قالت صحيفة عبرية متخصصة، إن السياسيات التي اعتمدتها الحكومة الإسرائيلية لتنشيط الحركة السياحية عقب هبوطها بسبب حرب 2014 على قطاع غزة، تساهم (دون قصد) في تنشيط السياحة في مصر والأردن.
وأوضحت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية، في تقرير أعدته "رينا روزنبرغ كندل"، أن "مطار عوفدا يعج بالحياة في أشهر الشتاء في السنوات الأخيرة"، وهو مطار إسرائيلي دولي عسكري يقع في المنطقة الجنوبية لفلسطين المحتلة.
وأضافت: "مسافرون من أوروبا يصلون في رحلات جوية لشركات تخفض أسعارها أحيانا لتصل إلى بضع عشرات اليوروهات في كل اتجاه، ولكن إلى أين يذهبون بعد أن ينزلوا من الطائرة؟"، موضحة أنه يتبين من معطيات اتحاد الفنادق التي نشرت أمس أن "الكثيرين منهم لا يصلون إلى إيلات بل إلى أماكن أخرى رخيصة في (مصر والأردن)".
وأشارت الصحيفة، إلى أنه وفقا لنظام الدعم الذي قررته وزارة السياحة الإسرائيلية بعد حرب 2014 على غزة، والتي تسببت بانخفاض هائل في السياحة الوافدة، تحصل شركات الطيران على 60 يورو عن كل مسافر يأتي إلى مطار عوفدا في أشهر الشتاء، حتى لو كان المسافر إسرائيليا".
وبينت أن "وزارة السياحة واتحاد الفنادق في إيلات أرادت تشجيع شركة راين اير، التي لم توافق في تلك السنوات على الطيران لإسرائيل، كي تفتح خطوط طيران إلى ايلات، ولأجل ذلك كانوا مستعدين لأن يدفعوا، حيث اشترطت الشركة أن يكون الدفع عن كل مسافر بلا شروط"، منوهة إلى أن "شركات الطيران الأخرى التي تهبط في عوفدا تتمتع بالمزايا ذاتها".
واعتبرت "ذي ماركر" أن الإجراء الإسرائيلي سابق الذكر، ساهم في زيادة عدد المسافرين، ففي 2015 هبط في عوفدا 33.6 ألف مسافر، وفي 2016 تضاعف العدد ووصل لـ 68 ألف، وفي 2017 وصل لأكثر من 110 ألف مسافر، بينما في العام الماضي وصل لذات المطار 156.8 ألف مسافر.
ونبهت إلى أن "الهدف الأصلي لهذا الإجراء كان إنعاش السياحة الوافدة إلى إيلات في أشهر الشتاء، مشيرة إلى أن وزارة السياحة عليها أن تسأل نفسها ما إذا كان تقديم هذه المنحة لا يزال ناجعا".
اقرأ أيضا: هل وقف الأردن عاجزا أمام المطار الإسرائيلي؟
وأشارت إلى معطيات اتحاد الفنادق، كشف انخفاض عدد منامات السياح في كانون الثاني 2019 في فنادق إيلات وصل إلى 77 ألف، وهو ما يؤكد وجود انخفاض بمعدل 12 في المئة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، في ذات الوقت تشير المعطيات إلى صعود بمعدل 35 في المئة في عدد حركات المسافرين (الهبوط والاقلاع) في مطار عوفدا.
والمعنى المراد من ذلك وفق الصحيفة، أنه "مع هبوط نحو 33 ألف مسافر في مطار عوفدا، على وزارة السياحة أن تحول لشركات الطيران نحو 2 مليون يورو لقاء نشاطها في مطار عوفدا في هذا الشهر، رغم أن معطيات المنامات لدى اتحاد الفنادق تبين أن الكثير من الهابطين في عوفدا لم يناموا في ايلات".
وقال سائح سلوفاكي يدعى جيرالد في تقرير بثته قناة "كان" العبرية: "نحن لسنا أغنياء جدا لنسمح لأنفسنا بفندق خمسة نجوم في إيلات، ولكن يمكننا أن نسمح لأنفسنا بفندق خمسة نجوم في مصر"، لافتا أنه وصل إلى إيلات التي "سيبقى فيها ليلة واحدة فقط، مقابل ست ليال في مصر".
ولفتت الصحيفة العبرية المتخصصة في الجانب الاقتصادي، أنه "لا يوجد سبيل لمعرفة كم عدد السياح بدقة، الذين يهبطون في عوفدا ويقضون اجازتهم في الدول المجاورة (مصر والأردن)، ولكن وزارة السياحة تزعم أن 13 بالمئة من السياح الذين هبطوا في عوفدا في 2018 سافروا في اليوم ذاته إلى طابا أو العقبة".