صحافة دولية

مونيتور: حملة سعودية ضد الاستثمار في تركيا

مونيتور: وجهت الغرفة التجارية والصناعية السعودية تحذيرا للسعوديين من الاستثمار في تركيا- أ ف ب

نشر موقع "المونيتور" تقريرا لمراسلته أمبرين زمان، تقول فيه إن التوتر بين تركيا والمملكة العربية السعودية وصل إلى المجال الاقتصادي، حيث وجهت الغرفة التجارية والصناعية السعودية تحذيرا للسعوديين من الاستثمار في تركيا.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن رئيس الغرفة التجارية عجلان العجلان غرد على حسابه حول مخاطر الاستثمار في تركيا، وقال إن مؤسسته استقبلت العديد من الشكاوى من المستثمرين السعوديين، الذين قالوا إن رؤوس أموالهم مهددة، وأن السلطات التركية لا تفعل ما يفي لحمايتهم، بحسب ما نقلت "سعودي غازيت" يوم الأحد.

 

وتلفت زمان إلى أن العجلان استشهد بما أسماه الجو الأمني المتقلب في تركيا، وادعى بأن "هناك كيانات مؤثرة" تبتز التجار السعوديين، وأن السياح السعوديين يواجهون "المضايقات والخداع".

 

ويفيد الموقع بأنه في وقت سابق من هذا الشهر ظهر تسجيل فيديو لحاكم الرياض، الأمير فيصل بن بندر، وهو يرفض فنجان قهوة عندما علم إنه من إنتاج أقدم صانع قهوة في تركيا، (قهوة محمد أفندي)، وقام الأمير عبد الله بن سلطان، الذي أحيا دعوات مقاطعة البضائع التركية، بنشر الفيديو.

 

وينوه التقرير إلى العلاقة بين أنقرة والرياض تدهورت بشكل سريع بعد قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، مشيرا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قاد حملة صاخبة اضطرت السعوديين لأن يتراجعوا عن إنكارهم ابتداء بأن جمال خاشقجي قتل داخل القنصلية، ويضعوا اللوم على مسؤولين في الأمن السعودي المارقين. 

 

وتستدرك الكاتبة بأن ذلك لم يوقف تركيا من تسريب سيل من الأدلة، بما في ذلك تسجيل صوتي لقتل خاشقجي، مشيرة إلى أن تلك الأدلة كلها تبدو وكأنها تشير بأصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي.

 

ويقول الموقع إن "ولي العهد سعى في البداية إلى نزع الفتيل، حيث اتصل بأردوغان وطلب اجتماعا معه، إلا أن تركيا استمرت في جهدها لتشويه سمعة ابن سلمان، أملا في أن تدير له أمريكا ظهرها، وأن يقوم أبوه بتهميشه، لكن لم يحصل أي من ذلك، ومنذ ذلك الحين وولي العهد على طريق الحرب مع أنقرة".

 

وبحسب التقرير، فإن موقع "بلومبيرغ" نشر تقريرا يفيد بأن دعوات المقاطعة بدأت أولا في تشرين الثاني/ نوفمبر، ومشيرا إلى أن السعوديين يأتون في أعلى قائمة الأجانب الذين يشترون عقارات في تركيا، وتراجعوا خلال أسابيع إلى المرتبة السادسة، فيما تراجعت المبيعات إلى 37%.

 

وتشير زمان إلى أن النمو الناتج عن الإنشاء كان يمثل لب استراتيجية أردوغان الاقتصادية، لافتة إلى أن هذا القطاع أصبح في حالة ركود الآن.

 

ويذكر الموقع أن المغرد السعودي نايف المدخلي، الذي يتابعه حوالي نصف مليون على "تويتر"، من حفنة من المستخدمين المؤيدين للحكومة الذين قادوا الهجوم ضد تركيا، ونقل عروضا في هذا الأسبوع لمساعدة السياح السعوديين للذهاب إلى البلدان ذات الغالبية المسلمة، مثل أذربيجان والبوسنة، إن هم ألغوا خططهم للذهاب إلى تركيا.

 

وخاطبهم المدخلي قائلا إن "الأمر أكبر من السياحة والتسلية، فحسي الوطني يدفعني لتقديم كل ما قد يساعدني على الوقوف مع بلدي، فهناك خيارات أفضل (من تركيا)".

 

ويشير التقرير إلى أن تركيا ضغطت لأجل قيام الأمم المتحدة بتحقيق في جريمة القتل البشعة التي تعرض لها المعارض السعودي، فيما لا يزال لم يعثر على جثمان خاشقجي، الذي قالت التقارير إنه قطع بمنشار عظام، مستدركا بأن صوت تركيا المطالب بالعدالة بدأ يخفت مع استمرار اقتصادها بالتراجع، وسط ليرة يتراجع سعرها، وفاتورة وقود عالية، وما يزيد الأمر سوءا هي العقوبات المفروضة على إيران.

 

وتورد الكاتبة نقلا عن مدير برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط غنول تول، قوله إن خفض التصعيد التركي بشأن خاشقجي قد يكون مرتبطا بالوضع الاقتصادي السيئ، وقال تول للمونيتر: "إن الأزمة بين تركيا والسعودية خطيرة جدا، وتركيا هي الأكثر عرضة للتضرر، فمن بين دول الخليج تعد السعودية أكبر المستثمرين في تركيا، وتخشى أن تخسر تلك الأموال السعودية، خاصة في وقت تعاني فيه البلاد اقتصاديا، وهذا مع جعلها تخفض من لهجتها بشأن خاشقجي".

 

ويجد التقرير أنه لحسن الحظ، فليس السعوديون كلهم يعتقدون بصحة معاقبة تركيا، فالشهر الماضي أعلنت شركة "ساك" للاستشارات خططا لاستثمار 100 مليون دولار في قطاعات الزراعة والصحة والفندقة في تركيا، وقال مدير الشركة سليمان الخريجي بأنه يجب ألا تدخل السياسة في التجارة. 

 

ويختم "مونيتور" تقريره بالإشارة إلى أن "رويترز" نشرت تقريرا يقول بأن الصادرات التركية للسعودية على مدى ثلاثة أشهر ارتفعت في شباط/ فبراير 2019 بنسبة 16%، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)