صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: أبناء "الدكتاتوريين العرب" أكثر دموية

فريدمان قال إن قتل خاشقجي كشف الوجه الدموي لابن سلمان- واس

قال مستشرق إسرائيلي إن "الشرق الأوسط يشهد ظاهرة صعود أبناء الدكتاتوريين العرب، ممن تحول بعضهم إلى حكام طغاة، وآخرين يستعدون للانقضاض على السلطة، وفريق ثالث يعيش في حالة ضياع".


وأضاف يارون فريدمان في مقاله بـصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "بشار الأسد شكل لوالده خيارا غير مفضل لخلافته بعد أن توفي ابنه البكر باسل عام 1994، وكان متوقعا أن يخلف والده في الحكم، وبعد أن تأمل السوريون أن يكون الطبيب القادم من لندن يحمل أفكارا ليبرالية مختلف عن عهد والده، لكن ما لبث بعد فترة قليلة من دخول القصر الرئاسي أن عاد لأسلوب القمع الذي ميز حقبة الأسد الوالد".


وأشار فريدمان، الباحث بالشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون بجامعة حيفا، ومؤلف كتاب "العلويون: التاريخ والدين والهوية"، إلى أن "الأسد الابن بات خاضعا لضغوط وتأثيرات مستشاريه، وارتكب سلسلة أخطاء قاسية بينها اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، ثم الانسحاب السوري من لبنان، وأدار سياسة اقتصادية فاسدة، ثم انتهج سياسة دامية إزاء الثورة الشعبية التي اندلعت أوائل 2011".


وأوضح فريدمان، خريج جامعة السوربون الفرنسية، أن "السنوات الأخيرة أثبتت أن بشار ابن الـ53 عاما أكثر قسوة من أبيه، فقد أدخل إلى عمق بلاده إيران وحزب الله لإنقاذ عرشه من السقوط، وبات اليوم رئيسا فاشلا، ووصل نظامه في 2015 إلى مرحلة الانهيار حتى تدخلت روسيا عسكريا، لإنقاذه بصورة مباشرة، وهكذا لعب الحظ بجانب الأسد، ونجح في البقاء".


وقال إن "ما ساهم في بقاء الأسد رئيسا ظهور تنظيم الدولة وصعوده في سوريا، الأمر الذي أسفر عن القضاء على الثوار المعتدلين ضده، واليوم تحوّل بشار من قاتل بالآلاف إلى بديل أقل عنفا لسوريا، وبات العالم يقبل بدكتاتورية علمانية أفضل من دولة إسلامية".

 

اقرأ أيضا: الغارديان: هل ما زالت محاكمة الأسد على جرائمه ممكنة؟

وأشار فريدمان، إلى أن "النموذج الثاني من أبناء الطغاة العرب هو جمال مبارك الذي يستعد للعودة لحكم مصر، فقبل أقل من ثماني سنوات كان الزعيم البارز في الحزب الوطني الحاكم، وبات يشق طريقه لوراثة والده حسني، ولكن في خضم اندلاع ثورات الربيع العربي انطلقت ثورة 25 يناير وتمت الإطاحة بمبارك الأب، وفي أعقاب ذلك تم اعتقال ابنيه جمال وعلاء بتهم الفساد والخداع وسرقة أموال الدولة والتلاعب بالبورصة".


وأوضح أنه "في عهد الإخوان المسلمين، وصعود محمد مرسي للرئاسة، بدا واضحا أن مصيرهما أصبح في المجهول، ولكن في أعقاب الإطاحة بمرسي وصعود عبد الفتاح السيسي عبر انقلابه العسكري، تغير الوضع لعائلة مبارك، وأعاد القضاة المصريون أحكامهم القضائية، وتم إطلاق سراح الأخوين مبارك".


وأكد أن "جمال ابن الـ56 عاما، ما زال تحت التحقيق حول أموال يحوزها في حسابه الشخصي في قبرص، لكن هذه الاتهامات لا تؤثر كما يبدو في محاولته مجددا الدخول في الانتخابات القادمة التي قد تشهدها مصر".


وأشار فريدمان إلى "سيف الإسلام القذافي الذي يحلم بالرئاسة بعد أن قتل الثوار الليبيون والده معمر بطريقة قاسية في 2011، حينها حصل معظم أفراد عائلته على لجوء سياسي في الدولة الجارة الجزائر وسلطنة عمان في الخليج العربي، وثلاثة من أبنائه قتلوا في المعارك مع المعارضين المسلحين".


وأضاف: "أما سيف الإسلام، ابن الـ47 عاما، فكان المرشح المتوقع لخلافة والده، وقد صرح أكثر من مرة بكلام إيجابي عن اليهود في بلاده، وارتبط اسمه بعلاقات غرامية مع عارضات أزياء والممثلة الإسرائيلية أورلي فاينرمان".


وأوضح أن "العام 2015 شهد الحكم على سيف بالإعدام، وبعد عام تم إطلاق سراحه، واللافت أن آخر استطلاع للرأي في ليبيا أوضح أن معظم الليبيين يدعمون تعيينه رئيسا، ربما لأنهم سئموا من الفوضى الأمنية التي تشهدها بلادهم خلال السنوات الماضية، ويحنون لأيام الاستقرار التي وفرها لهم الدكتاتور السابق".


وأشار إلى أن "الليبيين ما زالوا ينتظرون انتخابات الصيف القادم، لرؤية ما إذا كان سيف الإسلام سيرشح نفسه، خاصة أنه يحظى بدعم القبائل التي دعمت والده سابقا، ومساندة مصر وروسيا".

 

اقرأ أيضا: WP: ترامب يواصل دعم الرباعي الديكتاتوري بالمنطقة

وانتقل الكاتب بعدها إلى "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الملقب في العالم "MBS"، وبات الشخصية المحببة في العالم الغربي مؤخرا بسبب منحه المرأة السعودية حق قيادة السيارة، وافتتاحه دور السينما، بجانب خطوات ليبرالية أخرى.. لكن قتل الصحفي جمال خاشقجي الذي يتهم فيه ابن سلمان كشف عن وجهه القاسي والدموي، ومس كثيرا بصورته العالمية".


وأضاف أن "ابن سلمان ابن الـ34 عاما أثار في الآونة الأخيرة غضب العالم الإسلامي حين صعد على سطح الكعبة في مكة، وهو المكان الأكثر قدسية لدى المسلمين، ويعتبر ما قام به عملا خطيرا".


وختم بالقول إنه "مع كل ذلك، فلا يبدو أن ترشح ابن سلمان لخلافة والده ابن الـ84 عاما تراجع أو تزعزع، فهو واحد من أصغر وزراء الدفاع حول العالم، ولديه تأثير واضح.. يخوض مواجهة ضد إيران، وشن حربا على الحوثيين، وأعد خطة اقتصادية لبلاده لمرحلة ما بعد النفط. وكما أن لديه معجبين كُثرا، فإنه يحظى بعداوة الكثيرين في العالم العربي".