حقوق وحريات

طلبة أمازيغ يمنعون ندوة عن فلسطين ويهددون بقتل المحاضر

أحمد ويحمان، الأمازيغي الأصل، من أشد المحذرين من الاختراق الصهيوني للقضية الأمازيغية ـ فيسبوك

منع طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، محاضرة حول القضية الفلسطينية، وحاصروا رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الناشط اليساري، أحمد ويحمان، مؤطر المحاضرة بأحد مباني الجامعة، وأعلن أنه تعرض للتهديد بالقتل، داعيا النيابة العامة لفتح تحقيق في تعرضه للتصفية الجسدية.


المحاضرة كانت مقررة مساء الثلاثاء 30 نيسان/ أبريل 2019، بكلية العلوم والتقنيات بجامعة بني ملال (وسط المغرب)، نظمتها منظمة التجديد الطلابي (طلبة حركة التوحيد والإصلاح الإسلامية). 


وأعلن رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، تعرضه للتهديد بالقتل من طرف الفصيل الطلابي للحركة الثقافية الأمازيغية، في حالة ولوجه إلى كلية العلوم والتقنيات ببني ملال لتقديم عرض حول “صفقة القرن” ضمن ندوة طلابية حول القضية الفلسطينية.


وقال ويحمان في تصريحات للصحافة المحلية، إن "أفرادا من فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية أعلموا الكاتبة العامة للكلية بأن دخول ويحمان لفضاء الكلية من أجل تأطير الندوة سيعني (موته)". وتابع ويحمان، بأنهم وصفوه بـ"الإرهابي".


وأضاف أن "الكاتبة العامة للكلية استدعت اللجنة المنظمة للندوة من أجل إخبارهم بتهديدات الحركة الأمازيغية، وفي حين أن منظمة التجديد الطلابي مصرة على تنظيم الندوة، يصر فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية على عرقلة هذا النشاط عبر التهديد بقتل المحاضر".


وشدد على أنه "سيقوم برفقة منظمي الندوة بالترتيبات القانونية اللازمة عقب هذا التهديد، وأنه استدعى محاميا وسيضع شكاية لدى مصالح الأمن في الموضوع، فمن هم هؤلاء حتى يمنعوا الندوة؟هل لهم سلطة المنع والترخيص للأنشطة داخل الكلية؟".


ولقد حاول "عربي21" الاتصال بأحمد ويحمان لأخذ تصريح له في الموضوع، غير أن محاولات الاتصال به باءت بالفشل.


هذا ويعد أحمد ويحمان، الأمازيغي الأصل، من أشد المحذرين من الاختراق الصهيوني للقضية الأمازيغية، وقد أثارت تصريحاته حول قيام الموساد الصهيوني بتدريب نشطاء أمازيغ على استعمال الأسلحة غضبا في صفوف الأمازيغيين.

 

اقرأ أيضاهيئات: صهاينة دربوا مغاربة على استعمال الأسلحة (شاهد)

 

وتعتبر الحركة الثقافية الأمازيغية التعبير السياسي عن الطلبة الحاملين لأيديولوجيا أمازيغية، تدعو للاعتراف بالهوية الأمازيغية للمغرب، والنضال ضد ما تسميه الظلم الواقع على الأمازيغ.


وأعلنت المبادرة المغربية للدعم والنصرة (دعم فلسطين) في بيان لها أن "طلبة محسوبين على الحركة الأمازيغية اقتحموا المدرج واعتدوا على الأخ ويحمان".


وقال البيان، الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، "عرفت كلية العلوم ببني ملال قبل قليل عملا إجراميا خلال المحاضرة التي ينظمها فرع منظمة التجديد الطلابي ببني ملال والتي يستضيف فيها المفكر والمناضل الحقوقي الدكتور أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في موضوع حول (القضية الفلسطينية)ّ".


وزاد البيان "وبعد التهديدات بالقتل من طرف طلبة محسوبين على الحركة الأمازيغية تم اقتحام المدرج والاعتداء على الأخ ويحمان، ولا يزال محاصرا في مكتب الكاتب العام للكلية من طرف هذه العصابات المتأمزغة".


وقالت المبادرة المغربية للدعم والنصرة "إننا إذ نعبر عن تضامننا مع الأخ ويحمان، فإننا ندين ونستنكر بشدة هذا العمل الأرهابي الجبان وندعو السلطات الأمنية للتدخل العاجل من أجل منع هؤلاء المجرمين من تنفيذ تهديداتهم بالقتل تجاه الأخ ويحمان وجعل الفضاء الجامعي منبرا للعلم والحوار".


من جهته قال "المرصد المغاربي لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني ودعم المقاومة"، إنه "يستنكر ويشجب ويستهجن التعرض والتهجم من قبل عملاء الصهاينة المطبعين من قلة تدعي الأمازيغية على المناضل الوطني أحمد ويحمان داخل حرم كلية العلوم والتقنيات خلال اعتزامه إلقاء محاضرة بندوة حواريه عنوانها قضية فلسطين والتي تنظمها منظمة التجديد الطلابي ببني ملال".


وزاد البيان الذي حمل توقيع أحمد خليفة، نائب الأمين العام للمرصد المغاربي لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني ودعم المقاومة، هذه "جريمة عصابة منظمه خططت وهددت وفعلت بتحد سافر للأمن العام والدولة وهي لا تريد إلا إسكات صوت مناضل قام بفضح أعمالهم الخيانية مع العدو الصهيوني بالتطبيع وزيارات الكيان الغاصب والمحتل وفتح معسكرات للتدريب لجنود الموساد والمساندين لهم".


وتابع "وليس مصادفة أن يكون تهجمهم بنفس المنطقة التي فضح الأخ ويحمان ورفاقه وجود معسكرات الصهاينة بها، ولعل الغرور قد دفع بهم إلى ما قاموا به غير آبهين بأجهزة الأمن والدولة مستندين على مجرمي الموساد المتواجدين هناك".


وأفاد "باسم المرصد المغاربي ومناضليه في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا نشجب ونستنكر ونستهجن ما تعرض له أحد مؤسسي المرصد (وأمين سره)، نطالب الإخوه بالمرصد المغربي في الرباط بمتابعة فتح واستكمال التحقيق ورفع قضية قانونيه لدى السلطات المغربيه وتشكيل لجنة عمل ومتابعة مع كافة الجهات المعنية القانونية والسياسية والإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان".


وختم البيان "عاشت فلسطين، كل فلسطين، حرة عربية، والخزي والعار للمطبعين والخونة والعملاء، وعاش شعبنا الأمازيغي البطل المؤمن بقضايا أمته العربية والإسلامية".

 

يشار إلى أن منع ندوة فكرية عن فلسطين بالجامعة المغربية، وتهديد محاضرها بالقتل، مؤشر غير مسبوق على التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي والطلابي بشكل خاص.