حذر زعيم إسرائيلي بارز مما اعتبره "تنامي الشرخ القائم حاليا بين يهود الشتات ودولة إسرائيل، لأن الجانبين يمران بلحظة تاريخية مصيرية لمواجهة هذا التحدي الذي يقف أمام الشعب الاسرائيلي".
وأضاف يتسحاق هرتسوغ رئيس الوكالة اليهودية بمقاله
بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "الوكالة التي يمر على
تأسيسها في هذه الأيام قرابة تسعين عاما تعتبر الوعاء الأكبر للشعب اليهودي، وهي
المنظمة اليهودية الأكبر في العالم التي تستوعب في صفوفها يهودا من كل الأرجاء
والقطاعات، حيث انشغلت في أيامها الأولى بتأسيس الدولة، ولاحقا بتسهيل هجرة يهود
العالم بالملايين وإقامة المؤسسات الرسمية".
وأشار إلى أنه "منذ إقامة الوكالة تصدت بكل دورة من
الزمن لتحديات جديدة: داخلية وخارجية، في هذه المرحلة تواجه الوكالة التحدي الأكبر
الذي يقف أمامها وهو الحيلولة دون اتساع الشرخ القائم بين اليهود المقيمين في
مختلف دول العالم ممن يسمون يهود الشتات وبين دولة إسرائيل، لأن هذا شرخ كفيل بأن
يمزق الشعب اليهودي خلال دورة أجيال قادمة، وبات هذا التهديد على سلامة الشعب
اليهودي أخطر من أي وقت مضى".
وأوضح هرتسوغ، الزعيم السابق لحزب العمل، أنني
"أقول هذا الكلام وأنا رئيس الوكالة اليهودية، وابن أحد رؤساء الدولة
السابقين، وحفيد الحاخام الأول للدولة، لذلك فإني أعي ما أقول، حيث يواجه الشعب
اليهودي في الشتات تحديا أمنيا جديا من خلال انتشار ظاهرة معاداة السامية بصورة
أكثر من كل وقت مضى، وكأنها انفلتت من عقالها، وقد شهدنا بعض تجلياتها في مدينتي
بطرسبورغ وسان دييغو بالولايات المتحدة".
وأكد أن "هذه الظواهر تجعلنا نعيش فترة هي الأصعب
في العصر الحديث، فاليهود يتجولون في شوارع المدن الأوروبية الرئيسية مع فقدانهم
للأمن على أنفسهم وأرواحهم، لأن معاداة السامية تطل برأسها دون خوف أو جزع، لذلك
سيكون من الخطأ الكبير الاقتصار في التفكير الإسرائيلي على أن التحديات الأمنية في
الشرق الأوسط هي التحدي الوحيد والاستثنائي الذي يواجه دولة إسرائيل، والشعب
اليهودي المقدر بـ14.5 مليون نسمة".
ودعا هرتسوغ "الحكومة الإسرائيلية أن تضع فور
انتهاء الانتخابات القادمة على رأس أجندة أعمالها الطارئة القيام بعملية ترميم
للعلاقات بين يهود الشتات ودولة إسرائيل، باعتبارهم الجبهة الاستراتيجية للدولة
حول العالم طوال أجيال زمنية متعاقبة".
وكشف النقاب أن "ملايين اليهود حول العالم، خاصة
الملايين الستة المتواجدين في الولايات المتحدة وشمال أمريكا يشعر بعضهم أن
إسرائيل تتنكر لهم، كما أن يهود الشتات من الجيل الصاعد يقف على رأس شركات الهايتك
العالمية، لكنهم لا يعيشون في البيئة اليهودية الدينية والاجتماعية، ولا يتعلمون
في مدارس دينية، وما يعرفونه عن إسرائيل فقط هو ما يشاهدونه عبر شاشات التلفزة
وشبكات التواصل الاجتماعي وأماكن العمل".
وختم بالقول أن "المهمة الأساسية التي تشغل الوكالة
اليهودية في هذه المرحلة الراهنة والمقبلة هي تقوية وضعية إسرائيل في العالم
اليهودي عموما، والجيل الشاب خصوصا، لاسيما في ضوء النظرة السلبية إليهم من بعض
الأوساط الإسرائيلية هنا في الدولة، بجانب الجدل الدائر حول يهوديتهم، مما يجعل
أولئك الشبان يطرحون أسئلة خطيرة من بينها: مالي ومال إسرائيل؟".