نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الظروف التي يجب توفيرها لضمان إجراء مقابلة ناجحة عبر سكايب.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا للبيانات التي سجلها مكتب الإحصاء الأوروبي، يقوم حوالي 4.3 بالمئة من العمال الإسبان بعملهم من المنزل، وهو ما يدل أن العمل المستقل عن بعد أصبح أمرا رائجا وبشكل متزايد.
وذكرت الصحيفة أن العمل عن بعد له عدة مزايا، من بينها أنه يجعل ساعات العمل أكثر مرونة، ويمكن ممارسته من أي مكان في العالم. وعندما تعمل عن بعد، فأنت لست مطالبا بالبقاء منعزلا بين جدران منزلك، وكل ما تحتاجه هو حاسوب محمول وشبكة واي فاي، وبذلك يمكنك القيام بمهامك سواء في كافتيريا أو مطعم أو فندق. وتوفر هذه الفرصة المزيد من الحرية على مستوى المكان والزمان وكيفية ممارسة العمل.
وأوردت الصحيفة أن هذا التوجه الجديد الذي يعتمده سوق العمل على المستوى العالمي يؤثر أيضا على كيفية تواصلنا مع رؤسائنا وزملائنا في العمل. وعادة ما تساعد رسائل البريد الإلكتروني والتسجيلات الصوتية والواتساب، خاصة تطبيقات مؤتمرات الفيديو مثل سكايب، على التواصل مع فريق العمل؛ نظرا لعدم وجوده في المقر الفعلي للشركة.
منذ فترة، لم تتردد الشركات في إجراء مقابلات مع موظفيها المستقبليين من خلال فيديو مسبق، سواء عبر كاميرا ويب الحاسوب المحمول أو الهاتف الذكي. وفي هذا السياق، أوضح المدير العام لشركة "فيزيوتالنت" المتخصصة في اختيار الموظفين من الجيل الجديد استنادا إلى مقابلة فيديو، إيغناسيو سانشيز، أنه "بالنسبة للأشخاص المسؤولين عن اختيار الموظفين، تعد هذه الممارسة وسيلة لتسريع عملية الاختيار المسبق للمرشحين، وخفض التكاليف لإتمام عملية التوظيف بشكل أسرع بكثير من المعتاد".
وأضاف الخبير: "إنها فرصة لا جدال فيها بالنسبة للمرشحين؛ لأن لديهم إمكانية التعبير عن أنفسهم خارج نطاق السيرة الذاتية وإبراز شخصيتهم. إلى جانب ذلك، يسمح الفيديو بتقييم "المهارات الناعمة" للشخص من قبيل المهارات والقدرات الشخصية، مثل مهارة التفاوض والعمل الجماعي، والتي لا تقل أهمية عن "المهارات الصلبة" أي المعارف، لكن من المستحيل تقييمها فقط عبر ورقة. كما أن العمل عن بعد يتيح لك إمكانية ترك بصمة أكثر وضوحا لأنها تمكنك من إظهار معارف أخرى خلافا لتلك التي بإمكانك إظهارها في مقابلة كلاسيكية".
وذكرت الصحيفة أن أول ما يجب القيام به هو اختيار المكان المناسب لإجراء المقابلة، لأن البيئة التي سيجرى فيها التسجيل مهمة للغاية. ويستحسن تجنب القيام بذلك في غرفة دون إضاءة أو في ملابس النوم، أو حتى في الكافتيريا، حيث لا يمكنك سماع شيء. ويجب الحرص على أن يكون المكان هادئا ومريحا، مع وضع الهاتف في وضع الطيران وإطفاء التلفزيون وإخبار زملائك في السكن بتجنب مقاطعتك خلال المقابلة.
وأكدت الصحيفة على ضرورة أن تكون الخلفية محايدة قدر الإمكان، لذلك إذا كنت في المنزل قد يكون من الأفضل القيام بذلك في غرفة الجلوس بدلا من المطبخ أو الحمام. وتأكد أيضا من وضع الكمبيوتر أو الهاتف الذكي على سطح ثابت ومستقر، حيث يعمل الميكروفون وكاميرا الويب وشبكة الاتصال بشكل كامل.
وأوصت الصحيفة بضرورة التأكد من أن جميع التعديلات التقنية جاهزة، والتحقق من أن كل شيء يعمل لصالحك وعلى ما يرام، تجنبا لحدوث مفاجآت غير سارة، على غرار سرعة اتصال الإنترنت. وينبغي الحرص على إعداد الخطاب الذي ستلقيه بشكل جيد، لأن ذلك سيساعدك على الشعور بالارتياح ويمنحك الثقة في خطابك. ولا تنسى أن معظم منصات المقابلة عبر الفيديو تسمح للمشاركين باختبار أدواتهم وإجراء عمليات الاختبار مسبقا.
وتجدر الإشارة إلى أن موقع "فيزيوتالنت" يوفر للمترشحين دليلا يحتوي على جميع المراحل والبرامج التعليمية وبرامج التدريب ونموذج تدريب يستنسخ الشروط ذاتها التي تتطلبها المقابلة الفعلية مع أسئلة وهمية، وذلك لمساعدة المرشحين ليكونوا أكثر استعدادا للمقابلة. ويمكن أن يكون التدريب طريقة فعّالة للتعرّف إلى أنواع معينة من الأسئلة والأوقات المحددة التي تستغرقها عادة للإجابة. وأكبر ميزة لهذه العملية هي أنها تسمح للمرشحين بتسجيل أنفسهم ومراجعة التسجيل وتحسين النتيجة لمقابلة الفيديو الحقيقية.
وأفادت الصحيفة بأنه في هذا النوع من المقابلات يوجد وقت مخصص للإجابة عن كل سؤال، حيث لا يتجاوز عادة 30 أو 20 دقيقة؛ لذلك يستحسن الحديث مباشرة في جوهر الموضوع. ويجب الحرص على اختصار المداخلة واستخدام جمل قصيرة، فضلا عن التركيز على العناصر الأساسية، وتجنب تقديم تفاصيل وأمثلة أكثر؛ لأن ذلك لن يترك لك الوقت الكافي لتطويرها بشكل صحيح.
وشددت الصحيفة على ضرورة اغتنام الفرصة لإثبات تميزك عن الآخرين. وأشار سانشيز إلى أن هذا النوع من المقابلات يمثل فرصة مثالية لتسليط الضوء على العديد من مهارتك التي قد تجد صعوبة في التعبير عنها خلال مقابلة تقليدية. وبما أن الانطباع الأول مهم دوما، وخاصة في هذه الحالات، لا تنسى أن تفكر قليلا في الملابس التي سترتديها قبل الجلوس أمام الكاميرا، مع الحرص على ملاءمة ملابسك مع نوع القطاع والنشاط والشركة.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن الفيديو يمنحك فرصة التأكيد على كلامك بفضل إيماءاتك وتعبيرات وجهك، ولا تنس أيضا أن تظهر حماسك وتعاطفك دون المبالغة في ذلك، لأنه من الأفضل أن تكون حياديا قدر الإمكان. ولتترك انطباعا جيدا لدى رؤسائك في العمل، عليك فقط الجلوس والنظر بثقة وحزم إلى الكاميرا.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)