قال كاتب إسرائيلي إن "انقضاء عام يهودي جديد دون اندلاع حرب يعني أخبارا سارة لإسرائيل، رغم عدم وجود استراتيجية واضحة تجاه أي من الجبهات المحيطة بها، وفي كل هذه الجبهات يتوقع أن تندلع الحرب في كل واحدة منها بسرعة، وإسرائيل كادت تنجرّ إلى حرب من خلال عدة حوادث على أكثر من جبهة في الجبهات الخمس التي تشهد توترات أمنية، وهو ما لا تريده الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف
يوسي ميلمان، في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "الحوادث تمثلت بمهاجمة سلاح الجو لأهداف إيرانية في سوريا، والمليشيات
التابعة لها ولحزب الله، بجانب اكتشاف الجيش وتدميره لعدد من الأنفاق التي حفرها
حزب الله داخل الحدود الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، وعقب الهجمات الجوية المتلاحقة
التي نفذتها طائرات إسرائيل ضد قواعد عسكرية إيرانية في العراق، وعلى الحدود
السورية العراقية".
وأشار
ميلمان، الخبير الأمني الإسرائيلي، إلى أن "كل هذه الأحداث حملت معها مخاطر اندلاع
حرب جدية على إسرائيل، لكن الاشتعال الأخطر والأكبر كاد يأتي من غزة، فبعد عام
ونصف من التوتر الأمني هناك بسبب مظاهرات يوم الجمعة الأسبوعية، بمشاركة آلاف
الفلسطينيين على الجدار الحدودي، مع وجود مخاوف من حدوث خطأ غير مقصود، كفيل بأن
يخرج الأمور عن السيطرة".
وأوضح
أن "الخطر الداهم الذي تدحرجت إليه إسرائيل كان قبل أسبوعين، حين طلب رئيس
الحكومة من سلاح الجو الرد بقوة على إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه مدينة أسدود، حين
كان يخطب أمام أنصاره فيها، ما تسبب بإنزاله من منصة الخطابة إلى غرفة محصنة".
وأكد
أن "نتنياهو الغاضب استنفر لإجراء مباحثات أمنية وعسكرية مكثفة مع كبار قادة
الأمن والجيش، وعلى رأسهم أفيف كوخافي قائد الجيش، ونداف أرغمان رئيس جهاز الأمن
العام-الشاباك، وتامير هايمان قائد الاستخبارات العسكرية-أمان، ويوسي كوهين رئيس
جهاز الموساد، الأكثر قربا إلى أذن نتنياهو".
وكشف
النقاب أن "نتنياهو لم يكتف بهذا الاجتماع، بل أجرى اتصالات هاتفية مع وزراء
المجلس الوزاري المصغر-الكابينت لشن هجمات قوية باتجاه غزة، مع أنه كان معلوما أن
مثل هذا الرد سيسفر عن إطلاق مكثف للصواريخ من غزة نحو مستوطنات الجنوب وتل أبيب، وصولا
إلى اضطرار الجيش لتنفيذ عملية عسكرية برية دخل القطاع، الأمر الذي كان سيسفر
بالضرورة عن إرجاء الانتخابات".
وأكد
أن "توفر عدد من العناصر حالت بين إسرائيل والذهاب إلى حرب شاملة مع غزة،
أهمها موقف قادة الجيش والأمن، وطلب المستشار القضائي للحكومة بعقد اجتماع طارئ
للكابينت المصغر، وتراجع حماس نتنياهو للرد على غزة".
وأشار إلى أن "أهم ما ميز العام اليهودي المنصرم هو حالة عدم اليقين المحيطة بإسرائيل،
لأن كل حادث مهما بدا صغيرا كان كفيلا بدهورة الأمور إلى حالة من المواجهة الشاملة،
لأنه في حال قررت إيران أو حزب الله أو حماس أو الجهاد الإسلامي الرد بقوة، فإن
ذلك لن يترك أمام إسرائيل من خيار إلا تصعيد خطواتها تجاهها".
وختم
بالقول إنه "حتى في حالة استطاع أعداء إسرائيل ضبط أعصابهم، وعدم الرد بقوة
على إسرائيل، واكتفوا بردود متواضعة، فإن قذيفة واحدة صغيرة قد تقتل عشرة من الإسرائيليين تبدو كفيلة بأن نجد أنفسنا أمام حرب شاملة واسعة".