نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا أعدته صدف تسودري من إسلام أباد، تكشف فيه عن أن المئات من الأطباء الباكستانيين في السعودية يحضرون أنفسهم للترحيل من المملكة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الأمر يأتي بعد صدور قرار بعدم الاعتراف بالمؤهلات الطبية الباكستانية. لافتا إلى أن الرسالة التي أصدرتها المفوضية السعودية للتخصصات الطبية، ونشرتها صحيفة "دون" الباكستانية في 7 آب/ أغسطس، تفيد بأن السلطات السعودية لم تعد تعترف بالتخصصات الطبية الباكستانية (ماجستير في الجراحة) أو تخصص طبيب عام.
وتورد تسودري نقلا عن الرسالة، قولها: "طلبكم للحصول على مؤهل للمهنة الطبية رفض، والسبب هو أن الماجستير من باكستان غير معترف به، بحسب تنظيمات المفوضية السعودية للتخصصات الطبية".
ويلفت الموقع إلى أنه بحسب الرسالة، فإنه قيل لكل من تلقى الرسالة بأن عليه مغادرة البلاد أو تحضير نفسه للترحيل القريب، وقالت وزارة الصحة السعودية إن المؤهلات الطبية الباكستانية ينقصها التدريب لتولي مهام طبية بارزة، مشيرا إلى أن هذه الأخبار جاءت بمثابة الصدمة للباكستانيين العاملين في المملكة، وبعضهم يمارس الطب منذ عقود.
وينقل التقرير عن زاهد، الذي طلب أن يُشار إليه باسمه الأول فقط، والذي سحبت منه ممارسة المهنة الطبية، قوله: "لقد قام زملائي في المستشفى بالحكم علي، ويعتقدون أنني جئت إلى هنا بشهادة مزيفة.. تتم مساءلة كل شيء قمت به.. أنا في صدمة، حياتي العملية في خطر، وقامت المفوضية السعودية للتخصصات الطبية بتغيير معايير التخصص في ليلة وضحاها، ودون أي إبلاغ، ولا نعرف ماذا سيحدث لاحقا".
وتفيد الكاتبة بأنه يتم عادة منح رخصة العمل الطبي في السعودية بعد أشهر يعمل خلالها الأطباء للحصول عليها، مشيرة إلى قول معظم الأطباء الذين اتصل بهم الموقع إنهم لم يحصلوا على معلومات مفيدة عن تخصصهم من المفوضية، ويعملون دون رخص حتى يتم ترحيلهم.
ويذكر الموقع أن سبب عمل زاهد في السعودية هو تحسين وضعه ووضع عائلته، فقال: "لقد جئت إلى السعودية للحصول على موارد مالية.. أحصل 6 آلاف دولار شهريا، وهو ضعف ما أحصل عليه في باكستان بعشر المرات، لكنني قلق على هذا الوضع".
ويورد التقرير نقلا عن عضو نقابة الأطباء الباكستانية الدكتور تيبو سلطان، قوله إن هناك عددا من الأسباب التي جذبت الباكستانيين للعمل في السعودية، فبالإضافة إلى المنافع المالية، فإن أبناء جنوب آسيا يختارون السعودية نظرا لوجود الحرمين في مكة والمدينة، حيث يحجون ويعتمرون، أما السبب الثاني فهو العنف الطائفي في كراتشي وبلوشستان، فقد قتل الكثير من الشيعة من أصحاب المهن العالية، ما اضطر أكثر من 2000 طبيب للرحيل عن باكستان.
وتنوه تسودري إلى أن بعضهم اتهموا كلية الأطباء والجراحين في باكستان بالمسؤولية عن مأساتهم، وقال طبيب مقيم في جدة إن المفوضية السعودية للتخصصات الطبية حصلت على معلومات من كلية الأطباء والجراحين في باكستان تفيد بأن معظم التخصصات التي يحصل عليها الأطباء هي بحثية وليست سريرية.
ويقول الموقع إن وفدا من الكلية قام بزيارة إلى السعودية في تموز/ يوليو، الذي أخبر المفوضية السعودية للتخصصات الطبية بأنها هي المصدر الوحيد للتدريب ومنح شهادات التخصص الطبية، أما بقية الكليات الطبية فهي تمنح شهادات أكاديمية.
ويستدرك التقرير بأن الدكتور وحيد أحمد، الذي يعمل في السعودية منذ 10 أعوام، رفض هذا الزعم، وقال إن المشكلة هي أن المسؤولين الصحيين السعوديين لا يفهمون طريقة منح التخصصات الطبية أثناء توظيف الأطباء الأجانب.
وتشير الكاتبة إلى أن معظم الأطباء حصلوا على شهاداتهم من الجامعات الباكستانية المعروفة، بما فيها جامعة قائد أعظم في إسلام أباد، وجامعة كينغ إدوارد في لاهور، وجامعة لياقت للطب والعلوم في كراتشي، التي تعترف السعودية بشهاداتها منذ عام 1962.
وينقل الموقع عن وحيد، قوله: "تقوم السعودية بخلق احتكار للأطباء السعوديين سيترك أثره على المرضى والعلاقة بين البلدين"، مشيرا إلى أن أطباء قالوا إنهم دهشوا لغياب الرد من الحكومة الباكستانية، إلا أن أي رد منها سيكون مرتبطا بالوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه الحكومة الباكستانية.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن باكستان حصلت على قروض من السعودية، وهي تعلم أنها تأتي بشروط معها، ولهذا لن تخاطر الحكومة بعلاقاتها مع المملكة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
بروس ريدل: سقوط عدن ضربة جديدة لابن سلمان في اليمن
نيويورك تايمز: السعودية تعلن عن استثمار ضخم بشركة هندية
فورين بوليسي: هل بدأ التحالف السعودي في اليمن بالانهيار؟