" بمركز قيادة العمليات على الشريط الحدودي مع سوريا، إننا "سنحقق النجاح مرة أخرى من أجل وطننا وأمتنا"، مشددا على أن "ضرب قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي في سوريا، غير وارد على الإطلاق، وهناك أصلا تنسيق متواصل بين مقراتنا والأمريكيين".

 

 

وذكرت وزارة الدفاع التركية في بيان لها السبت، أنه "تم تحييد 459 عنصرا منذ انطلاق عملية نبع السلام في منطقة شرق الفرات السورية"، مؤكدة أن "العملية استمرت بنجاح طوال الليلة الماضية، وجرى استهداف مواقع قسد برا وجوا بشكل فعال".

 

وفي السياق ذاته، قالت وسائل إعلام تركية إن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" استهدفت مجددا بقذائف الهاون، الفندق الذي يمكث فيه الصحفيون داخل حدود تركيا.

 

وسقطت القذائف في مركز مدينة أقجة قلعة، قرب فندق يقيم فيه الصحفيون الذين يغطون عملية "نبع السلام" الجارية شمال سوريا.

 

وأوضح رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون أن "قسد" تشن هجمات على الصحفيين المشاركين في تغطية عملية "نبع السلام"، بهدف إخفاء الحقائق.

 

وقال ألطون في تغريدة بموقع "تويتر": "منظمة بي كا كا/ ب ي د، تحاول إخفاء الحقائق من خلال شن هجمات على الصحفيين المشاركين في تغطية عملية نبع السلام، شرق الفرات، شمال سوريا"، مشيرا إلى أن "الصحفيين وأفراد الشعب السوري ستنفسون الصعداء بعد تطهير حدودنا من الإرهاب".

 

وأردف قائلا: "لا يمكن تصديق أن الصحفيين الموجودين حاليا شمال شرق سوريا، يمارسون عملهم بطريقة حرة، وهذا يشمل أيضا المدنيين الذين يعيشون تحت القبضة الحديدية للمنظمة الإرهابية منذ أعوام"، لافتا إلى استمرار علاج الصحفيين الذين أصيبوا جراء الهجمات.

 

وأدان ألطون الهجمات بأشد العبارات، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانتها، "ونأمل أن يتعظ من هذه الأحداث أولئك الذين يزعمون بأن المنظمة الإرهابية لا تشكل خطرا على بلادنا، وأنها تدافع عن بعض القيم العالمية".

 

اقرأ أيضا: انفجار مفخخة قرب سجن لتنظيم الدولة في الحسكة

 

ونقلت قناة "الجزيرة" أن "الجيش التركي وقوات المعارضة السورية وصلا إلى عمق 12كم داخل سوريا".

 

بدوره، قال الناطق العسكري بهيئة أركان الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود إن "قواتنا بالاشتراك مع حلفائنا في الجيش التركي، استطاعت إحراز تقدم كبير ضمن عملية نبع السلام، وتمكنت من تحرير عدة بلدات جديدة من محوري تل أبيض ورأس العين".

 

وأضاف حمود في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أن "قواتنا أحكمت السيطرة على قرى من محور تل أبيض، وهي محربل، وحلاوة، وذيابة، وسعيدة، والضبعة شرق المدينة، إلى جانب التقدم إلى قرى أخرى برأس العين، وهي تل خلف وأصفر نجر، إضافة إلى منطقة الصوامع المحيطة بالقرى".

 

ولفت إلى أن الجيش الوطني سيطر أيضا على معبر رأس العين وعدة حواجز على مدخل المدينة، إلى جانب السيطرة على المنطقة الصناعية على مشارف المدينة، منوها إلى أنه "تم تحرير أُولى الأحياء في مدينة رأس العين".

 

وتابع حمود: "قواتنا في الجيش الوطني حررت قرى رجم عنوة، والخويرة صغير، وأم جرن الصواوين، والخويرة الكبيرة، وجاموس، والخالدية، ولزكة والفليو، والنبهان والعريضة، والغجير والزيدي، وحويران والواسطة، وشوكان والتروازية، الواقعة بين مدينتي تل أبيض ورأس العين، ضمن عملية نبع السلام"، مشيرا إلى أنه "خلال عملية التقدم تم إحصاء مقتل العشرات من الإرهابيين في مختلف المحاور، واغتنام كميات من الأسلحة والذخائر".

 

بالمقابل، نفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" سيطرة قوات "نبع السلام" على مدينة رأس العين، مشيرة إلى أن القوات المدعومة من تركيا دخلت حيا واحدا في رأس العين، وهو حي الصناعة، بعد ساعات من القصف التركي العنيف، ما استلزم تراجعا تكتيكيا عن تلك المنطقة، بحسب المسؤول الإعلام في "قسد" مروان قامشلو.

وأضاف قامشلو لـ"رويترز" أن "الهجوم من قوات سوريا الديمقراطية بدأ الآن، وهناك اشتباكات عنيفة جدا"، لافتا إلى أن "الاشتباكات ما زالت مستمرة في حي الصناعة وهو أول حي على الحدود التركية".

 

فيما قالت "قسد" إن هجوم تركيا على شمال سوريا، أنعش تنظيم الدولة، ودعت دول التحالف التي تقاتل هذا التنظيم إلى إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الحربية التركية.


وقال ريدور خليل القيادي في قسد، في بيان: "إن القوات ستواصل التعاون مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية وفي الوقت ذاته صد الهجوم التركي على شمال سوريا".


وقال خليل :"الغزو التركي لم يعد يهدد بانتعاش داعش (الدولة الإسلامية) بل أنعشها ونشط خلاياها في قامشلو(القامشلي) والحسكة وكل المناطق الأخرى".

 

في غضون ذلك، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن مقتل 23 من عناصرها أمس الجمعة، خلال تصديهم للهجوم التركي في شمال سوريا في حين أصيب 37 آخرون.

وبذلك يرتفع عدد مسلحي قوات سوريا الديمقراطية، التي أعلنت هذه القوات مقتلهم منذ يوم الأربعاء إلى 45 مقاتلا.

يذكر أن الجيش التركي أطلق الأربعاء الماضي بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمال سوريا، لإخراج الوحدات الكردية المصنفة لدى أنقرة بـ"الإرهاب" منها.