- إيران لا تستطيع أن تُلحق الأذى باليمن مثلما تفعل السعودية.. وآن الأوان للتحرر من التحالف الغادر
- السعودية تمارس ضغوطا هائلة على الشرعية وترفض بشدة طرد الإمارات من التحالف
- الشرعية لن تكون قادرة على مواجهة الانقلابيْن ما لم تنتفض أولا ضد الوصاية السعودية وتقطع علاقاتها مع الإمارات
- الجيش الوطني لديه القدرة على الانتصار لكن ما يمنعه هو التحالف وافتقاد قيادة الشرعية لاستقلالية قرارها
- السعودية والإمارات ينتهجان سياسة موحدة تجاه اليمن وهناك تكامل وتبادل أدوار بينهما
- الحكومة الشرعية هي حشد من الجبناء الذين باعوا ضمائرهم مقابل الريال السعودي
- السعودية والإمارات والمليشيات التابعة لهما ربحوا من "انقلاب عدن"
- التحالف السعودي الإماراتي فشل تماما في تحقيق جميع أهدافه "المُعلنة" لكنه نجح في تحقيق أجندته غير المعلنة
- انقلاب عدن قضى على "الشرعية" بشكل نهائي ودعم السعودية للانفصاليين نهاية لدورها
- الحوار لا بدّ أن يكون مع الإمارات لا مع أدواتها ويجب أن يتجه لانسحابها من اليمن
- الانفصاليون الجنوبيون سيحظون بدعم التحالف السعودي رسميا خلال فترة لاحقة
أكدت الناشطة اليمينة الحائزة على جائزة نوبل
للسلام، توكل كرمان، أن "الاجتماع الذي دعت إليه السعودية لمحاولة احتواء
التطورات الأخيرة باليمن يهدف لشرعنة انقلاب عدن لا أكثر، ويسعى لإكمال ما بدأته
الإمارات من دمار ببلادنا".
وطالبت كرمان، في الحلقة الثانية من مقابلتها
الخاصة مع "عربي21"، الحكومة الشرعية برفض "التورط في حوار يشرعن
للتمرد عليها والانقلاب على الدولة اليمنية".
وأضافت:" آن الأوان للتحرر من التحالف
الغادر. لن تكون الشرعية قادرة على مواجهة الانقلابيْن (الحوثي في صنعاء،
والانتقالي في عدن) إذا لم تنتفض أولا ضد الوصاية السعودية، وتقطع علاقاتها مع
الإمارات وتطردها من اليمن".
وأشارت كرمان إلى أنه "سيتم استخدام
الشرعية وإعادة ترتيبها بما يخدم الشرعنة لتمزيق اليمن وتقسيمه"، مؤكدة أن
"الذين لا يزالون يعتقدون أن السعودية ستدعم الشرعية يخدعون أنفسهم، ويخشون
من قول الحقيقة".
ونفت تماما صحة التقارير التي تشير إلى اصطدام
حسابات الإمارات والسعودية في حرب اليمن، قائلة:" لست مع الذين يقولون إن
هناك خلافا إماراتيا سعوديا، فهما يؤكدان أن سياستهما واحدة في اليمن، ويتبادلان
الأدوار، ويعملان معا من أجل تدمير اليمن وتقويض كيانه الوطني".
وفي ما يأتي نص الحلقة الثانية من المقابلة:
كيف ترون التطورات الأخيرة التي حدثت باليمن؟
التحالف الذي يقول للعالم إن حربه في اليمن
هدفها دعم الشرعية ومساندتها لاستعادة الدولة تأكد لليمنيين والعالم أنه العدو
الأول للشرعية. دعموا مليشيات في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية متمردة على
الشرعية وعلى الدولة اليمنية وحاصروا الحكومة وأعاقوها عن القيام بمهامها ومنعوا
الرئيس الشرعي من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن.
حدث هذا خلال الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.
وما حدث مؤخرا أن هذه المليشيات المدعومة إماراتيا، هاجمت القصر الرئاسي في عدن
واستولت على مؤسسات الدولة بالقوة، وأعلنت الحرب وبمساعدة الإمارات وصمت السعودية
ومباركتها، استولوا على عدن، وذهبوا يحاولون فرض سيطرتهم على المحافظات الجنوبية.
وكما تعرفون فقد انكسرت شوكتهم أمام الجيش
الوطني مسنودا بأبناء محافظة شبوة، وخلال يوم واحد كان الجيش على أبواب عدن، لكن
طيران الإمارات التابع للتحالف تدخل بشن غارات غادرة ووحشية استهدفت تجمعات الجنود.
قتلت الإمارات 300 من جنود الجيش اليمني،
وارتكبت مليشياتها جرائم قتل الأسرى والجرحى، وذبحوا الجرحى داخل المستشفيات.
وقد أظهرت هذه الأحداث أن الجيش الوطني لديه
القدرة على الانتصار وبسط كامل سيطرته على كافة المحافظات التي تم تحريرها من
مليشيات الحوثيين وتسليمها لمليشيات تدين بالولاء للإمارات ويتم إدارتها
وتمويلها وتسليحها من قبلها، وأن ما يمنعه من ذلك منذ بدابة الحرب هو التحالف
وافتقاد قيادة الشرعية لاستقلالية قرارها السياسي وخضوعها للوصاية السعودية.
هناك من يرى أن السعودية مسؤولة مسؤولية مباشرة
عما يحدث في اليمن باعتبارها قائدة التحالف العربي، فضلا عن أن غرفة عمليات
التحالف مقرها في الرياض.. ما تعقيبكم؟
هذا هو الحال، ومن يقول بغير ذلك يغالط نفسه
ولا يخدع أحدا سوى نفسه. لا نستطيع أن نفترض مواقف أو تباينات بناء على توقعات. ما
نراه هو موافقة السعودية عما قامت به الإمارات، بل وأكثر من ذلك هي من يمارس
الوصاية الشرعية ويمنع أي ردود فعل ضد الإمارات.
لماذا لم تعلن السعودية أي موقف واضح من
الضربات الإماراتية ومن التحركات الإماراتية الأخيرة بشكل عام؟
هذا السؤال يوجه للسعودية وليس لي. اليمن كلها
تسأل هذا السؤال وترى الغدر السعودي بالشرعية وباليمن، وكيف أنها تدخلت لتدمر
اليمن وتقسمه متعللة بأنها تدعم الشرعية وتنقذ اليمن من المد الفارسي. إيران لا
تستطيع أن تُلحق الأذى باليمن مثلما تفعل المملكة العربية السعودية.
في تقديري كان هناك ضوء أخضر سعودي للإمارات
لقصف الجيش اليمني، كانت السعودية تعلم مسبقا بالقصف ومنحته الرضا والمباركة؛ إذ
ليس بإمكان أي طيران عسكري أو مدني أن يحلق فوق أجواء اليمن دون علم وإذن غرفة
العمليات المشتركة التي تديرها السعودية من الرياض.
هل الإمارات تحولت إلى عدو استراتيجي للشرعية
اليمنية؟ وما هي الأسباب التي أدت للوصول لهذه الحالة العدائية؟
التحالف بقيادة السعودية تحول إلى عدو
استراتيجي للجمهورية اليمنية، والإمارات جزء أساسي من هذا التحالف، هكذا يبدو
الأمر بعد خمس سنوات من الحرب في اليمن.
تحررت المحافظات الجنوبية ومدينة تعز ومأرب قبل
نهاية العام 2015، وهي تناهز أكثر من ثلاثة أرباع مساحة البلاد، ومع ذلك ظل الرئيس
في الرياض ممنوعا من العودة، وظلت تلك المناطق في أغلبها مغلقة على المليشيات التي
أنشأتها الإمارات، لأن التحالف يشن حربا أخرى غير معلنة على الشرعية. لا أقول
الإمارات وحدها، بل السعودية بجانبها فهي قائدة التحالف.
والإمارات لها أطماع جنونية، تريد احتلال جزيرة
سقطرى اليمنية وتجنيس سكانها، وسال لعابها على السواحل اليمنية، وتريد أن تسيطر
على ميناء عدن، ولها أهداف عديدة بما يقترب من تصنيفها كدولة محتلة للجنوب، ومن
أجل ذلك تعمل على تجزئة اليمن وتستخدم المليشيات التي أنشأتها ومولتها وسلحتها في
السنوات الخمس الماضية.
والسعودية تشاركها تلك الأطماع الجنونية؛ حيث
تحلم هي الأخرى بالسيطرة على محافظة المهرة الحدودية مع عمان وحضرموت وشبوة.
هل تتوقعون إبعاد الإمارات عن التحالف العربي
قريبا أو قطع العلاقات معها؟ ولماذا تأخرت إجراءات كهذه؟
كان المفترض أن تطرد مع إطلاق أول رصاصة في
الحرب التي شهدتها عدن بداية آب/ أغسطس، ومع مجاهرتها بالعداء للشرعية، وخوض الحرب
ضدها في عدن، وأن يتم قطع العلاقة معها، لكن السعودية تمارس ضغوطا هائلة على
الشرعية، وأعاقت اتخاذ أي إجراءات أو صدور موقف من الشرعية ضد الإمارات، وتعمل من
أجل جمع الشرعية والمجلس الانتقالي في حوار والاتفاق سياسيا مع بقاء الحال كما هو
في عدن تحت سيطرة الانتقالي.
وماذا لو أصرت السعودية على استمرار الإمارات
في التحالف العربي وفي تدخلها بالشأن اليمني؟
هي فعلا كذلك مُصرّة على بقائها، لأنها شريكتها
في هذه التوجهات مع اختلاف الأسلوب.
لكن كانت هناك تقارير وتحليلات تشير إلى اصطدام
حسابات الإمارات والسعودية في حرب اليمن.. إلى أي مدى ترون هذه التقارير دقيقة أم إن هناك تناغما وتبادلا في الأدوار بين الرياض وأبو ظبي؟
لست مع الذين يقولون إن هناك خلافا إماراتيا
سعوديا في اليمن، وإن هناك اختلافا في أجندتهما، الدولتان تتبادلان الأدوار،
وتعملان معا من أجل تدمير الجمهورية اليمنية وتقويض كيانها الوطني.
ولست مقتنعة بمضمون بعض التقارير والتحليلات
وبعضها تم نشرها في صحف غربية تشير إلى أن هناك تعارضا بين السياسية السعودية
والسياسة الإماراتية في اليمن، فالسعودية والإمارات تؤكدان أن سياستهما واحدة في
اليمن، وينتهجان سياسات موحدة.
باعتقادي أن هناك تكامل أدوار بين البلدين،
الإمارات تقوم بتسليح المليشيات، والسعودية تقوم بمنع تسليح الحكومة الشرعية
والضغط عليها لقبول انقلاب مليشيات الإمارات وعدم مواجهة تمردها من جهة أخرى.
وعموما، فقد بات من المهم أن يلتفت اليمنيون إلى
بلدهم ومستقبلهم بعيدا عن السعودية والإمارات سواء كانتا على وفاق أم عداء.
محمد بن زايد أكد سابقا أن الرياض وأبو ظبي
تقفان في خندق واحد، وأن العلاقات بينهما ما زالت قوية.. فإلى أي مدى تتطابق
أهدافهما في اليمن؟ وهل حلفاء الإمارات في اليمن ليسوا هم حلفاء السعودية كما يقول
البعض؟
لست مهتمة بحقيقة العلاقات السعودية
الإماراتية، لكن ما أنا متأكدة منه، هو أن السياسة السعودية الإماراتية هي سياسة
واحدة تجاه اليمن، الخلاف ربما هو على حجم مصالح كل طرف منهما في اليمن، لكنهما
متفقان على ضرورة إضعاف اليمن وتقسيمه.
كيف تقيمون الدور الذي لعبه التحالف السعودي الإماراتي
في اليمن منذ تدخله وحتى الآن؟ وهل هذا التحالف قد تضعضع وانهار إلى حد كبير بعد
انقلاب عدن؟
بكل صراحة، لم يكن الدور الذي لعبه التحالف
السعودي الإماراتي في مصلحة الشعب اليمني، وقد فشل تماما في تحقيق جميع أهدافه
"المُعلنة". لقد أعلن التحالف أن تدخله هو لتحقيق أهداف عدة منها: إسقاط
الانقلاب، واستعادة الشرعية اليمنية، ومنع التهديدات الأمنية على الحدود السعودية
اليمنية، والحد من النفوذ الإيراني.
ما حدث بعد أكثر من أربع سنوات من القتال، أنه
لم يتم إسقاط الانقلاب، بل بات الانقلاب أكثر قوة من ذي قبل، وليس هذا وحسب، بل تم
إنتاج انقلاب جديد في عدن أضعف الشرعية، بل يمكن القول إنه قضى عليها بشكل نهائي.
أما الهدف الثاني، فهو أنه على خلاف تصريحات السعودية
في أول أيام الحرب بأنها أوقفت أي تهديد عسكري تجاه أراضيها من اليمن، فقد باتت
الأراضي والمنشآت السعودية هدفا مستمرا لقصف الحوثيين، وهو الأمر الذي يشير إلى
فشل ذريع ويُعد هزيمة عسكرية واضحة.
أما الهدف الثالث فهو أن إيران أصبحت أكثر
نفوذا وأكثر قوة، لدرجة أن الإمارات نفسها بدأت مباحثات وتعاونا مع الإيرانيين.
وما حدث من دعم للانقلاب في عدن هو سقوط أخلاقي فقط أمام العالم، أما السقوط
السياسي والعسكري فقد حدث من قبل.
حدث كل ذلك لأن للتحالف أجندة وأهدافا غير معلنة
سعى لتحقيقها عبر تقويض الكيان اليمني وتفتيته إلى دويلات تتقاسم الإمارات
والسعودية الهيمنة والسيطرة عليها بعد ذلك. ويبدو أنه نجح في تحقيق أجندته
غير المعلنة.
هل الحكومة الشرعية باليمن قد تبحث مستقبلا عن
حلفاء جدد لها بعيدا عن السعودية والإمارات؟
هذا ما يجب أن تفعله أي حكومة تحترم نفسها،
وتحترم شعبها، لكن هذه الحكومة هي حشد من الجبناء الذين باعوا ضمائرهم مقابل
الريال السعودي.
نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني، أحمد
الميسري، أكد أن الحكومة اليمنية لن تتحاور مع المجلس الانتقالي الجنوبي ولن تجلس
معه على طاولة حوار واحدة.. فهل هذا يشير إلى رفض الحكومة اليمنية دعوة من
السعودية للمشاركة في حوار "مدينة جدة"؟
الميسري من قيادات الشرعية القليلة التي قالت
كلمة الحق وواجهت المليشيات ورفعت صوتها. البقية يسمعون توجيهات السعودية ويسكتون.
لكن الحال اختلف اليوم لدينا غضب شعبي واسع من غدر التحالف، وهذا يشكل دعما
للشرعية لتتمسك بموقف رافض للحوار مع مليشيا انقلابية سيطرت على العاصمة المؤقتة
وطردت الحكومة الشرعية منها.
وحوار جدة هو توجه سعودي يسعى لإكمال ما بدأته
الإمارات، ومحاولة لتشريع انقلاب عدن لا أكثر، ولذا سيتم توظيف الحوار مع الشرعية
وتوجيهه بما يخدم الشرعنة لتمزيق اليمن وتقسيمه. وعلى الشرعية أن ترفض التورط في
أي حوار قبل انسحاب المليشيات الانقلابية المدعومة من الإمارات من عدن وتسليم
كافة الأسلحة التي بحوزتها للجيش الوطني.
والذين لا يزالون يعتقدون أن السعودية ستدعم
الشرعية يخدعون أنفسهم، ويخشون من قول الحقيقة. آن الأوان للتحرر من التحالف
الغادر؛ فلن تكون الشرعية قادرة على مواجهة الانقلابين (الحوثي في صنعاء، والانتقالي
في عدن) إذا لم تنتفض أولا ضد الوصاية السعودية، وتقطع علاقاتها مع الإمارات
وتطردها من اليمن.
أحمد الميسري قال أيضا إنه "إذا كان هناك
حوار فسيكون مع الإمارات، باعتبارها صاحبة الأدوات العسكرية وباعتبارها الطرف
الأساسي في النزاع".. كيف ترون هذا الموقف؟
نعم الحوار يجب أن يكون مع الإمارات لا مع
أدواتها، ويجب أن يتجه الحوار لانسحابها من اليمن، والتوقف عن دعم أي مليشيات في
اليمن بالمال أو السلاح.
يجب اتخاذ موقف سياسي وطني حازم تجاهها لا يفرط
ولا يساوم بالسيادة اليمنية وبالوحدة وشرعية الدولة. ولا يستثني في حال رفضها
وامتناعها خيار طردها ومواجهة مليشياتها وعدم خذلان الجيش الوطني الذي أثبت أنه
قادر على بسط سيطرته في ساعات.
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس
الزبيدي، سافر إلى مدينة جدة السعودية مرتين خلال أقل من أسبوعين.. كيف ترون
هذه الزيارات؟ وما هي أبعادها ونتائجها؟
من مصلحته الحوار الذي لا يشترط الانسحاب
المسبق من كافة مؤسسات الدولة في عدن وتسليم كافة الأسلحة للجيش الوطني، لأن مثل
هذا الحوار سيكون بمثابة إقرار للانقلاب وشرعنة له.
هل قد يحصل الانفصاليون الجنوبيون على دولة
مستقلة خاصة بهم بالفعل؟ هل قد يحظون بدعم التحالف السعودي بشكل واضح ورسمي بدلا
من دعم حكومة عبد ربه منصور هادي؟
المجلس الانتقالي ليس كيانا سياسيا، هو مجرد
مليشيات شكلتها الإمارات وسلّحتها وتُقدم لها المال والسلاح وتُملي عليها ما تقول
وما تتخذ من مواقف، نحن إذن أمام محاولة لفصل أجزاء من البلاد بإرادة خارجية
بدبابات المحتل وبأمواله وأسلحته وضغطه، مثل هذه المحاولة البائسة لا علاقة لها
بالاستقلال هي تبعية وارتهان لعدو خارجي، لذا فسيرفضها شعبنا ويسقطها.
وحدة اليمن وسلامة أراضيه محمية بإرادة شعبية
وبشرعية دولية عبر أكثر من عشرة قرارات دولية نصت على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن
وسلامة أراضيه، وعلى مخرجات حوار وطني شامل أجمع اليمنيون من خلالها على النظام
الفدرالي الديمقراطي للجمهورية اليمنية.
مييشيات المجلس الانتقالي مجموعة تضم مناطقيين
من ثلاث محافظات لا تمثل الجنوب كله وجماعات سلفية يقودها هاني بن بريك. وقد بعثوا
الانقسامات والأحقاد المتراكمة بجرائمهم والتصفيات والمجازر التي يقدمون عليها
بالهوية.
إنهم بجرائمهم وعمالتهم للإمارات يفتحون باب
الاقتتال والانقسامات والحروب المستدامة داخل الجنوب واليمن على حد سواء.
لم يكن الانفصال فاشلا، كما يبدو اليوم، أمام
الجنوبيين أنفسهم الذين لا تؤيده أغلبيتهم. الجنوبيون والشماليون واليمنيون بكافة
اتجاهاتهم وتوجهاتهم يتطلعون إلى الدولة ومصلحتهم في الدولة الوطنية الاتحادية
الموحدة والمستقلة.
أما بالنسبة للسعودية فهي لا تجرؤ على دعمهم
مباشرة وبشكل علني. لقد اختارت الوصاية على الشرعية والعمل لتحقيق أهدافها، والتي
هي أهداف السعودية والإمارات، من خلال استخدام الشرعية وفرض الوصاية الكاملة
عليها. شرعيتنا مُختطفة في الرياض.
هل انفصال الجنوب وإسقاط الشرعية يعني عمليا
انتهاء دور التحالف السعودي؟
بالتأكيد. قالت السعودية إنها تخوض هذه الحرب
لإسقاط الانقلاب ودعم الشرعية، وبالتالي فإنه يمثل دعمها للانقلاب في عدن وإسقاط
الشرعية إنهاءً لدورها.
لكن دعني أقل لك إن شعبنا سيسقط أي محاولة
لتفتيته وتقسيمه، وإن الإصرار على تقسيمه سيجلب عواقب وخيمة على دولتي التحالف.
سيصطف اليمنيون مضطرين للدفاع عن كيانهم الوطني، وستجد الدولتان نفسيهما في مواجهة
لا قبل لهما بها. هما الآن تترنحان أمام جماعة صغيرة من اليمنيين فكيف حين يصطف في
مواجهتهما اليمنيون بمختلف تكويناتهم وانتماءاتهم، وهو ما لا أتمناه، ولا أريده،
لكنني أتوقعه وأنبه وأحذر الدولتين ناصحة من مآلات إصرارهما على تفتيت اليمن
وتقسيمه.
هل تتوقعون أن يُقدم المجلس الانتقالي الجنوبي
على إعلان خطوة أحادية في اتجاه الانفصال وفك الارتباك بشمال اليمن؟
لا أعتقد. هذه الخطوات الأحادية هي خطوات غير
قانونية، ولن يعترف بها العالم. ولن يقبلها اليمنيون الذين سينظرون أن من فعل ذلك
هما السعودية والإمارات، وردة فعلهم ستتجه نحو هاتين الدولتين وليس أدواتهما.
هل الحوثيون هم الطرف الوحيد الرابح من انقلاب
عدن أم إن هناك أطرافا أخرى رابحة؟
صحيح أن الحوثيين ربحوا من هذا الانقلاب، فقد
أعلنوا أن انقلاب عدن يؤكد أنهم كانوا على صواب عندما قادوا انقلابهم. لكن ليسوا
الطرف الوحيد الذي ربح من الانقلاب، باعتقادي أن السعودية والإمارات والمليشيات
التابعة لهما هم أيضا ربحوا من هذا الانقلاب، لكنه ربح زائف؛ إذ سرعان ما سينقلب
إلى خسران مُبين على الدولتين.
هل يحظى الانفصاليون بدعم التحالف السعودي بشكل
واضح ورسمي بدلا من دعم حكومة عبد ربه منصور هادي؟
هم الآن يحظون بمباركة ومساندة سعودية غير
معلنة، المعلن سيكون ذلك في فترة لاحقة.
لقراءة الجزء الأول من المقابلة من هنا