قال خبير عسكري إسرائيلي إن "المباحثات المتواصلة بين حماس وإسرائيل حول التفاهمات الإنسانية في قطاع غزة غابت عنها قضية أساسية وهي الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في القطاع، لاسيما أن إسرائيل تحيي الذكرى السنوية الخامسة لأسر حماس لاثنين من الضباط هدار غولدن وشاؤول أرون خلال حرب عزة الأخيرة الجرف الصامد في 2014".
وأضاف
ألون بن دافيد في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "بهذه المناسبة، سارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لعقد لقاء مع
عائلات الأسرى الإسرائيليين دون أن يمتلك بشرى يقدمها لهم، بعد ثلاث سنوات كاملة
من عدم التواصل معهم، حتى إنه يبدو أن موضوع الأسرى الإسرائيليين في غزة آخر قضية
تثير اهتمام نتنياهو".
وأكد
بن دافيد المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية العاشرة، أن "إسرائيل أبدت طوال
السنوات الماضية جهودا حثيثة لاستعادة أسراها، وطي صفحة ملفات الأسرى والمفقودين،
لكن الغريب أن إسرائيل في هذه الحالة مع حماس، ورغم امتلاكها للعديد من أدوات الضغط
عليها، فإن سلوكها يظهر عليه النعاس والذبول، مكتفية بأن تنضج الأيام القادمة من
تلقاء نفسها الظروف الملائمة لاستعادة جنودها المفقودين".
وأوضح
بن دافيد، وثيق الصلة بكبار قادة الجيش والاستخبارات في إسرائيل، أن "حماس
وضعت شروطا مبالغا فيها لإبرام صفقة التبادل، لكن التجارب الماضية تؤكد أن العناد
الذي تبديه إسرائيل، بما في ذلك ممارسة الضغط على حماس، قد يؤدي في النهاية لنتائج
أسرع، ولذلك تبدو عائلات الأسرى الإسرائيليين محقة فيما ذهبت إليه من مزاعم أن إسرائيل
تمنح غزة تسهيلات دون مقابل حل قضية الأسرى".
وأشار
أن "الغريب أن إسرائيل لم تشرع ولا في أي مسار من المفاوضات الأولية لإنهاء هذه
المسألة الحساسة، ورغم امتلاك إسرائيل لوسائل الضغط على حماس لكنها تبدو خائفة من
اللجوء لتشديد القيود على أسراها في السجون، حيث يحظون بظروف اعتقال مريحة جدا،
ربما لاعتقادها أن المساس بهذه الظروف كفيل بإشعال الشارع الفلسطيني، والاشتباكات
الميدانية مع الجيش بسبب الإضراب عن الطعام الذي قد يعلنه الأسرى".
وزعم
بن دافيد، الذي قام بتغطية الانتفاضتين الفلسطينيتين، وحروب إسرائيل في غزة
ولبنان، أن "هذه العقوبات على أسرى حماس تبدو مشروعة ومطلوبة للضغط عليها من
أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين، وبإمكان رئيس الحكومة ووزرائه القيام بهذه المهمة
بدل الانشغال طيلة الوقت في التغريد على تويتر".
وذكر
أن "التجارب التاريخية في صفقات التبادل الإسرائيلية تشير أنه في حال تم بذل
جهود حثيثة ومركزة، فإنه يمكن الوصول لنهاية موضوع التبادل بالسرعة الممكنة، من خلال
العثور على وسطاء جديين أكثر لإبرام الصفقة".
وأجرى
الكاتب مقارنة مع ما وصفها "بأوراق المساومة التي استخدمتها إسرائيل ضد حزب
الله بعد حرب لبنان الثانية 2006، حيث كانت أقل بكثير مما تملكه إسرائيل اليوم ضد
حماس، ومع ذلك فمن خلال جهود مكثفة ومتواصلة وماراثونية استطاع المنسق الخاص
بالأسرى الإسرائيليين عوفر ديكل أن ينهي خلال عامين ملف القتلى الإسرائيليين الذين
احتفظ الحزب بجثثهم".
وختم
بالقول إنه "اليوم بعد خمس سنوات على أسر الجنود الإسرائيليين لدى حماس تبدو إسرائيل مطالبة ببذل المزيد من الجهود لإيصال هذه القضية لنهاياتها المتوقعة، هذا
واجب الدولة تجاه العائلات التي أرسل الجيش أبناءها إلى غزة لخوض حرب الجرف
الصامد، وهو الواجب تجاه الجنود أنفسهم الذين قد يرسلون هناك مجددا إلى غزة".