يقوم علماء في مركز بحثي يقع بجزيرة نائية بالقارة القطبية الجنوبية على بعد مئات الأميال من الطرف الجنوبي لتشيلي بتمشيط الجليد؛ بحثا عن مفاتيح لكل شيء، ابتداء من التغير المناخي وحتى علاج السرطان.
وتمثل قاعدة إسكوديرو التشيلية في جزيرة الملك جورج مركزا بحثيا لدراسة رقعة جليدية مترامية الأطراف تمتد إلى القطب الجنوبي؛ إذ يتناوب عليها أكثر من 300 عالم دولي، متحدّين درجات الحرارة المتجمدة في المنطقة.
ويدعم معهد أنتاركتيكا التشيلي أبحاثا تجرى على جزيء حيوي يسمى (أنتارتينا) مستخلص من نبتة تنمو في المنطقة. وأعطت تجارب على الفئران باستخدام هذا الجزيء نتائج إيجابية أولية في القضاء على سرطان القولون والمستقيم والكبد والمعدة.
كما يفحص العلماء أنواعا من الطحالب التي قد تعالج مرض ألزهايمر، وتتضمن إنزيمات تزيل اللاكتوز من الحليب، وأخرى تحسن محصول الخس.
كما بدأ فريق علماء متعددي الجنسيات هذا الشهر رحلة بحثية لتقصي أسباب انفصال الصفائح الجليدية، وهي ظاهرة مرتبطة بالتغير المناخي.
ويريد الفريق أن يتمكن من التنبؤ بمكان وتوقيت انفصال أي صفائح جليدية في المستقبل؛ للمساعدة في تصور شكل القارة الواقعة على الطرف الجنوبي للكرة الأرضية في العقود المقبلة، بما يسمح للجزر والدول الساحلية بالتخطيط لارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات.
وتقول دراسة نشرت الشهر الماضي إن معدل ذوبان الجليد من "القارة البيضاء" ارتفع لمعدل سنوي بلغ 252 مليار طن سنويا في الفترة بين عامي 2009 و2017 ارتفاعا من متوسط بلغ 40 مليار طن في الفترة من عام 1979 وحتى عام 1990.