قال جنرال إسرائيلي، إن "التحدي الجديد أمام إسرائيل وجيشها يكمن في حالة الاستنزاف التي تعيشها أمام عدة جبهات عسكرية قتالية في وقت واحد، لأن بناء منظومة عسكرية إيرانية محيطة بإسرائيل، تشمل سوريا وحزب الله والمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة، تشكل استنزافا عسكريا وقتاليا متلاحقا لإسرائيل، يجعلها مطالبة باحتوائها، وعدم التسبب بإنجاحها".
وأضاف
غرشون هاكوهين الذي خدم في الجيش الإسرائيلي أربعين عاما، في تحليل عسكري نشره مركز
بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل أبيب، ترجمته "عربي21" أن "هذه المحاولات الإيرانية الإقليمية
تهدف بالضرورة إلى تهديد بقاء إسرائيل، ومنع ازدهارها في المستقبل، مما يتطلب
تقديم تقييم استراتيجي حول هذا التهديد الجديد، بغرض تخفيفه".
وأوضح
هكوهين، الذي قاد معارك عسكرية ضد مصر وسوريا، أنه "منذ تراجع الحرب الأهلية
السورية، بدأت الجبهة الشمالية تشهد تطورات عسكرية متلاحقة، تقودها إيران وحزب
الله وسوريا، تبدو وكأنها تشكل تهديدا جديا أمام إسرائيل، في حين أن الجبهة
الجنوبية في قطاع غزة لهذا التهديد، حيث انضمت إليها حماس والجهاد الاسلامي، كل ذلك
يتطلب من إسرائيل الاستعداد لشن حروب ومواجهات تشمل عدة جبهات في آن واحد".
وأشار إلى أنه "في العقد الأخير بدا أن إسرائيل تخفض من خطورة التهديد الكبير الذي يشمل
وجودها من الأساس، في حين أن هذا التهديد أخذ يتشكل من ثلاثة مركبات أساسية، أهمها
تهديد القذائف الصاروخية ذي المديات المتعددة، وبكميات كبيرة غير مسبوقة، مع قدرات
في دقة الإصابة، ما يعني أننا أمام منظومة نارية مستعدة ومتجهزة للعمل ضد أهداف
للبنية التحتية الاستراتيجية في عمق إسرائيل".
وأضاف
الجنرال الإسرائيلي الذي ترأس الكليات العسكرية وقيادة التجنيد، أن "هذه
الأهداف تشمل قواعد سلاح الجو، ومقار قيادات الجيش الإسرائيلي، ومحطات الطاقة
والمطارات الجوية، فضلا عن الأماكن المكتظة بالإسرائيليين، ما يعني أن التهديد
القائم حاليا يتركز في الحد من حركة الإسرائيليين من جبهات تشمل لبنان وسوريا
وقطاع غزة وأخيرا من المليشيات الشيعية في العراق".
وأوضح
أن "إيران تبذل جهودا حثيثة لبناء جهة قتالية جديدة في الجولان، بمشاركة حزب
الله والمليشيات التابعة لها، وقوات الكوماندوز الإسرائيلية تتأهب لسيناريو تنفيذ
هجوم بري باتجاه إسرائيل، خاصة من خلال تنفيذ تهديد مباشر يستهدف الإسرائيليين في
مناطق التماس الحدودية، سواء على الحدود اللبنانية أو قطاع غزة".
وتساءل
الجنرال: "هل هناك واقعية لطرح السؤال حول التهديد الوجودي لإسرائيل، رغم أنها
اليوم أقوى من أي فترة سابقة، وباتت قوة إقليمية، وكما قال إيهود باراك ذات مرة، فإن التهديدات الخارجية عديدة ومتطورة، يحظر الاستهتار بها، لكني على ثقة أن أيا منها ليس لديه القدرة أن يتحول إلى تهديد وجودي على مستقبل إسرائيل وسيادتها".
وختم
بالقول بأن "الحديث لا يدور عن تهديد وجودي شبيه بما عاشته إسرائيل خلال حرب 1948،
لأنه منذ تلك الحرب، لم يبادر الرئيس المصري أنور السادات، ولا حزب الله، ولا إيران
بالاقتراب من هذا التهديد الوجودي على إسرائيل، وإنما الاكتفاء بتحقيق هدف
استراتيجي يتمثل بزعزعة نظرية الأمن الإسرائيلي من خلال عمليات عسكرية، لتكبيدها
خسائر بشرية فادحة، وإقناعها بأن استمرارها في الاحتلال سيكلفها أثمانا باهظة".