قال مناحيم بن الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف إن "الضجة المثارة في إسرائيل حول موافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على بيع الغواصات الألمانية إلى مصر تعود من بين أسبابها للعلاقة الوثيقة بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".
وأضاف
في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن
"أحد أسباب هذه العلاقة الوثيقة بين الرجلين تعود إلى الوساطة التي يقوم بها
السيسي من خلال رجال مخابراته بين حماس وإسرائيل لعدم تدهور الوضع الأمني على
الحدود مع غزة، بعد عام كامل من المسيرات الشعبية على جدار غزة".
وأوضح
أنه "بعد أن وافق السيسي على القيام بهذه الوساطة مع حماس، فقد استفادت منها إسرائيل
عبر حماية جنودها ومستوطنيها من الكابوس الذي يلاحقهم في كل مناطق مستوطنات غلاف
غزة، رغم ظروف جهنم الناشئة هناك بصورة يومية".
وأشار إلى أنه "حين تريد مصر التوسط بين حماس وإسرائيل بصورة فعالة، فهي توجه تهديدات
قوية لحماس بعدم تدهور مظاهرات أيام الجمعة لمواجهات عسكرية دامية، وهكذا فإن مصر
تتدخل حين تريد ذلك بين حماس وإسرائيل، وقد يكون من الأهمية لإسرائيل أن تعمل
مباشرة مع حماس دون وساطة ثالثة ، مما يطرح السؤال: لماذا نحن بحاجة لوساطة مصرية
مع غزة، وماذا تفيدنا التدخلات المصرية لوقف التدهور الأمني في القطاع".
وأكد
أن "هناك اتفاقات في الغرف المعتمة بين نتنياهو والسيسي، وهو السر الذي يحتفظ
به رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال مائير بن شبات، مما يعني أن العلاقة بين
الرجلين في القاهرة وتل أبيب تقوم على علاقة تحالف، وتعاون مكثف مع الجيش المصري، لمواجهة
النفوذ الإيراني في غزة، وخدمة الدول المعتدلة مثل مصر والسعودية ودول الخليج من
خلال التحالف الإسرائيلي مع هذه الدول العربية المعتدلة الصديقة".
وختم
بالقول إنه "يمكن القول إن نتنياهو يعانق السيسي عناق الدببة، من خلال
الموافقة الإسرائيلية على التواجد العسكري المصري في صحراء سيناء، التي لم تعد
منطقة معزولة من السلاح، بجانب الأيدي المصرية المتحالفة مع إسرائيل لمحاربة حماس".
يارون
فريدمان المستشرق الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت قال إن "مصر تبذل جهودا
حثيثة للوساطة بين حماس وإسرائيل من أجل التوصل لتهدئة سريعة، والأسباب في ذلك
مختلفة سواء باتجاه المسئولية المصرية نحو قطاع غزة، والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية
في سيناء، والخشية من النفوذ الإيراني في غزة، بجانب إنعاش الاقتصاد المصري المحلي".
وأضاف
فريدمان، الباحث بالشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون بجامعة حيفا،في مقال ترجمته "عربي21" أن "السيسي يشعر بأن مصر مسؤولة
عن القطاع الذي خضع لسيطرتها بين عامي 1948-1967، دون أن تمنح الفلسطينيين حكما
ذاتيا أو استقلالا نسبيا، ومصر تعتبر أن غزة هي البوابة الخلفية لشبه جزيرة سيناء".
وأوضح
أن "انقلاب السيسي في 2013 على الرئيس محمد مرسي رجل الإخوان المسلمين، وضع
على حماس مزيدا من المخاوف، فإسرائيل شمالا ومصر جنوبا، بعد أن أعلن السيسي ملاحقة
حماس من خلال إغلاق أنفاق رفح، وهي خطوة متطرفة لم تجرؤ إسرائيل على القيام بها،
لكن السياسة المصرية في العامين الأخيرين بدت أكثر براغماتية تجاه حماس، للاستفادة
منها في محاربة تنظيم الدولة في سيناء".
وختم
فريدمان، خريج جامعة السوربون الفرنسية، بالقول إن "مصر تعلم جيدا أن رفع
يدها عن الوساطة بين حماس وإسرائيل، فإن الحركة قد تتوجه لأطراف أخرى ووسطاء جدد
مثل إيران وقطر المعاديتين لمصر، وحين تفاضل القاهرة في خياراتها السيئة أمام
هؤلاء الوسطاء، فإنها ترى في قطر أقل ضررا عليها من الدور الإيراني في غزة".