دراسة إسرائيلية تشكك بتمثيل منظمة التحرير الحصري للفلسطينيين

قالت دراسة إسرائيلية صدرت مؤخرا، إن "منظمة التحرير الفلسطينية تواجه تحديا جديا باتجاه مدى تمثيلها الحصري للشعب الفلسطيني، في ظل انسداد الأفق أمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس، مما يزيد من زعزعة وحدانية تمثيل المنظمة للفلسطينيين".

وأضاف يوحنان تسوريف في دراسته التي أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21" أن "هذا تطور تخشاه فتح، وتجد صعوبة في استيعاب أن يفكر أحد من الفصائل الفلسطينية في التشكيك بموقعها السياسي، وترى أن مجرد التفكير بذلك، خطر وجودي عليها".

وأشارت الدراسة إلى أن "وجود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض، ومواقفها الأخيرة ضد السلطة الفلسطينية، يجعل من مخاوف حركة فتح مشروعة، مع العلم أن أبو مازن يعلم جيدا أنه دون الغطاء الإسرائيلي والدعم الأمريكي، فإن كرسي الحكم سيهتز تحت أقدامه".

وأوضحت أن "الجمود السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وغياب تحقيق إنجاز سياسي للفلسطينيين من خلال صفقة القرن التي ينوي ترامب وضعها على الطاولة، سيزيد من الشعور بالإخفاق والفشل لدى قيادة رام الله".

وأكدت أنه "في هذه الحالة ستجد منظمة التحرير صعوبة في مواصلة الادعاء بتمثيلها الحصري للشعب الفلسطيني، وهو ما سيزيد مستوى التوتر بين التيارات الفلسطينية، وسيضع أمام إسرائيل تحديا أمنيا لم تعش مثله منذ سنوات طويلة".

وأضافت أن "الخلاف الفلسطيني الداخلي حول مشروعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، تجلى في الاجتماع الأخير للفصائل الفلسطينية في موسكو في كانون الثاني/ يناير الماضي، حين رفضت حماس والجهاد الإسلامي التوقيع على الوثيقة الختامية التي تحدثت أن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لأن المنظمة غيرت طريقها، وسيتم الاعتراف بها ممثلا شرعيا ووحيدا إن عادت إلى دربها الأول".

وأوضحت أن "ذلك يعني من السلطة الفلسطينية التخلي عن اتفاق أوسلو، والتراجع عن الخطوات السياسية التي حققتها السلطة الفلسطينية خلال السنوات العشرين الماضية، وهذا التطور فاجأ السلطة الفلسطينية، التي شعرت أن التشكيك بتمثيل منظمة التحرير عاد من جديد، بعدما ظنت أنه تم الاعتراف بالمنظمة إطارا وطنيا، ضمن الوثيقة السياسية الصادرة عن حماس في أيار/ مايو 2017".

وأشارت إلى أن "هذا التراجع في تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، تزامن مع مظاهرات شهدها قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة ضد السلطة الفلسطينية، ومن يترأسها تحت عنوان "ارحل"، وهي الشعارات التي لم تشهدها غزة في ذروة سنوات الربيع العربي في 2011".

وختمت بالقول بأن "هذه المظاهرات اعتبرت تطورا خطيرا غير مسبوق، حتى لو لم تنجح هذه الشعارات في إسقاط عباس فعليا، فإنها تعبر عن ديناميكية جديدة في الصراع الفلسطيني الداخلي، وهي كفيلة باهتزاز مكانة منظمة التحرير، وتصعب من خطواتها لتحقيق إنجازات سياسية".