بعد الطريقة التي تمت فيها المصادقة من قبل "الكابينت" الإسرائيلي على منح الفلسطينيين إذن بناء محدود في المناطق "ج"، رجحت صحيفة إسرائيلية، وجود دفع أمريكي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق "ج"؛ التي تشكل 61 بالمئة من الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال
للكاتبة الإسرائيلية كارولينا ليندسمان، أنه "في ذروة الحملة الانتخابية
للكنيست، وجد الكابينت السياسي الأمني الوقت والرغبة للمصادقة على خطط بناء لـ 715
وحدة سكنية في قرى فلسطينية في مناطق ج ".
وذكرت أن "رغبة جامحة هاجمت رئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو مساء يوم الثلاثاء الماضي، للمصادقة على بناء وحدات سكنية
للفلسطينيين، فهو لم يكن بإمكانه ضبط نفسه حتى يجتمع الكابينت؛ وطلب الاتصال
هاتفيا مع الأعضاء، وتمت المصادقة بالإجماع عبر الهاتف".
وتابعت: "ما هذه الصدفة، أنه في اليوم التالي
وصل مستشار وصهر الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط جارد كوشنر، حيث توقع البعض أن
يطرح خطة القرن".
ونوهت ليندسمان، إلى أنه "تبين أنه لم تكن فقط
هناك رغبة جامحة لدى نتنياهو، بل أيضا بصورة مدهشة كل وزراء الكابينت صوتوا مع
الخطة بمن فيهم وزراء اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش ورافي بيرتس، ممثلا المستوطنين، ومؤيدو ضم آخرين من بينهم الوزير زئيف ألكين".
وأكدت أن "نتنياهو صمم على أن يكون كل أعضاء
الكابينت موقعين على المصادقة، وذلك كي لا يخطر ببال أحدهم التلويح خلال حملته
الانتخابية، بأن نتنياهو اليساري يحب العرب ويصادق لهم على البناء في مناطق
"ج"، متسائلة: "ماذا كان سيحدث لو أن كابينت حكومة يسار هو الذي
قام بذلك، رغم أن الحكومة القائمة ما زالت انتقالية؟".
وفي تفسيره للخطوة التي أقدم عليها نتنياهو من قبل
سموتريتش، بينت الصحيفة أنه "قدم تفسيرا آخر، وكان من المهم بالنسبة له ألا
تفهم هذه الخطوة كخضوع لضغط أمريكي أو كجزرة للفلسطينيين".
وذكر سموتريتش، أنه "للمرة الأولى، إسرائيل
تقرر أنه في المناطق "ج" سيتم السماح بالبناء فقط للعرب الذين هم سكان
المنطقة الأصليين منذ العام 1994 (اتفاق أوسلو)، وليس للعرب الذين جاؤوا بعد ذلك
من مناطق "أ" و "ب"، بحسب قوله.
وبحسب سموتريتش، "هكذا تقرر إسرائيل بأن
الفلسطينيين يمكنهم التطور فقط في الأماكن التي لا تمس بالمستوطنات والأمن، ولا
تدعم التواصل ولا تخلق دولة فلسطينية في الواقع".
وأكدت الصحيفة، أنه "للمرة الأولى، تطبق إسرائيل سيادتها ومسؤوليتها على كل المنطقة، وتتحمل المسؤولية عما يجري فيها؛ بمعنى
أن الأمر يتعلق بخطوة مهمة في الطريق لضم مناطق ج".
واستنادا إلى ما صرح به سموتريتش، فإنه
"يتبين من أقواله أن الولايات المتحدة تدفع نحو فرض السيادة الإسرائيلية على
مناطق "ج"، ولكن وفق ما هو معروف حتى الآن، فإن نتنياهو، راعي الوضع
القائم، لا يؤيد الضم"، بحسب زعمها.
وقالت "هآرتس": "في حال كان هذا هو
الوضع، فإن فوزا حاسما لنتنياهو في الانتخابات في أيلول/سبتمبر المقبل يمكن أن يضعه
في وضع غير بسيط، كما أن عدم اتخاذ قرار، هو المكون الضروري في استراتيجية الحفاظ
على الوضع الراهن له، فأنا أريد لكنني لا أستطيع، وهذه هي ذريعة القرن له".
ورأت "هآرتس"، أن "الأمر الأخير
الذي يريده نتنياهو، هو ائتلاف مستقر يمكنه من الاستجابة لـ"صفقة القرن"
المعروضة عليه من قبل إدارة ترامب الصديقة جدا، بحيث يتم منع رفضها حتى عندما
تطوقه من اليمين".
وبحسب اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1994، فإن المناطق "ج" هي تلك الأراضي
التي تقع تحت السيطرة الكاملة للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.