قال خبير عسكري إسرائيلي إن "استخلاص الدروس والعبر من فشل العملية الأمنية الخاصة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" في خانيونس جنوب قطاع غزة ما زال مستمرا، في ظل أن وحدة العمليات الخاصة تعدّ رأس الحربة لحماية الأمن الإسرائيلي، حيث يتم اختيار أفرادها بعناية فائقة، وتفكير طويل، وتأسيس بعيد المدى، بالنظر لخطورة المهام التي ينفذونها".
وأضاف
أمير بوخبوط، في تقريره بموقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21"، أن "أفراد هذه القوة الإسرائيلية الخاصة يعملون في أرض العدو من خلال انتحال
شخصيات تنكرية لتنفيذ مهام وعمليات معقدة ودقيقة جدا، ورغم كل ذلك فقد جاء فشلها
في منطقة خانيونس من خلال مقتل قائدها، ما جعل حدة الانتقادات تتجه نحو المستويات
القيادية المسؤولة عن هذه الوحدة".
وأشار إلى أنه "لا يمكن في هذا التقرير الاستفاضة في عمل وطبيعة المهام الخاصة لهذه
الوحدة الأمنية السرية، لكن يمكن الإشارة إليها بقراءة الروايات الخيالية التي
تتحدث عن مهام خاصة وسرية ومعقدة، ولا يمكن كشفها حتى كتابة هذه السطور الآن".
وأكد
أنه "كان متوقعا بالنظر لتطورات أحداث خانيونس أن تسفر العملية عن اختطاف
مقاتلين إسرائيليين، أو قتلهم، وربما التدهور أكثر نحو اندلاع حرب شاملة في غزة".
وكشف
أنه "بالنظر لحساسية هذا الملف الشائك المعقد، فقد قرر رئيس هيئة الأركان
السابق الجنرال غادي آيزنكوت تشكيل ثماني طواقم تحقيق لإجراء تحقيقات تفصيلية في
كل ما يتعلق بعمل الوحدة من النواحي: الأمنية والعسكرية والمعلوماتية والعملياتية،
وانتهت بعض الطواقم التي أشرف عليها كبار ضباط الجيش، وتحولت توصياتها إلى خطة عمل
سنوية للاستخبارات العسكرية ووحدة العمليات الخاصة فيها".
وأوضح
أن "المهمة الأساسية لهذه الوحدة في غزة تمثلت بتحقيق تفوق أمني استخباري دون
تفصيله، وتناولت التحقيقات: الأبعاد الشخصية لأفرادها، المهنية الاستخبارية للوحدة،
الحفاظ على السرية، السيطرة على القوة، الرؤية النقدية والشكوك الدائمة، طريقة القتال
والبناء التنظيمي للوحدة".
وأشار
إلى "تحقيق آخر قاده الجنرال تايمر هايمان رئيس "أمان" شخصيا، وهو
يعرف جميع أفراد الوحدة عن قرب بأسمائهم ومهامهم ودرجاتهم العسكرية والأمنية، واستدعى
خلال التحقيق الذي أجراه بعد الفشل الأخير جميع أفراد الوحدة، من شارك ومن لم
يشارك في المهمة، داخل غزة للتعرف عن قرب على تحفظاتهم ومآخذهم".
وأضاف
أنه "بات من الواضح أن كشف هذه الوحدة تم في مناسبة تطلب منها إجراء محاسبة
مع النفس، وفحص لها من داخلها، لأن التحدي الذي واجهها منذ البداية هو الحفاظ على
مستوى عال من الدقة والعمل، كي يتم التقليل من مستوى عال من النقاشات والخلافات
التي قد تنشب بعد هذا الفشل والإخفاق".
وأكد
أن "السنوات الأخيرة شهدت نوعا من تراجع المهنية والدقة في العمل الأمني
والاستخباري، وربما لم تكن المنظومة الأمنية والعسكرية منتبهة له بما فيه الكفاية، حيث إن الصرامة المطلوبة تراجعت نسبيا، وقد أقر رئيس هيئة الأركان بأن أخطاء
وثغرات وقعت؛ لأن النتيجة أن هذه الوحدة الخاصة والنخبوية دفعت ثمنا باهظا، سواء
بمقتل قائدها المدرب والمؤهل جيدا، أو من خلال كشف منظومة عملها السرية".
وأشار
إلى أن "القوة الإسرائيلية الخاصة كشفت بسرعة من قبل قوة تابعة لحماس في المنطقة،
وخلال دقائق طويلة دار نقاش طويل بين قائد حماس العسكري وأفراد القوة، وتوقع قادة
الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت وجهاز الأمن العام "الشاباك" نداف أرغمان،
والاستخبارات العسكرية "أمان" تامير هايمان، الجالسين ثلاثتهم في مقر
القيادة العسكرية، أن القوة قادرة على التعامل مع هذا التحدي الميداني المفاجئ".
وختم
بالقول إن "زيادة الضغط الذي مارسه المسلحون الفلسطينيون على أفراد القوة لم
يجعل هناك وقتا إضافيا للتفكير، فقررت الوحدة إطلاق النار على المسلحين، فقتل قائد
الوحدة، التي واصلت الانسحاب والهرب من المكان، في وقت أجرت حماس خلفهم ملاحقة
مكثفة ميدانية، وهي النقطة الحساسة التي يتدرب عليها أفراد الوحدة في كل مناوراتهم".