صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: تهديد حزب الله قائم و"معركة واسعة" تقترب

حزب الله استهدف السبت مركبة إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة عام 48- جيتي

أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن حزب الله اللبناني سيحاول بطرق مختلفة، الوصول لأكبر كمية من الصواريخ الدقيقة، مما يتطلب "مخاطرة" إسرائيلية بالعمل مجددا، وهو ما ينذر بقرب "معركة واسعة".

واعتبر الخبير يوآف ليمور في مقال نشر اليوم بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "نجاح الجيش الإسرائيلي في إحباط عملية الانتقام التي قام بها حزب الله، نتيجة لعدة عناصر؛ معلومات استخبارية ممتازة، تاريخ الجبهة، الاستعداد السليم ومناورة استخدام المروحية للتضليل".

وأوضح أنه "من منذ خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الحماسي المليء بالالتزامات الأحد الماضي، وحتى الرد الذي جاء أمس، أعدت قيادة المنطقة الشمالية وفرقة الجليل، جيدا منطقة الحدود".

وذكر ليمور، أن "مركبة محصنة وصلت للموقع العسكري (قتالية من طراز دافيد تستخدم أيضا كسيارة اسعاف عسكرية)، وبها جنود من لواء الكوماندوز الذي نقل الأسبوع الماضي للجبهة الشمالية، كجزء من الاستعداد العملياتي الخاص، ونزل الجنود من المركبة قبل وقت قصير من إطلاق الصواريخ".

ولفت إلى أن "عملية التضليل تضمنت تعتيم إعلامي على مسألة المصابين، بما في ذلك إخلاء "جريحين" لمستشفى رمبام، وهاجم الجيش الإسرائيلي سلسلة أهداف في لبنان؛ وفي جميعها كان هناك حرص زائد ألا تقع إصابات، كي لا يتشوش التحقيق".

 

اقرأ أيضا: هل حقق حزب الله أهدافه من عمليته الأخيرة ضد الاحتلال؟

وأضاف: "وسائل الإعلام اللبنانية، وخاصة تلك المتماثلة مع حزب الله، سارعت إلى الاحتفال بالإنجاز والتبليغ عن مصابين في الطرف الإسرائيلي، أما المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، فقد أعلن أنه لم تقع إصابات".

وزعم الخبير، أن "النجاح العسكري الإسرائيلي أمس، سمح بإنهاء الحديث الموضعي بلا إصابات، ولكن ليس من الواضح بعد، إذا كانت القضية قد انتهت كلها بذلك"، مضيفا: "هذا منوط بالقسم الذي سيرويه حزب الله لنفسه، وبمصداقية نصرالله في نظر نفسه ومحيطه الشخصي والسياسي".

وقدر أنه في حال "صدقوا في لبنان بأن الانتقام نجح، وأن إسرائيل تكذب وتخفي مصابيها، سيكون ممكنا تخفيض مستوى التأهب وإغلاق القضية الحالية؛ ولكن إذا ما شعروا في لبنان بأنهم أهينوا مرة أخرى؛ في المرة الأولى في الهجمات التي وقعت في سوريا لبنان، وفي الثانية أمس، فسيبحث حزب الله عن عملية أخرى، دون الإعلان عنها، على أمل تحقيق الانتقام".

ونبه إلى أن هذا الوضع "يلزم إسرائيل بالتحفز الاستخباري والعملياتي في اليوم القريب القادم على الأقل، وربما أكثر من ذلك، وبالأساس في استخلاص الدروس للجولة التالية".

ورأى ليمور، أن "حزب الله الذي كان وقع في هذا الفخ، لن يقع فيه مرة أخرى بمثل هذه السهولة، فهو سيتعلم ويحسن ويبحث كي يغلق الثغرات ليضمن النجاح في جباية ثمن في المستقبل، بل وربما في المستقبل القريب"، معتبرا أن "السلوك التكتيكي الناجح للجيش الإسرائيلي منع تصعيدا واسعا في الشمال".

 

اقرأ أيضا: توقعات إسرائيلية بشن حزب الله هجوما آخر "بعد فشل الأخير"

وأشار إلى أن "الجيش في الشمال استعد في الأيام الأخيرة لإمكانية أن تلزم عملية كبيرة ناجحة لحزب الله إسرائيل كرد قاس، يؤدي لرد مضاد وتبادل الضربات مما يتسبب بتدهور الوضع إلى حرب"، لافتا أن "هذا السيناريو لم يتحقق، ولكن التهديدات لم تزل بعد".

وقال: "صحيح أن حزب الله علل رده بمقتل اثنين من عناصره أثناء إحباط عملية الحوامات في الجولان السوري الأسبوع الماضي، ولكنه أراد أن ينتقم في الأساس من إصابة العتاد المخصص لمشروع الصواريخ الدقيقة لديه"، منوها أن "هذا التحدي الاستراتيجي، لم يزل أمس، وحزب الله لا يزال يلعق جراح الهجوم في بيروت".

وإلى "جانب الانتقام الذي وعد به، سيبحث حزب الله عن سبل أخرى ليتزود بكمية كبيرة من الصواريخ الدقيقة"، بحسب الخبير العسكري الذي تابع: "صحيح أن إسرائيل رسمت له خطوطا حمراء واضحة، ولكن ليس مؤكدا أن الهجمة الإعلامية التي رافقت في الأيام الأخيرة هجوم الحوامات، ستكفي كي تردع المنظمة".

وبين ليمور، أن "إسرائيل في المستقبل القريب، مطالبة مرة أخرى بمعضلة العمل، مع علمها أنها بذلك قد تقرب معركة واسعة في المدى الزمني الفوري، ولكنها تقلص جدا أضرارها في المدى البعيد".