أظهر العلماء أن الأعضاء البشرية يمكن تخزينها الآن لمدة أطول بثلاثة أضعاف عن السابق، في حدث كبير وفر الأمل لآلاف المرضى الذين ينتظرون عمليات الزراعة.
وفي الوقت الحالي، لا يمكن الاحتفاظ في الكبد المخصص لعملية الزرع خارج الجسم أكثر من تسع ساعات؛ لأنه سيتعرض للتلف، ويجب عندها التخلص من العضو.
وقد فشلت العديد من الجهود السابقة لتجميد الأعضاء والحفاظ على صحتها لفترة أطول؛ لأن التجميد يؤذي الأنسجة.
والآن، طور العلماء في جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام طريقة للحفاظ على الكبد لمدة 27 ساعة. وذلك باستخدام طريقة التبريد الفائق التي "تجمد" العضو عند درجة حرارة -4 مئوية، لكن دون أن تسمح بتكوين بلورات جليدية ضارة.
وفقا للبحث المنشور في مجلة "Nature Biotechnology"، قد تسمح التقنية الجديدة بذلك، وتم الترحيب بها ووصفها بأنها "رائعة"، خاصة لعمليات زرع القلوب والكبد والقرنيات والجلد والكلى في جميع أنحاء العالم، وإحضارها من أماكن بعيدة مثل أستراليا ،ما يحتمل أن ينقذ الآلاف من الأرواح سنويا.
ويعد عدم القدرة على الحفاظ على الأعضاء لأكثر من بضع ساعات أحد الأسباب الأساسية لأزمة نقص الأعضاء المانحة، يوجد حاليا حوالي 6000 شخص في قائمة انتظار عمليات زرع المملكة المتحدة، وتوفي أكثر من 400 شخص العام الماضي أثناء انتظار عملية زرع الأعضاء.
وقال الدكتور شانون تاسير: "في كثير من الأحيان، تتوفر لدينا أعضاء معينة، لكن لا يكون هناك أي أشخاص بحاجة لها، لذلك عند إضافة المزيد من الوقت يمكنك البحث في نطاق أوسع، ما يعني أن لديك فرصة أفضل ليس فقط لإيجاد تطابق جيد، بل أيضا تطابق ممتاز، وهذا يعني أن حصول المتلقين على أعضاء متطابقة يجعل أجهزتهم تعمل بشكل أفضل، وتعيش لفترة أطول داخل المتلقي".
التقنية تعمل عن طريق ضخ كوكتيل من المواد المضادة للتجمد والجلوكوز داخل الكبد قبل تبريده إلى درجة حرارة أقل من الصفر. بمجرد الوصول إلى مركز الزرع يتم تسخينها بعناية، وإخراج السوائل منها.
وعلى الرغم من أنه سبق أن أثبت أنه يعمل في كبد الفئران، إلا أن العلماء كانوا متشككين فيما إذا كان يمكن نقله إلى الأعضاء البشرية، التي تكون أكبر بمقدار 200 مرة، وأكثر تعقيدا.
وأضاف الدكتور راينر فريز من كلية الطب بجامعة هارفارد: "مع زيادة درجة التبريد، كلما زاد الحجم أصبح من الصعب بشكل كبير منع تكوين الجليد في درجات حرارة دون الصفر.
وأظهر الفريق أن الكبد المعاد تشغيله يعمل بشكل طبيعي بمجرد ربطه بنظام الأوعية الدموية خارج الجسم، ويريد الآن اختبار هذه التقنية في الحيوانات الكبيرة، مثل الخنازير، قبل الانتقال إلى التجارب على البشر.
وتعليقا على الدراسة، قالت باميلا هيلي، الرئيسة التنفيذية لصندوق الكبد البريطاني: "إن المئات من الرجال والنساء المصابين بأمراض الكبد المتقدمة يموتون كل عام أثناء انتظار عملية الزرع".
وأضافت: "يعد إيجاد طرق جديدة لزيادة عدد الأعضاء المتاحة في أي وقت أمرا حيويا لتقليل أوقات الانتظار، وزيادة فرصة إجراء عملية زراعة ناجحة.. هذا المشروع البحثي الذي يهدف إلى زيادة عدد الكبد المتاح لعملية الزرع موضع ترحيب، ونحن ننتظر إجراء مزيد من البحوث.