تحدثت صحيفة إسرائيلية الأربعاء، عن جهود الوساطة التي بذلتها مصر خلال الأيام الماضية، لمنع تدحرج الأمور عقب شن الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات في قطاع غزة، وإطلاق الفصائل الفلسطينية قذائف صاروخية تجاه المستوطنات وتل أبيب كرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مقال
نشرته للكاتبة المختصة بالشؤون العربية سمدار بيري، إنه "في الأيام الأخيرة
اجتهدت مصر، لإقناع الطرف الإسرائيلي بإعطاء ضربة محسوبة ومهينة، ولكن ليس أكثر من
ذلك"، مضيفة أن "إسرائيل استخدمت طائرات سلاح الجو لأهداف محددة للإيلام
من الجو ومن ثم الانصراف".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في إحدى المكالمات
الهاتفية المشفرة التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من واشنطن، حين تردد
إذا كان سيعود إلى إسرائيل، طلب تلقي تقرير مفصل عن الدور المصري حيال غزة، من أجل
فحص أين تقف القاهرة، وكيف سيبدو وقف النار من زاوية القاهرة، وما هي تقديرات
محافل الاستخبارات ذات الصلة؟".
وتابعت: "لن يكون مستبعدا التقدير بأن نتنياهو
تحدث مباشرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي"، منوهة إلى أن "السيسي
له سجل طويل في كل ما يتعلق بسلوك حماس على مدى سنوات، منذ أن كان في مناصبه
السابقة كالحاكم العسكري في شمالي سيناء، وكرئيس الاستخبارات العسكرية وكوزير
للدفاع".
اقرأ أيضا: هنية من فوق ركام مكتبه: المقاومة قالت كلمتها (صور)
ورأت الصحيفة أنه "من السيسي يعرف بتفاصيل
التفاصيل عن العلاقات التي اجتهد كبار حماس لعقدها مع حركة الإخوان
المسلمين"، مضيفة أنه "ليس سرا أن السيسي لا يثق بحماس، وكبار مساعديه
الذين يديرون الاتصالات في غزة يمقتون زعماء حماس ولا يخفون ذلك".
واستدركت بقولها: "لكن السيسي يريد الهدوء في
جانبه، وأن لا تعود حركة حماس إلى التسلل إلى سيناء، ولا تحاول إنتاج العمليات في
مصر"، معتبرة أن "الدور المصري باعث على الإحباط، فهم الوسطاء الحصريون
بين طرفين لا يثق الواحد بالآخر".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه "في حماس يحرصون
على إصدار تصريحات إيجابية تجاه المصريين، ولكن بالتوازي يعرفون كيف يتابعون
العلاقة الخاصة التي بنيت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيسي وبين نتنياهو
والسيسي"، لافتة إلى أن "حماس تشك بأن نتنياهو هو الذي سوق السيسي
لترامب".
واستكملت قائلة: "رغم الشكوك، إلا أن حماس تعرف
بأنه لا يوجد وسيط آخر غير مصر"، مشددة على أن "نتنياهو يريد من مصر
الهدوء حتى الانتخابات الإسرائيلية، والتقديرات المصرية تشير إلى أن نتنياهو سيكون
رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم".
وختمت الصحيفة بقولها إن "مصر لم تقبل خطأ حماس
ونقلت رسالة حادة إلى غزة"، موضحة أن "مفاد الرسالة أنه إذا واصلتم
فستتلقون من الجانب الإسرائيلي ضربات أكبر، لأن تل أبيب لديها قدرة ورغبة في
الضرب".
وحول هدف القاهرة الحقيقي من الوساطة قالت
"يديعوت" إنها "تتابع الطرفين بسبع عيون، وتهدف بشكل أساسي لرفع
مستواها الدولي، وإن إسرائيل ملتزمة بالمساعدة في ذلك"، على حد قول الصحيفة
الإسرائيلية.