نشرت صحيفة "أ بي
ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عما يجب تجنبه عند اصطحاب طفلك للمرة الأولى
إلى الحضانة المدرسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها
الذي ترجمته "عربي21"، إن دخول الطفل للمرة الأولى إلى
الحضانة مسألة تثير قلق الكثير من أولياء، خاصة الذين يعيشون هذه
التجربة للمرة الأولى. في الواقع، من الصعب على
الوالدين ترك طفلهم بين أيدي أصحاب المهنة، حتى إن كانوا محترفين، نظرا
لأنهم يظلون أشخاصا غرباء بالنسبة لهم.
وذكرت الصحيفة أن الحس السليم
يعد في غالبية الأحيان الحليف الناجح لتجاوز هذه المرحلة. ومع ذلك، ينبغي أن نأخذ
بعين الاعتبار العديد من الجوانب لجعل هذا الانفصال سلسا قدر الإمكان لكلا
الطرفين.
في هذا التقرير، شرحت مديرة حضانة "نيمومارلين" فرناندا
موراليس ما ينبغي على الآباء عدم فعله عند ترك أطفالهم للمرة الأولى في
"الحضانة".
حذرت الصحيفة، أولا، من
مفاجأة ابنك بمسألة الذهاب إلى الحضانة. فمن المهم جدا التمهيد للطفل وإعلامه قبل عدة أيام بأنه
سيلتقي بمعلم وأطفال آخرين في الحضانة، حيث سيتمكن من اللعب وقضاء وقت رائع. في
المقابل، يمكن لهذه المفاجأة أن تؤثر على نفسية الطفل وتجعله يشعر بالخوف عند دخول
الفصل؛ لأنه لا يعرف ما يمكن أن يحصل داخله.
وأكدت الصحيفة، ثانيا، على
ضرورة عدم إيقاظ الطفل من النوم في ساعة متأخرة لأخذه إلى الحضانة، خاصة أن بعض
الأولياء يتعمدون أخذ الطفل للحضانة تحديدا وقت بدء الدرس، اعتقادا منهم أنهم بهذه
الطريقة لا يتركون المجال للطفل لفهم ما يحصل حوله. وقد علقت موراليس
على ذلك قائلة إن "ذهاب الطفل على عجلة من أمره إلى الحضانة،
سينقل ضغط الوالدين إلى الطفل، وسيشعره بالقلق منذ اللحظة الأولى". ينبغي على
الطفل أن يستيقظ من النوم في وقت مبكر؛ حتى يتناول فطور الصباح، ويغيّر ملابسه في
أجواء هادئة قدر الإمكان.
وأضافت الصحيفة، ثالثا، أنه
من المستحسن عدم إطالة فترة وداع الطفل. فعند الوصول للحضانة يفضل تقبيل الطفل،
وتذكيره دائما بأنك سوف تعود لاصطحابه في وقت لاحق للاستماع له، ومعرفة كيف استمتع
بوقته. وهذه طريقة جيدة لمنحه شعورا بالأمان إزاء ما سيحصل لاحقا، وبأنك ستعود
لاصطحابه.
ونصحت الصحيفة، رابعا، بأنه
من المحبذ ألّا يرافق جميع أفراد العائلة أو البعض منهم مثل الجدين الطفل إلى
الحضانة، وإنما يجب أن يرافقه أحد الأبوين فقط؛ حتى لا تطول فترة الوداع، ما من شأنه
أن يزيد من توتره.
وشددت الصحيفة، خامسا، على
أهمية تجنب البكاء أمام الطفل عند توديعه، فهذا يخلق لديه شعورا بالخوف وانعدام
الثقة. وقد نوهت موراليس بأن "بكاء الأولياء أمام أطفالهم في الحضانة من شأنه
أن يجعل الأبناء يفهمون أنهم سوف يواجهون أوقاتا صعبة في الحضانة".
وذكرت الصحيفة، سادسا، أنه
يجب على الأولياء ألّا يطيلوا لحظات تقبيل أبنائهم والتحدث معهم ساعة أخذهم من
الحضانة، بل ينبغي أن تكون لحظات سريعة. ويمتلك أولياء الأمور جدول أعمال يمكنهم من
خلاله رؤية كل ما قام به الطفل خلال اليوم والتواصل مع إدارة الحضانة في حال وجود
استفسارات أو شكوك ما.
وأشارت الصحيفة، سابعا، إلى
أنه يجب ألّا يتحدث الوالدان طوال اليوم عن تجربة الطفل الجديدة في الحضانة مع
الجيران والأجداد. وأكدت موراليس أنه "من الأفضل أن يتعامل الأولياء بشكل
طبيعي مع مسألة دخول أبنائهم إلى الحضانة، ومن الممكن أن يطرحوا سؤالا على الطفل
بعد مغادرة الحضانة إن كان سعيدا بمعرفة أصدقاء جدد وتعلم المزيد من
الألعاب".
وفي الختام، شددت
موراليس على أهمية تحلي الوالدين بالصبر حول فترة تكيّف الابن مع أجواء الحضانة.
وأضافت موراليس قائلة: "خلال تجربتي المهنية التي دامت عشر سنوات في هذا
المجال، لم أر طفلا يواجه صعوبة في التكيف، فقط هناك اختلاف في المدة التي
يستغرقها الطفل للتكيف، التي تعتمد بالأساس على مدى تعلّق الأطفال بآبائهم".