سياسة عربية

استمرار الإضراب بالسودان لليوم الثاني.. ومحاولات لإفشاله

الإضراب وصل إلى قطاعات مختلفة في السودان- تجمع المهنيين السودانيين على "فيسبوك"

يستمر الإضراب العام في أرجاء السودان، الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، بدعوة من قوى إعلان الحرية والتغيير، وسط تصاعد الخلافات بينها وبين المجلس العسكري وتبادل الاتهامات، وتلويح التغيير بالدعوة إلى إسقاط "العسكري" والعصيان المدني.

وشهدت شوارع رئيسة بالعاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، شللا شبه تام، نتيجة إغلاق المحلات التجارية، في اليوم الأول للإضراب العام.

 

اقرأ أيضا: شلل بالسودان بأول أيام الإضراب بمشاركة قطاعات عدة (شاهد)

ويشمل الإضراب، بحسب "تجمع المهنيين"، عددا من القطاعات، منها: الصحية والهندسية، والمياه والكهرباء، والنفط والغاز، والمصانع وسكك الحديد، والنقل البحري، والنقل العام، والمصانع والقطاعات المهنية.

 

 

 

 

إغلاق فروع البنك المركزي

 

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، "إغلاق كافة فروع بنك السودان المركزي في ولايات البلاد الـ18، ودخول العاملين في البنك في تغييب كامل عن العمل بتلك الفروع الأربعاء".

جاء ذلك في بيان صادر عن التجمع الذي يعتبر أبرز مكونات "قوى إعلان الحرية والتغيير"، نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك".

وأضاف البيان: "من هنا نعلن عن الإغلاق الكامل لبنك السودان بكافة فروعه".

وأوضح: "سيتحول إضراب بنك السودان لتغيُّبٍ عن العمل من كل الفروع والاجتماع برئاسة البنك المركزي بالخرطوم الأربعاء".

 

وأغلقت عدة بنوك أبوابها تماما بينما لم يتم إعادة تعبئة بعض ماكينات الصرف الآلية لعدة أيام. كما أضرب موظفون في البنك المركزي.

وقال موظف ببنك النيل الأزرق المشرق في الخرطوم "نحن ملتزمون بالاضراب للحصول على حكومة سلمية..ومستعدون للدخول في الاعتصام المدني اذا طلبت منا قوى الحرية والتغيير ذلك".

إضراب شركة الكهرباء

 

وأعلن العاملون بشركة توزيع الكهرباء السودانية (حكومية)، مواصلة الإضراب الشامل، اليوم الأربعاء، رغم العنف والترهيب والتهديدات التى تلقوها في اليوم الأول لإضرابهم الثلاثاء، وفق قولهم.  

جاء ذلك في بيان صادر عن لجنة الإضراب بالشركة نشره تجمع المهنيين الذي يعتبر أبرز مكونات "قوى إعلان الحرية والتغيير"، عبر صفحته الرسمية "فيسبوك".

 

اقرأ أيضا: غضب من اتهامات حميدتي لقوى التغيير بتلقي أموال خارجية


وأورد البيان أنه "تجاوزت نسبة الإضراب الـ85 في المائه، رغم محاولات أجهزة النظام البائد والدولة العميقة التأثير على إرادة العاملين، بإشاعة العنف والترهيب والتخويف والتهديدات".

وأكد أن "هذه الممارسات لن تزيد العاملين إلا قوة وتماسكا".

وأضاف: "نعلن تواصل الإضراب الشامل بكل الإدارات العامة والمساعدة والمصانع والورش ومراكز خدمات الزبائن".

 



وطالب البيان الموظفين في إدارات عدة مثل "التوصيلات الجديدة، والمبرمجين، وهندسات خدمات الزبائن" عدم الحضور إلى المكاتب الأربعاء.

 

محاولات إفشال

وأمس الثلاثاء، أعلن تجمع المهنيين بقطاع الكهرباء عن محاولات لإفشال إضراب القطاع، ووجه منسوبيه بإخلاء المكاتب.

وذكر التجمع، أنه جرت محاولات لإفشال الإضراب بنزع الملصقات، وإجبار قسم الحسابات بالرئاسة على صرف رواتب العاملين، واعتقال مهندسي وفنيي وموظفي مكتب توزيع، والتوجه بهم إلى جهة غير معلومة.

 

وقال البيان إنه أثناء تنفيذ إضراب يوم الثلاثاء "جرت محاولات لترهيب العمال والموظفين وتهديدات واعتقالات لكسر إضرابهم بالقوة" دون تحديد الجهة التي قامت بذلك.

وتابع: "ذلك حدث للعاملين ببنك السودان المركزي والعاملين بالشركة السودانية لتوزيع الكهرباء والعاملين بمرافق مطار الخرطوم وغيرها من المواقع المتفرقة التي هي الآن قيد التحقق من جانبنا".

واعتبر التجمع أن ذلك المسلك "انتكاسة كبيرة وهدم لما شيَّدته دماء الشهداء وتضحياتهم من صروح للحريات والحقوق المنتزعة عنوة، وتراجع عن وعود بحماية المحتجين إذا كانوا في ساحات الاعتصام أو المواكب أو أماكن العمل والسكن وهي انتهاكات لا يمكن السكوت عليها أو تجاوزها".

ولم يصدر تعليق رسمي من السلطات السودانية على تلك الاتهامات.


وذكر البيان أن" الإضراب نفذ (الثلاثاء) في كافة المرافق العامة والخاصة، عبر العمال والحرفيين، والموظفين، والتجار، والفئويين والمهنيين، في الدواوين الحكومية والمؤسسات المملوكة للأفراد والشركات شبه الحكومية والمختلطة".

واستدرك: "ذلك التهديد والوعيد لم يخف أويمثل عائقا لتنفيذ الإضراب".

وأشار إلى أن "الانتهاكات التي تعرض لها المضربون عن العمل نفذتها أجهزة نظامية وقوات أمنية (دون تسميتها) ما يجعلنا نشكك في جديتها، وبذلك نحذر كل من يرتكب اعتداء على المضربين من الأجهزة الأمنية أو غيرها بأن المحاكمات على الجرائم فردية ولا تسقط بالتقادم".

وأكد التجمع أنهم" لن يتراجعوا عن المطالبة بتحقيق الأهداف المعلنة والمنصوص عليها في إعلان الحرية والتغيير ومنها إقامة سلطة مدنية انتقالية كأولوية".

ونوه البيان إلى "مقاومة المعارضة للعقبات التي تواجه هذه الأهداف، وسنواصل الضغط عبر كافة الأشكال السلمية احتجاجاً واعتصاماً وإضراباً حتى الوصول للعصيان المدني".

وأعلن "مواصلة الإضراب عن العمل اليوم الأربعاء تحضيرا لأشكال أخرى للمقاومة في مقبل الأيام حتى تمام الوصول للسلطة المدنية الانتقالية وتحقيق كافة أهداف الثورة".

ودعا التجمع إلى "الاحتشاد في ميادين الاعتصام بعد ساعات العمل في العاصمة الخرطوم أمام القيادة العامة للجيش وغيرها من أماكن الاعتصام التي اختارتها الجماهير في باق يالولايات".

 

 


وشهدت الخرطوم ومدن أخرى، خلال الأيام القليلة الماضية، وقفات احتجاجية لعاملين بمؤسسات حكومية وشركات عامة وخاصة وبنوك وجامعات وقطاعات مهنية، طالبت المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين.

ويعتصم آلاف السودانيين منذ نيسان/ أبريل الماضي، أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة.

وعزلت قيادة الجيش في 11 نيسان/ أبريل، عمر البشير من الرئاسة، بعد 30 عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وأخفق المجلس العسكري و"قوى إعلان الحرية والتغيير"، الأسبوع الماضي، في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن نسب التمثيل في أجهزة السلطة، خلال المرحلة الانتقالية.

وتتهم قوى التغيير المجلس العسكري بالسعي إلى السيطرة على عضوية ورئاسة مجلس السيادة، بينما يتهمها المجلس بعدم الرغبة في وجود شركاء حقيقيين لها خلال الفترة الانتقالية.