حول العالم

"ثورة في نقل البضائع".. طائرات بدون طيار لتوصيل القهوة للبيت

الطائرات دون طيار تواجه تحديات كبرى نظرا لكونها تعجز عن القيام بالمهام المكلفة بها في المناطق العمرانية- أرشيفية

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا تطرقت فيه إلى فوائد نقل البضائع بواسطة الطائرات بدون طيار التي أصبحت العديد من الشركات تعتمد عليها لقدرتها على الطيران في مناطق العمران والوصول إلى وجهتها بسهولة.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من الشركات أصبحت تستخدم الطائرات بدون طيار لنقل البضائع خفيفة الوزن، وهو ما يمهد لعصر جديد في عالم النقل السريع للبضائع.

وعلى سبيل المثال، استخدمت الشركة الآيسلندية الناشئة "آها" مؤخرا الطائرات بدون طيار بهدف توصيل الطلبات بمختلف أنواعها للزبائن. فضلا عن ذلك، باتت شركة "وينغ" تعتمد هي الأخرى على هذه التكنولوجيا لتوصيل القهوة وغيرها من السلع إلى زبائنها في مدينة كانبرا الأسترالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرات بدون طيار تواجه تحديات كبرى نظرا لكونها تعجز عن القيام بالمهام المكلفة بها في المناطق العمرانية لا سيما في ظل ازدحام حركة المرور، ناهيك عن عدم وجود مناطق ملائمة لهبوط هذه الطائرات، وهو السبب الذي دفع مطوّريها إلى التركيز على الضواحي في الوقت الحالي. 

الجدير بالذكر أن بعض الشركات الضخمة، على غرار شركة أمازون، سعت إلى إدخال طائرات بدون طيار ضمن فريق عملها منذ سنة 2013، إلا أن هذه الفكرة لم تلق رواجا كبيرا آنذاك. وإلى حد الآن، لم توضح أمازون أي تفاصيل عن برنامجها المتعلق بهذه التكنولوجيا الجديدة في مجال توصيل الطلبات.

 

اقرأ أيضا: تعرف على أبرز الاكتشافات التكنولوجية المرتقبة لسنة 2019

وذكرت الصحيفة أنه على مدى خمس سنوات، تطورت هذه الطائرات لتصبح أكبر وأسرع وأكثر قوة، كما أنها أقل عرضة للتحطم. فضلا عن ذلك، أضحت هذه الطائرات تتمتع بقدرات مميزة تتمثل في رصد الأشياء والنجاح في تفادي الاصطدام بها.

وأفادت الصحيفة بأن الشركة الآيسلندية تعتمد في نظام التوصيل على مسارات محددة مسبقا وتكون خالية من العوائق كالأشجار وأسلاك الكهرباء وغيرها، حيث حصلت شركة "آها" على رخصة للاستخدام التجاري لهذا النوع من الطائرات نظرا للبيئة الجغرافية للبلاد، إذ أن هناك الكثير من المناطق غير المأهولة بالسكان.

وحيال هذا الشأن، أوضح المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، مارون كريستوفرسون، أن "كل شيء تواجهه الطائرة بدون طيار خلال تحليقها، على غرار الطرق والمباني وما شابه ذلك، قد وُضع ضمن نموذج جغرافي يقيم المخاطر التي من المحتمل أن يتعرض لها الأشخاص في حال تحطمت طائرة دون طيار يبلغ وزنها 34 رطلا".

في السياق ذاته، ذكرت شركة "فلايتركس" أن طائراتها قادرة على حمل طرود يبلغ وزنها 5.5 رطلات والتحليق على مستوى منخفض يتراوح بين 65 و100 قدم دون الحاجة إلى الهبوط أو الاقتراب من البشر وإلحاق الأذى بهم جراء مراوحها الخطيرة الصاخبة. من جهتها، تستخدم شركة "وينغ" نظاما مشابها في ضواحي العاصمة الأسترالية، كانبرا، حيث نجحت في تسليم أكثر من 3 آلاف طلب دون حوادث.

وأضافت الصحيفة أن تراجع الكثافة السكانية في الضواحي يشكل خسارة كبرى بالنسبة للشركات التي تقوم بتوصيل طلبات الزبائن باستخدام السيارات. لكن، عندما يتعلق الأمر بتوصيل وجبات الطعام، فإن الطائرات بدون طيار تعتبر وسيلة أسرع بكثير من السيارات.

 

اقرأ أيضا: ما هي المقتنيات التي لا يجب شراؤها عبر الإنترنت؟

وفي آيسلندا، يمكن لطائرة بدون طيار واحدة القيام بعمليات توصيل للسلع خلال ساعة أكثر من تلك التي تقوم بها ثلاث سيارات مجتمعة، كما يمكن لشخص واحد أن يشرف على تسيير أكثر من 10 طائرات دون طيار في الآن ذاته. ومن المتوقع أن تتمكن شركة "آها" من توصيل طلبات لأكثر من ألف منزل في آيسلندا بحلول حزيران/ يونيو، نظرا لكون اللوائح التنظيمية الجديدة ستسمح لها بزيادة نطاق خدماتها.

وأوضحت الصحيفة أن المسائل القانونية تشكل في الوقت الحالي العوائق الأساسية التي تحول دون الاعتماد على هذه التكنولوجيا المتطورة لتوصيل الطلبات. وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أن استخدام الطائرات بدون طيار يتطلب وضع الكثير من القواعد والقيام بالعديد من الاختبارات والتوصل إلى اتفاقيات بشأن المعايير. وأضاف المتحدث أن هناك العديد من المسائل الأمنية المتعلقة بهذا النوع من الطائرات التي ينبغي حلها قبل الاعتماد عليها كوسيلة جديدة في خدمة توصيل السلع.

علاوة على ذلك، تظهر بعض العراقيل فيما يتعلق بمجال إنفاذ القانون، حيث حظر مكتب التحقيقات الفيدرالي وعدد من الوكالات الأخرى اللوائح التنظيمية التي سبق وأن اقترحتها إدارة الطيران الفيدرالية بسبب المخاوف من استخدام الطائرات دون طيار لشن هجمات إرهابية.

وبينت الصحيفة أنه لبلوغ هذا الهدف المنشود، ينبغي للطائرات بدون طيار أن تتطور على نحو يجعلها تتجاوز مجرد إدراك العقبات التي تعترض طريقها. ومن المتوقع أن يقوم نظام جديد يسمى "إدارة حركة الطائرات دون طيار" الذي طورته وكالة ناسا بالتعاون مع إدارة الطيران الفيدرالية والعديد من الشركات الخاصة على غرار "وينغ"، بتنظيم رحلات الطائرات بدون طيار، والتي يبلغ الحد الأقصى المسموح به لتحليقها 400 قدم فوق سطح الأرض.

وفي الختام، أوردت الصحيفة أن هذا النظام الآلي بالكامل سيمكن من إرشاد هذه الطائرات إلى مواقعها وتقرير المسارات لبعضها البعض وإلى المحطات الأرضية، حتى تتمكن من التحليق في أمان دون التعرض للاصطدام مع بعضها أثناء عبورها للمسارات. مع ذلك، يبرز تحد آخر يتمثل في ضرورة التخفيف من الضوضاء المزعجة التي تصدرها هذه الطائرات من خلال تغيير تصميم المروحة أو مجرد تعديل الصوت لتكون أقل إزعاجا.