لأول مرة بتاريخ البروتوكول البريطاني المتبع مع الرؤساء الأمريكيين، لن يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا وحاشيته، من الإقامة بقصر باكينغهام، على خلاف إقامة سابقة لكل من جورج دبليو بوش وباراك أوباما.
ووصل الرئيس الأمريكي إلى مطار ستانستد في لندن،اليوم الاثنين، في زيارة رسمية للمملكة المتحدة، وسط احتجاجات بريطانية على قدومه.
وأثارت قصة عدم قدرة ترامب والوفد المرافق له على الإقامة بالقصر الملكي، جدلا وتساؤلات عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن أسباب ذلك وفي ما إذا كان ذلك شكلا من أشكال الإزدراء.
لكن توضيحا تقدم به نشطاء ووسائل إعلام بريطانية منها صحيفة "ديلى ميل"، شرحوا فيها الأسباب التي ستمنع من استضافة ترامب بالقصر التاريخي، والتي أرجعوها لأعمال التجديد في الجناح الشرقي للقصر، الأمر الذي يعني أنه لا توجد غرفة لاستضافة حاشيته.
وبحسب "ديلي ميل"، فإن هذه الخطوة غير معتادة لمثل هذه الزيارة الرسمية المرموقة، ولكن المساعدين أكدوا أنه لا يوجد ازدراء مقصود، خصوصا وأن أعمال التجديد بدأت في الخريف الماضي، أي قبل وقت طويل من تحديد الزيارة.
وذكرت مصادر أنه من المتوقع أن يقيم الزوجان في الجناج البلجيكي التاريخي الكائن في الجزء الخلفي من القصر، والذي لا يزال يعمل، ولكن لن يكون بمقدور أحد من مساعديهم أو موظفيهم الإقامة بسبب إغلاق الجناح الشرقي.
وحظي ترامب باستقبال حافل في قصر باكنغهام في اليوم الأول له من زيارة دولة إلى المملكة المتحدة تستمر ثلاثة أيام.
اقرا أيضا : ترامب يصل لندن بزيارة لثلاثة أيام وسط احتجاجات ضده
وتحت شمس حارقة وعلى وقع صوت المدافع التي أطلقت ترحيبا به، كان ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وزوجته كاميلا بانتظاره لدى نزوله من المروحية برفقة زوجته ميلانيا.
وبعد ذلك، استقبلت الملكة إليزابيث الثانية الرئيس الأميركي وتبادلا بضع كلمات، تحت أنظار ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر اللذين أمكن رؤيتهما على شرفة القصر.
وبعدما أمضيا دقائق في القصر، خرج الرئيس والملكة للاستماع إلى النشيدين الوطنيين الأميركي والبريطاني واستعراض الحرس الملكي الذي عزف أفراده ألحان النشيدين مرتدين الأزياء الحمراء التقليدية مع القبعات السوداء.
ويضمّ برنامج عمل الزيارة غداء مع الملكة واحتساء الشاي مع الأمير تشارلز وزوجته في مقر سكنهما في "كلارنس هاوس" ومن ثمّ عشاء دولة.
لكن الرئيس الأمريكي الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ليس لديه النية بالاكتفاء في الصور الرسمية، بل عمد حتى قبل بدء الزيارة إلى إبداء رأيه بملف بريكست الحساس وأيضاً بمشاكل السياسة البريطانية.
ولم تكن طائرة الرئيس الأمريكي قد حطت في لندن بعد عندما وصف ترامب رئيس بلدية لندن صادق خان بـ"الفاشل".
وأثارت التشريفات التي خصصت للرئيس الأمييكي موجة احتجاجات، انضم إليها رئيس حزب العمال جيريمي كوربن، الذي قاطع مأدبة العشاء. ورفع ناشطون من منظمة العفو الدولية صباح الإثنين يافطات دعت إلى "التصدي" لترامب و"للعنصرية والكراهية" على جسر قبالة مقر السفارة الأمريكية.