شكوك وتساؤلات.. هكذا تفاعل نشطاء مع مقتل حارس الملك سلمان

تفاعل النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي على نحو متباين مع خبر مقتل اللواء عبد العزيز الفغم الحارس الشخصي للملك سلمان بن عبد العزيز، والذي لقي مصرعه مساء السبت الماضي.

وتمحورت الرواية السعودية الرسمية بأن سبب مقتل الفغم جاء نتيجة تصاعد خلاف مع صديقه ممدوح آل علي، والذي تطور إلى أن يقوم آل علي بإطلاق النار على الفغم ما تسبب بمقتله، وتبع الحادث إصابة خمسة من رجال الأمن.

وتوالت ردود الفعل على الحادثة على نطاق واسع بين المسؤولين والنشطاء السعوديين، فمن جانبه نعى نايف الفغم عمه اللواء بتغريدة على تويتر، أكد فيها على مقتله غدرا بقوله: "رحم الله عمي اللواء عبدالعزيز بداح الفغم بعد مقتله حينما كان في منزل صديقه على يد صديق ثالث لهما غدرا، وذلك مساء يوم أمس السبت".

وأضاف أنه "رجل تشرف بخدمة وطنه وملوكه عن قرب والشرف لنا جميعا بعد ذلك إنا لله وإنا إليه راجعون".

وكذلك نعى بداح بن طلال الفغم عمه الفغم نافيا جميع ما تم تداوله من تفاصيل حول مقتله، وكتب على تويتر: "انتقل إلى رحمة الله بإذن الله عمي عبد العزيز بن بداح الفغم، وجميع ما ذكر من تفاصيل غير صحيح، و الحمدلله على قضائه وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وكذلك احتسب بدر العساكر مدير مكتب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اللواء عبد العزيز الفغم، مؤكدا أنه ممن "عملوا للوطن وخدموه بإحسان" وداعيا الله أن "يتجاوز عنه ويغفر له".

وفي ذات السياق أوضح رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ أنه عمل مع الفغم خلال عشر سنوات، ولم ير منه إلا كل خير وإخلاص، مشيرا إلى أنه جمعته مكالمة بالفقيد خلال يوم السبت.

وقال في تغريدته على تويتر: "كنت معي على الهاتف اليوم وتضحك وتتكلم عن الرياض ... رحمك الله رحمك الله يا أبا عبدالله ... الحمد الله على قضائه وقدره ... غير مستوعب أني لن أراك بعد اليوم!".

وكان من اللافت ما علق به والد ممدوح آل علي، المتهم بقتل الفغم، حيث غرد مشعل ممدوح آل علي عقب الحادث على صفحته متهما من قتله بالغادر: "#عبدالعزيز_الفغم مع التجليات الإلهية والرحمات الربانية نسألك أن تغفر لعبدك الفغم الوفي ابن الأوفياء، له الدعوات بالغفران والشهادة، وللغادر نقول رفعته إلى مقعد علي بعد أن كان في الدنيا ملازما لولي أميرنا والد الجميع سلمان أعزه الله فكل السعوديين له دروع".

وردا على تغريدة آل علي تساءل أحد المعلقين بقوله: "لو تذكر لنا سبب الخلاف وتفاصيله بتكون قطعت الطريق على الإشاعات والمصطادين في الماء العكر".

أما المعلقة لؤلؤة الشمالية فعلقت بقولها: "عظم الله أجركم وربط على قلوبكم وجبر مصابكم الجلل وأحسن عزاءكم فقدت الاثنين عبدالعزيز الفغم وولدك ممدوح إنه لمصاب جلل على أخي مشعل كان الله في عونك ويلهمك الصبر والسلوان".

وألمح المعلق سعود العتيبي إلى العلاقة القوية التي جمعت بين عبد العزيز الفغم وممدوح آل علي فكتب: "فهمنا أنهم أصحاب من قديم ولكن بينهم شيء الله العالم به وهم بين يديه الآن ويحكم بينهم".

نشطاء يعلقون

ومن جانبه طرح الكاتب فهد الغويدي ثلاثة أسئلة حول مقتل الفغم، مشيرا إلى أنها تجعل الرواية الشبه رسمية "غير مقنعة".

وجاءت أسئلته على هذا النحو: "كيف عرف القاتل موقع المجني عليه؟! إذا كان القاتل ينوي القتل فمن الأفضل أن ينتظره خارج المنزل وإذا لم يكن ينوي القتل لماذا كان مسلحا؟! كيف تواجدت الجهات الأمنية خارج المنزل بهذه السرعة؟!".

ومن جهته تعتبر الرواية الرسمية "غير مقنعة" نظرا لتسلسل الأحداث غير المنطقي فكتب: "يزور صديقة في منزله ، ويقتحم المنزل شخص مسلح ، وبسبب خلاف سابق بينه وبين المجني عليه #عبدالعزيز_الفغم يطلق عليه النار ويقتله ويصيب شقيق صديقه، ويلوذ بالفرار ويتفاجأ بوجود الجهات الأمنية خارج المنزل، ويتبادل معها إطلاق النار فيقتل، ماهي راضيه تزبط".

وهو ذاته ما لفت الناشط هارون أمين أحمد ما جعله يكتب: "#عبدالعزيز_الفغم واللي قتله كمان إنطخ ومات سريع سريع، عشان لا أحد يمتحنا بس".

وعلق أيضا: "كل ما كان المنصب أكبر كان الخطر أكبر".

أما الكاتب طه الحاجي فأشار إلى أحداث القتل والاغتيال التي تصاحب عهد الملك سلمان ونجله محمد فكتب قائلا: "فجأة كثر القتل والاغتيال ! ويش صاير في البلد ؟ هل هذه من سمات العهد الجديد؟ ما نقول إلا الله يستر".

واعتبر الناشط السعودي المعارض يحيى العسيري أن الرواية الرسمية تزيد الشكوك لا سيما قتل الجاني مباشر بهدف "إغلاق الملف"، وتساءل: "كيف كانت قوات الأمن حاضرة مباشرة في نفس الموقع؟! وكيف عرف ونشر ذباب تويتر التفاصيل قبل السلطات؟!".

ونوه إلى أن مقتل الفغم المتزامن مع ذكرى مقتل جمال خاشقي ربما يكون "بنفس الجاني".

وحذر الناشط ياسر سعد الدين من الأوضاع التي تشهدها السعودية معتبرا أنها تقود البلاد على خطى القذافي، وتساءل: "هل وصلت الأمور إلى تصفيات داخلية.... أنباء تقول إن الرجل رفض أوامر الغلام للانقلاب على أبيه فقتله ثم قتل من قتله ليدفن سره!؟".

وأورد المحامي والناشط السياسي سلطان العبدلي تساؤلات أشار فيها إلى أن "الفغم لم يظهر منذ أيام خاصة في افتتاح مطار جدة، وأضاف: "ثم لماذا قتل في الحال؟ هل نسينا مقتل الصراف العمودي وضابط التحقيق الرائد النفيعي، الذي توفي بعد يومين من كشف خيوط القضية؟!".

ومستعرضا مقطعا مصورا حديثا للفغم يظهر فيه يمارس النشاط الرياضي، تساءل الناشط عزيز حنبلي حول سبب مقتله قائلا: "ما هو سبب الوفاة قبل كم يوم كان له مقطع في جدة بكامل صحته وما فيه شي إنا لله وإنا إليه راجعون. الله يرحمه ويغفر له ويثبته عند السؤال".

أما الكاتب علي الأحمد فأشار إلى كون سيناريو مقتل الفغم مشبوها فغرد على تويتر: "يمكنني الآن نأكيد خير مقتل الحارس الشخصي للملك السعودي سلمان اللواء عبد العزيز الفغم بإطلاق نار.  شوهد هنا مع الملك.  تم طرده من منصبه قبل أيام فقط مما يجعل وفاته مشبوهة للغاية. جار العمل على التفاصيل".

وأضاف: "كان لدى الفغم الكثير من الأسرار وعمل كحارس شخصي للملك عبد الله، من عام 2002، بقدر ما يمكننا تأكيده. هذا جعله تهديدا لمحمد بن سلمان نظرا لأنه أشرف على حراس القصر الذين قتلوا جمال خاشقجي".