قال كاتب إسرائيلي إن "عملية الدعس في الساعات الأخيرة التي شهدتها مدينة رام الله، بجانب مظاهرات مسيرات العودة في قطاع غزة، وبينهما التوتر الأمني في الحرم القدسي، كلها تنضم معا لتشكل مشهد الانتفاضة القادمة في الأراضي الفلسطينية، صحيح أن مصر تحاول كبح جماح حماس في غزة، لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن كل يوم يمر دون تصعيد هو مفاجأة إيجابية".
وأضاف
عاموس هارئيل، المحلل العسكري، في مقال نشرته صحيفة هآرتس، وترجمته "عربي21"، أن "ضباط أمن إسرائيليين خدموا
في المناطق الفلسطينية سنوات طويلة، أعربوا عن استغرابهم من عملية الدعس الأخيرة
التي شملت وجود أكثر من منفذ في سيارة واحدة، لأنه في جميع عمليات الدعس كان يستقل
السيارة السائق فقط، وفي بعضها كانت العملية تنفذ في لحظتها دون تفكير مسبق".
وأشار إلى أن "هذه العملية حصلت على خلفية توتر أمني متزايد في الضفة الغربية وقطاع غزة
وشرقي القدس، في ظل اقتراب الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة، وبذلك فإن كل مركبات
الاشتعال باتت واضحة ومتوفرة ومرشحة لأن تتسبب بموجة تصعيد إضافية في المناطق الفلسطينية
قبيل التاسع من أبريل، يوم ذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع".
وأوضح
أن "غزة مثلا تشهد يوميا إلقاء عبوات ناسفة باتجاه الجنود الإسرائيليين في
المسيرات الليلية، وبالتالي فإن وقوع عملية مع سقوط خسائر بشرية إسرائيلية قد
تتسبب برد فعل إسرائيلي عاصف، مع أن الجيش رفع في الأيام الأخيرة من وتيرة ردوده
الميدانية على أحداث غزة الحدودية، وتشمل إطلاق قذائف مدفعية وبعض القصف الصاروخي
على مواقع حماس".
وأكد أن "السلطة الفلسطينية من جهتها جددت رفضها استلام أموال المقاصة من الحكومة
الإسرائيلية طالما طرأ عليها استقطاع بموجب قرار الكابينت الأخير بخصم نصف مليار
شيكل، قرابة 140 مليون دولار، ومن المتوقع أن ينفذ عباس تهديده بأن يخصم هذه الأموال
المستقطعة من نصيب غزة من الموازنة الشهرية، الأمر الذي قد يزيد من حدة التوتر
فيها".
وأضاف: "أمامنا حدثان هامان إضافيان، أولهما التوتر الأمني الحاصل في السجون الإسرائيلية
بين المعتقلين الفلسطينيين والسجانين الإسرائيليين، وثانيهما المشكلة العالقة في
الحرم القدسي بين الحكومة الإسرائيلية والوقف الإسلامي بشأن فتح باب الرحمة، وقد
تتطور الأمور لعدم إقامة الصلاة يوم الجمعة ردا على قرار إسرائيل إبعاد رجال الوقف
عن الحرم القدسي، كما حصل سابقا في 2017 على خلفية البوابات الإلكترونية".
وختم
بالقول إن "الحكومة الإسرائيلية تبدو معنية بعدم الذهاب لمواجهة مع
الفلسطينيين قبيل الانتخابات القادمة؛ لأنه لا يعرف أحد كيف ستنتهي، وكيف سيكون
تأثيرها على نتائج الانتخابات، وفي الوقت الذي يخشى فيه نتنياهو من الظهور ضعيفا
أمام الفلسطينيين، فإنه قد يذهب لخطوات تصعيدية تجاههم، وفي الجانب الفلسطيني
يعتقدون أنه قد حان الوقت لاستغلال هذه الفرصة لدفع نتنياهو في الزاوية، وطي صفحته".