أكدت مصادر يمنية مطلعة، أن دولا إقليمية أسهمت بفاعلية في عدم عودة رموز سياسية يمنية جنوبية بارزة، وعلى رأسهم الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض.
وأوضح الناشط الحقوقي اليمني توفيق الحميدي في حديث مع "عربي21"، أن "الإمارات سعت لتغييب أي اسم سياسي يمني له كاريزما وتاريخ من أجل تنفيذ أجندتها السياسية في اليمن".
وقال: "لقد عمدت الإمارات إلى تبني عدد من الأسماء ذات الفاعلية العسكرية مثل الزبيدي وشلال وابن بريك، وهم من الأسماء التي تجيد استخدام السلاح دون استخدام السياسة، وهذا يحقق الأهداف الإماراتية في إعادة رسم خارطة اليمن".
وحول سبب تغييب الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض، قال الحميدي: "هناك عوامل ذاتية تتمثل في تقدم سن البيض أولا، ثم عدم فاعليته على الأرض، هذا بالإضافة إلى أنه صاحب كاريزما، وهذا لا يخدم أجندة الإمارات، التي تريد أشخاصا تنفيذيين وليس شركاء في اتخاذ القرار".
وأشار الحميدي إلى أن "البيض، الذي تنقل في عدد من الدول منها النمسا ولبنان قبل أن ينتهي إلى الإمارات، يقيم الآن في دولة الإمارات، وأصبح مثله مثل أبو بكر العطاس المقيم في سلطنة عمان، بعيدين التأثير في المشهد السياسي اليمني".
وأضاف: "البيض تحول اليوم إلى عبء سياسي وليس عاملا مساعدا، حيث تحاول الإمارات خلق توازن بين الضالع وحضر موت من خلال دعم أسماء مثل عيدروس الزبيدي وخالد بحاح، الذ أصبح يخاطب اليمنيين من الإمارات"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: هكذا تمهد الإمارات لانفصال جنوب اليمن بعد معركة الحديدة
وكانت صحيفة "عدن الغد"، قد نشرت اليوم تقريرا تساءلت فيه عن سر غياب الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض عن المشهد.
وقالت الصحيفة بأن "الجنوب عاد إلى أهله إلا أن الرئيس علي سالم البيض مكث في رحلته الأخيرة في دولة الإمارات وظل في مكانه ولم يعد إلى أرضه التي طالما تغنى بها، وتمنى بالعودة إليها".
وذكرت أن هناك تساؤلات كثيرة تطرح عن الأسباب التي منعت البيض من العودة لرئاسة الجنوب، حيث وأن السلطة والحكم بيد الجنوبيين.
وتساءلت: "تخلي البيض عن منصبه رئيسا للجنوب هل تقف خلفه قوى اقليمية ودولية وخليجية أم أن البيض كانت له أهداف أخرى عاكست واقع الجنوب اليوم؟"
إقرأ أيضا: الإمارات تستقبل البيض وتصفه برئيس اليمن الجنوبي السابق
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنوبيين تفاجأوا في 4 أيار (مايو) 2017م بتنصيب اللواء عيدروس الزبيدي رئيسا شكليا للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أكد انصاره أنه الممثل الوحيد للقضية الجنوبية وأن الزبيدي هو الرئيس الشرعي لهم".
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن "إقالة الزبيدي من منصبه كمحافظ قد أضر دولا خارجية مما استدعى دعمهم لإعلان تشكيل المجلس الانتقالي وتنصيب عيدروس رئيسا له".
ولم يستبعد التقرير إرجاع صمت علي سالم البيض على ما يجري من صراع للمكونات الجنوبية وتلقي عيدروس الزبيدي دعما من دول في التحالف العربي، إلى اختلاف التوجه السياسي للبيض ومعارضته لوجود التحالف في اليمن ككل (شماله وجنوبه).
إقرأ أيضا: الزبيدي وابن بريك يغادران الرياض إلى أبوظبي